ربما لم يعد هناك مجالا لم يخترقه الذكاء الاصطناعي من الطب إلى التعليم حتى عالم المال والأعمال والمنازل ، وصولا إلى أسلحة الحرب.
كل هذا لم يكن كافيا حتى يصل الذكاء الاصطناعي إلى مستوى الدماغ أو العقل البشري، بحسب طرح عالم الحاسب الآلي البريطاني ستيوارت راسل في كتابه "ملائم للبشر .. الذكاء الاصطناعي ومشكلة التحكم".
ويقول العالم البريطاني في كتابه إنه على الرغم من التقدم الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن الطريق لا يزال طويلا حتى يتمكن مهندسو الحاسوب من إنشاء أنظمة ذكاء اصطناعي تصل إلى هذه المرحلة، وفق صحيفة الجارديان البريطانية.
وبالفعل وقعت شركة مايكروسوفت عقدا بقيمة مليار دولار، مع شركة "OpenAI" لأمريكية، لبناء نظام ذكاء اصطناعي يحاكي الدماغ البشري.
إذن فماذا ينقص الذكاء الاصطناعي حتى يحاكي الدماغ البشري؟.
يشير الكاتب إلى عدة تحديات يجب أن تجتازها برامج الذكاء الاصطناعي أولا، وفي مقدمتها وصول الآلات إلى مرحلة تتمكن بها من تحويل الكلمات إلى حوار مترابط وموثوق.
ليس هذا فحسب، بل على الأنظمة الذكية تعلم إدارة مواردها المعرفية، حتى تتمكن من الوصول إلى قرارات جيدة بسرعة.
ويؤكد راسل أن هذه العقبات مجرد أمثلة فقط، بل هي تعطي لمحة لما يقف في طريق مهندسي الحاسوب.
وبرأي العالم البريطاني فإن المهندسون يحتاجون إلى 80 عاما من العمل حتى يتخطوا هذه العقبات والوصول بالذكاء الاصطناعي إلى مستوى العقل البشري، وإن كان في النهاية هذه المدة قابلة للزيادة أو النقصان.
وبحسب الكتاب، فإنه في حالة تخطي الآلات عقبات المستقبل فإنها تصبح صانعة قرار رائعة، بفضل قدرتها على استخلاص كميات هائلة من المعلومات من الإنترنت، والتلفزيون، والراديو، والقمر الصناعي، وكاميرات المراقبة، ثم تكتسب فهما ومعرفة متطورة للعالم وسكانه، أكثر مما يأمل أي إنسان.
ويشير راسل إلى أن الذكاء الاصطتاعي وفر العديد من المزايا للبشر، مثل المساعدين الرقميين في مجالات المحاماة والمحاسبة، والبحث العلمي السريع والدقيق بمجالات التعليم والطب، ما ساعد على الفهم لوظائف الجسم المعقدة ومعالجة الأمراض.
ولكنه على الجانب الآخر، هناك استخدام سىء للذكاء الاصطناعي، من خلال ابتكار أسلحة فتاكة ذاتية التشغيل مثل الروبوتات القاتلة، والطائرات بدون طيار ، والقيام بهجمات سيبرانية.
كما أن هذه التكنولوجيا المتطورة تمنح الحكومات صلاحيات أكبر فيما يخص المراقبة والسيطرة.