سكاي نيوز عربية

لا تتوقف الأخبار المثيرة المتعلقة بارتفاع درجات الحرارة خلال هذا الصيف في العراق، خاصة أنها أدت إلى تغيير عادات وتقاليد وطباع اجتماعية راسخة ومتوارثة، كانت تبدو كما لو أنها من "طبيعة الأشياء".

وفي هذا الإطار، غصت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي في العراق، بصور ومقاطع فيديو تظهر تقديم "الآيس كريم" للضيوف الحاضرين خلال تجمعات ومناسبات اجتماعية، كالزواج أو الخطوبة، في حين أن التقليد العريق المعروف في البلاد هو تقديم الشاي بالدرجة الأولى للضيوف، والذي يعد العراقيون من أكثر الشعوب استهلاكا له.

لكن مع ارتفاع حرارة الجو، فإن بعض الفعاليات العشائرية والمدنية في عدد من المحافظات العراقية، كصلاح الدين والأنبار وذي قار، تحاول تعميم هذه العادة وهي تقديم المثلجات بدلا من المشروبات الساخنة.

ورغم ما انطوت عليه ردود الفعل والتعليقات من تندر وتهكم، فإن الكثيرين اعتبروا أنها "بادرة إيجابية، تسهم في التكيف مع الظروف المناخية الحارة ومحاولة التخفيف من وطأتها، عبر الكف عن تقديم الشاي خلال المناسبات واستبداله بما يثلج الصدر في هذا القيظ".

ويرى الباحث الاجتماعي لطيف حسن، في حديث مع "سكاي نيوز عربية"، أن الخبر "قد يبدو لوهلة طريفا وخفيفا لكنه عميق المعنى، لجهة أن الناس ما عادت تلتزم على طول الخط بعادات متوارثة ليست بالضرورة صحيحة أو مناسبة في كل الأوقات"، معتبرا أن هذا "مؤشر لمرونة وانفتاح وتطور اجتماعيين".

ويضيف: "المشروبات الساخنة محبذة أكثر في فصل الشتاء ولا تتناسب بالفعل مع فصل الصيف، لكونها ترفع من درجة حرارة الجسم أكثر فأكثر".

ويستطرد: "لهذا فإن البدء بتقديم المثلجات في بعض المناسبات، هو إشارة صحية على أن الناس أصبحت تكيف عاداتها وطباعها السلوكية والاستهلاكية، وفق ما تقتضيه راحة الإنسان ورغبته، وليس التعلق المؤذي بعادات خاطئة من باب التعود والتمسك بها رغم أضرارها".

من جانبه، يرى المواطن ناصر الدحام، أن هذه "عادة دخيلة على المجتمع العراقي وغير لائقة".

ويقول لموقع "سكاي نيوز عربية": "نتحدث هنا عن مجالس رجالية، لكن مع الأسف تحت اسم التطور يتم تسفيه كل عاداتنا وتقاليدنا، واستبدالها بطقوس وممارسات غير منسجمة مع طبيعة تكوين شخصياتنا وموروثاتنا الثقافية وأعرافنا السلوكية".

واعتبر معلقون عراقيون أن هذا الحدث يكاد يكون "ثوريا"، ذلك أن "الآيس كريم" لطالما كان ينظر له من قبل قطاعات مجتمعية عريضة في العراق، خاصة في البيئات العشائرية والمحافظة، على أنه "ترف خاص بالأطفال الصغار، ولا يليق بالرجال أو النساء تناوله، خاصة في الأماكن العامة وأمام الآخرين".