تداول المستخدمون إشاعات مفادها أن سماعات أبل خاصة وسماعات البلوتوث بشكل عام يمكنها أن تسبب تلفاً للدماغ وما زاد الطين بلة، انتشار فيديو على تيك توك بشكل فيروسي في وقت سابق من هذا العام بعنوان “لماذا يجب عليك التخلص من سماعات AirPods الخاصة بك”، حيث أدعى صانع الفيديو أن سماعات أبل تُصدر إشعاعات منخفضة التردد والتي تعمل على إتلاف عقلك بعد فترة.

وقال أحد الأشخاص في فيديو له على تيك توك أن سماعات أبل AirPods خطيرة لأنها تكون حرفياً داخل الرأس وبالتالي قريبة من المخ والذي يتعرض لموجات كهرومغناطيسية منخفضة التردد والتي بدورها تعمل على تدمير عقلك وما أثار الذعر هو فيديو أخر داعم لتلك النظرية على فيسبوك انتشر بشكل سريع أيضا وزعم صاحبه بأن سماعات أبل تسبب السرطان.

لا داعي للذعر وتستطيع تنفس الصعداء حيث قال مسؤولو الصحة والعلماء أن تلك الادعاءات ليس لها أي أساس من الصحة، كما أن فيسبوك قام بوضع علامة على الفيديو باعتباره يضم “معلومات خاطئة”، بالإضافة لذلك، نشر موقع رويترز تقرير جديد أوضح فيه أنه لا يوجد دليل على مثل تلك الادعاءات وأشار لآراء العديد من خبراء الصحة والعلوم والأبحاث، الذين قالوا بأنه لا يوجد دليل ثابت يمنع استخدام الأجهزة اللاسلكية مثل سماعات الرأس التي تعمل بتقنية البلوتوث.

بالنسبة للكثير من الناس، فإن كلمة إشعاع لها طابع نفس مرعب، لأن أذهاننا تتذكر على الفور المواد المشعة الخطرة المستخدمة في المفاعلات النووية والأسلحة الخطيرة.

ومع ذلك، فإن هذا النوع من الإشعاع هو ما يسميه العلماء بالإشعاع “المؤين” ويختلف بشكل كبير عن النوع الآخر “غير المؤين” الذي ينبعث من معظم الأجهزة الإلكترونية الحديثة.

هناك بالفعل العديد من مصادر الإشعاع غير المؤين بما في ذلك أجهزة الراوتر والهواتف وحتى فرن الميكروويف وأي شيء يُصدر إشارات في نطاق جيجا هيرتز وما بعده يعتبر مصدر إشعاعي غير مؤين، وبما أن البلوتوث فإنه يعمل بتردد 2.4 جيجا هيرتز، فإن هذا يضع أجهزة AirPods في نفس الفئة جنبا إلى جنب مع كل مجموعة أخرى من سماعات الرأس اللاسلكية.

وقال موقع رويترز إنه كان من الصعب الحصول على دراسات قاطعة حول المخاطر الصحية المحتملة للتعرض لأي نوع من الإشعاع، نظرا لأنه لا يمكن للباحثين وضع مجموعة من الأشخاص في غرفة كفئران تجارب واستخدام موجات الراديو عالية التردد عليهم لمعرفة ما سيحدث.

هذا هو السبب الرئيسي لعدم تمكن العلماء من التوصل إلى إجماع كامل حول تأثيرات الإشعاع من الهواتف الذكية، ومع ذلك، يتفق معظمهم على أن الإشعاع الناتج من تلك الأجهزة ليس ضارا وليس بالذعر الذي يشعر به الكثير من المستخدمين.

ومع ذلك ، من المهم أن تضع في اعتبارك أن هناك جانبين للإشعاع غير المؤين، لا يتعلق الأمر فقط بالتردد الذي ينبعث به الإشعاع من الجهاز ولكن أيضا بكمية الطاقة الكامنة وراء الإشارة.

على سبيل المثال، يمكن أن تُصدر أنظمة الرادار والميكروويف (ذات المستوى العسكري) إشعاعا كافيا لتسخين أي شيء يتم وضعه أمامها بشكل خطير، وقد وردت تقارير عن تعرض فنيي الرادار لمشاكل في الإنجاب في العقود التي سبقت اتخاذ احتياطات أمان إضافية. ومع ذلك، فإن هذه الأنظمة توفر قدرا مذهلاً من الطاقة حيث تم تصميمها لإرسال الاتصالات أو اكتشاف الطائرات والأشياء الأخرى عبر مئات الأميال.

ومع ذلك، حتى فرن الميكروويف الخاص بك يستخدم الإشعاع غير المؤين لطهي الطعام مع ترددات تنبعث في نطاق 800 ميجاهرتز إلى 6 جيجاهرتز. الفرق الوحيد بين فرن الميكروويف وجهاز الراوتر هو أن الفرن الخاص بك يولد حوالي 1000 واط من الطاقة، على النقيض من ذلك، يبلغ الحد الأقصى لإخراج الطاقة لجهاز الراوتر العادي 100 ملي واط، أي 0.1 واط أو أقل بحوالي 10 آلاف مرة.

ونظرا لأن قوة الإرسال مدفوعة جزئيا على الأقل بالمسافة التي تحتاجها الإشارة لتقطعها، و البلوتوث عبارة عن تقنية ذات نطاق أقصر بكثير فلا ينبغي أن يكون مفاجئا إن وجدت دراسة تمت مراجعتها عام 2019 أن سماعات البلوتوث تصدر منها إشعاع أقل من الأجهزة الأخرى مثل الهواتف الذكية.

هل سماعات AirPods آمنة إشعاعياً؟

الإجابة هي نعم، تواصلت رويترز مع شركة أبل التي قالت بأنها تختبر جميع منتجاتها على نطاق واسع “لضمان امتثالها لمتطلبات السلامة المعمول بها”، وتتوافق أجهزة AirPods والأجهزة اللاسلكية الأخرى من التابعة لأبل مع جميع إرشادات وحدود التعرض للتردد اللاسلكي المعروفة كما أن سماعات AirPods العادية وبرو أقل بمرتين من الحدود المطبقة للتعرض للتردد اللاسلكي.

وأضافت أبل بأن منتجاتها تخضع للمعايير التي وضعتها ليس فقط لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية (FCC)، ولكن أيضا اللجنة الدولية للحماية من الإشعاع غير المؤين ( ICNIRP).

أخيرا، يمكن القول بأنه من الآمن أن نقول إنه لا داعي للقلق بشأن أي مخاطر صحية من أجهزة AirPods الخاصة بك عندما يتعلق الأمر بالترددات اللاسلكية التي تنبعث منها ولكن ما يجب أن تقلق منه هو تلف السمع بسبب رفع مستوى الصوت عند استخدام السماعات لفترات طويلة.