بعد انتشار سلالة دلتا المتحورة من فيروس كورونا، بدأ الكثير من متعافي "كوفيد-19" في التساؤل عن مدى حمايتهم من الإصابة بهذا المتغير.
وأعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) هذا الأسبوع أن متغير دلتا هو الآن السلالة الأكثر انتشاراً في الولايات المتحدة، وفي بعض دول العالم، وأن لقاحات (فايزر، وموديرنا، وأسترازنيكا، وجونسون & جونسون)، تعمل بشكل جيد ضد سلالات كورونا المختلفة، بما فيها سلالة دلتا، خاصة عندما يتعلق الأمر بمنع الأمراض الشديدة، والاستشفاء (دخول المستشفيات)، والوفاة.
ولكن أولئك الذين أصيبوا سابقاً بـ"كوفيد-19" قد يتساءلون عن مدى قوة حمايتهم من الحصول على سلالة دلتا.
وفقاً لموقع "healthline" الطبي، تحمي المناعة بعد الإصابة السابقة، في كثير من الحالات، الأشخاص من الإصابة مرة أخرى، وعندما يحدث، يميل المرض إلى أن يكون خفيفاً، لكن المناعة تختلف اختلافاً كبيراً من شخص لآخر، لذلك في حين أن العديد من الأشخاص لديهم استجابة مناعية قوية ودائمة تحميهم من سلالة دلتا بعد الإصابة السابقة، فإن البعض قد يولد استجابة مناعية ضعيفة ويظل معرضاً للخطر.
ولهذا، ينصح بعض الخبراء الأشخاص الذين أصيبوا بكورونا مسبقاً، أيضاً بالحصول على جرعة لقاح واحدة على الأقل من لقاح الفيروس التاجي، وذلك لزيادة مستويات الأجسام المضادة لديهم، ومع ذلك، يوصي خبراء آخرون الأشخاص الذين أصيبوا مسبقاً بـ"كوفيد-19" بالتطعيم الكامل.
وقال الدكتور أميش أدالجا، الباحث البارز في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي الأمريكي وخبير الأمراض المعدية: "نعلم أن تكرار الإصابة بعدوى الفيروس التاجي ليس أمراً شائعاً، على الأقل على المدى القصير مع المتغير الأصلي للفيروس بالإضافة إلى بعض الاختلاف الآخر"، أما الدكتور ريتشارد أ. مارتينيلو، اختصاصي الأمراض المعدية والأستاذ المساعد في جامعة ييل الأمريكية، فقال إن المناعة بعد الإصابة السابقة بكورونا تختلف بشكل كبير من شخص إلى آخر، إذ قد تكون بالكاد موجودة ولا تستمر لفترة طويلة عند بعض الأشخاص.
كما وجدت دراسة صغيرة بقيادة باحثين في جامعة أكسفورد البريطانية أن الأشخاص الذين ينتجون استجابات مناعية أضعف قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة مرة أخرى من المتغيرات الجديدة، ولكن في معظم الحالات، يبدو أن المناعة الممنوحة من العدوى السابقة توفر حماية جيدة ضد المرض الشديد.
كما أوضح "أدالجا" قائلاً: "القاعدة بشكل عام هي أن إعادة العدوى لن تكون شديدة بسبب الحصانة الموجودة مسبقاً".
ووفقاً للموقع الطبي، يشتمل جهاز المناعة لدينا على العديد من الأجزاء العاملة، هي الأجسام المضادة والخلايا التائية والبائية، والأجسام المضادة هي خط دفاع الجسم الأول ضد العدوى وتطارد بروتين سبايك (حيث تحدث الطفرات في المتغيرات)، فهي تذكرتنا للوقاية حتى من الالتهابات الخفيفة.
وتعيش الخلايا التائية وخلايا الذاكرة بهدوء في العقد الليمفاوية لدينا وتنطلق في العمل عند تعرضها لمسببات الأمراض.
كما يمكن للخلايا التائية التعرف على العديد من الأجزاء المختلفة من "سارس– كوف– 2"، كما تعتبر حاسمة في مهاجمة الفيروس والوقاية من المرض الشديد والدخول إلى المستشفى والوفاة.
وعلاوة على ذلك، وجد تقرير حديث لتقييم الإصابات السابقة بـ (SARS-CoV-2) أن خلايا الذاكرة B تنتج أجساماً مضادة جديدة يمكنها التعرف على السلالات الجديدة وطفراتها عند التعرض لمسببات الأمراض، ولكن لحسن الحظ، بسبب تعقيد نظام المناعة لدينا، من المتوقع أن تكون الغالبية العظمى من حالات العدوى- حتى مع سلالة دلتا- خفيفة.