على الرغم من أن (كوفيد-19) يؤثر على الرجال والنساء بشكل مختلف، إلا أن غالبية الدراسات السريرية الحالية للمرض لا تذكر النوع.
وخلص تحليل جديد لما يقرب من 4 آلاف و500 دراسة، أجراه باحثون في جامعات بيليفيلد بألمانيا، والمركز الطبي بجامعة نيميغن رادبود بهولندا، وجامعتي آرهوس وكوبنهاغن بالدنمارك، ونشر بدورية "نيتشر كومينيكيشن" إلى أن هناك نسبة ضئيلة فقط، وهي 4 في المائة، تعالج متغير النوع.
وخلال جائحة الفيروس التاجي، يمكن ملاحظة الاختلافات بين الرجال والنساء، فالرجال أكثر عرضة لمرض (كوفيد-19) الشديد، ويتم إدخال المزيد من الرجال إلى المستشفى، ويموت المزيد من الرجال من آثار الفيروس، ولا نعرف بالضبط أسباب ذلك على وجه الدقة، ولكن نتيجة الاختلاف قد تكون أن الرجال والنساء قد يحتاجون إلى علاجات مختلفة.
وفي الوقت نفسه، يرتبط النوع بخطر الإصابة، على سبيل المثال لأن النساء أكثر شيوعًا في الوظائف مع العملاء أو كمقدمين للرعاية، مما يزيد من خطر التعرض، وهذا يستدعي الانتباه إلى كلا البعدين في إجراء التجارب السريرية وتخطيط تدابير الصحة العامة.
ومع ذلك، فإن أقلية فقط من 4 آلاف و420 دراسة سريرية مسجلة حول (كوفيد-19) في موقع (ClinicalTrials.gov)، وهي قاعدة بيانات أمريكية تضم أكثر من 300 ألف دراسة من 200 دولة، تذكر النوع في تسجيل الدراسة، وهو ما يمثل مشكلة، وفق سابين أورتيلت بريجيوني من جامعة نيميغن رادبود بهولندا.
وتقول "بريجيوني" في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة بيليفيلد الألمانية بالتزامن مع نشر الدراسة: "لقد رأينا منذ البداية أن المرض لا يتخذ دورة مماثلة للنساء والرجال، حيث تشير الاختلافات في معدلات الاستشفاء والوفاة إلى أن التدخلات المناسبة مثل الأدوية و التدخلات الأخرى، يمكن أن يكون لها أيضًا نتيجة مختلفة اعتمادًا على ما إذا كان المريض امرأة أو رجل، والمفارقة أنه فقط 4 في المائة من الدراسات سجلت خطة لتضمين النوع بشكل صريح كمتغير في تحليلها".
وحاولت "بريجيوني" التماس الأعذار للباحثين، وقالت: "قد يكون سبب عدم تضمين بيانات حول النوع أن الدراسات تُجرى تحت ضغط وقت مرتفع، فالباحثون يشعرون أحيانًا بالقلق من أن تحليل الفوارق بين الجنسين في دراسة ما قد يعني المزيد من المشاركين وأوقات تجنيد أطول للوصول إلى أهدافهم، خاصة في المراحل الأولى من الوباء، حيث كانوا يعملون تحت ضغط كبير من الوقت".
ويقول إيمير برادي، المؤلف الأول للدراسة، والذي يعمل في المركز الدنماركي للدراسات في البحوث وسياسة البحث بجامعة آرهوس: "فيما يتعلق بموضوع ضغوط الوقت، كنا نأمل بالفعل أنه مع ازدياد انتشار الوباء وزيادة الوعي حول الفوارق بين النوعين سنرى المزيد من التركيز على الجنس والنوع في بروتوكولات الدراسة التي يتم تسجيلها على موقع (ClinicalTrials.gov)، ولكن تبين أن هذا ليس هو الحال، لقد نظرنا أيضًا في التجارب المنشورة، حيث تم الاهتمام بالنوع، لكن واحدة فقط من كل أربع تجارب تناولت أو ذكرت النوع في تحليلاتها".
وتؤكد أورتيليت بريجيوني على أهمية دور النوع في البحث السريري، وتقول "إننا نرى بشكل متزايد أن الرجال والنساء يستجيبون بشكل مختلف للتدخلات الدوائية، وقد يؤدي تجاهل هذا في التجارب إلى آثار جانبية خطيرة غير مرغوب فيها لاحقًا، وقد يساعدنا النظر إلى الفروق بين الجنسين في فهم العدوى بشكل أفضل وستساعدنا على فهم خيارات العلاج لدينا بشكل أفضل، ويعتبر أخذ الفروق بين الجنسين في الاعتبار خطوة أساسية نحو رعاية صحية أكثر تخصيصًا".