قال كبير الأثريين في وزارة الآثار المصرية مجدي شاكر، إن فكرة الحج والأضحية ارتبطت ارتباطا وثيقا بالفراعنة.

وتابع شاكر أن "الإنسان الفراعوني كان لديه هاجس من الطبيعة، فكان يعتقد أن هناك شيئا أقوى منه، ولكن لا يستطيع معرفته أو معرفة طبيعته ولم يكن عنده فكرة عن ماهية هذه القوى".

وأضاف شاكر، في تصريحات لصحيفة "الوطن" المصرية أن "الفراعنة كانوا يقدمون قرابين للطبيعة، والتي كان من بينها القرابين البشرية أحيانا، ثم ظهرت المعبودات وقدم الفراعنة لها القرابين، وقد تكون هذه القرابين خبزا أو ثورا، فكان يختار ثورا قويا ويزينه بالزهور ويعلق في رقبته جرساً يمشي به بين الناس ليعلم عامة الشعب أن هذا الثور هو ثور الإله، وليعلم الفقراء أن لهم نصيبا في هذا الثور".

وقال شاكر "كان الفراعنة يذبحون الثور الذي هو قربان للإله بطريقتين: الأولى إما بالنحر من الرقبة وهي الطريقة المعتادة، أو بالذبح من الرجل الأمامية اليمنى، ثم يقرأ الكاهن تراتيل معينة أثناء الذبح، ويصب على العجل أو الثور، الماء المقدس أول الماء المطهر، وكان يقسم الذبيحة إلى ثلاثة أقسام، ثلث للكهنة والتي كان من ضمن الثلث الخاص بهم الرجل اليسرى للذبيحة، وثلث للفقراء وثلث لأهل المضحين".

واختتم كبير الأثريين كلامه قائلا "إنه فيما يخص الحج عند الفراعنة، فقد كان الفراعنة يحجون إلى الإله "أبيدوس"، وكان هناك مكان مقدس يشبه الكعبة كان يحج إليه الفراعنة، حيث كان هذا المقام أو المكان به رأس الإله أوزوريس وكان حلم أي شخص من الفراعنة أن يحج إلى هذا المكان خصوصا أن تكاليف الحج لقبر أوزوريس باهظة جدا، وكانوا يلبسون ملابس مخصصة للحج، وكانوا يدورون حول قبر أزوريس، وكان له عيد في يوم ثمانية في الشهر الأول من الفيضان، يتم فيه عرض مسرحية بين أولاد حورس يقوم بها الكهنة ليجسد صراع الخير والشر لتنتهي المسرحية بانتصار الخير على الشر، وكان من يرجع من هذه الرحلة يسمى "مقدس".