سكاي نيوزأعلن مركز الشباب العربي، إطلاق مجلس الشباب العربي للتغيّر المناخي ليشكل منصة إقليمية تعزز تفاعل الشباب العربي مع القضايا البيئية، ويدعم الاستراتيجيات العربية المتعلقة بالبيئة والتغير المناخي.

وتسعى المبادرة إلى إيجاد قادة رأي ومبتكرين شباب في مجال العمل المناخي يواكبوا ملف استضافة دولة الإمارات لقمة المناخ "كوب 28" عام 2023.

ويطلق مركز الشباب العربي، مجلس الشباب العربي للتغيّر المناخي، بالتعاون جامعة الدول العربية، ووزارة التغير المناخي والبيئة، ومكتب المبعوث الخاص للدولة لشؤون التغيّر المناخي بدولة الإمارات، وبالشراكة مع عدد من مؤسسات القطاع الخاص العربية.

ويأتي إطلاق مجلس الشباب العربي للتغيّر المناخي، تزامناً مع تصاعد الاهتمام عربياً وعالمياً، بجهود العمل من أجل المناخ، وعقب تقدم دولة الإمارات رسمياً في مايو 2021 بطلب استضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ "كوب 28".

ويضع المجلس مجموعة أهداف استراتيجية أهمها تمكين الشباب العربي من المهارات المطلوبة لمواجهة التحديات المناخية، وتمثيل صوته في المحافل العربية والدولية في مجال البيئة، ودعم الدول العربية في تعزيز جهودها للعمل المناخي، ورفع توصيات استراتيجية لصنّاع القرار في العالم العربي.

وتشمل الأهداف اقتراح حلول فعالة بالشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص، وتشجيع الاستثمار في المشاريع الناشئة والصغيرة في مجال حماية البيئة ومواجهة التغير المناخي وتحقيق الاستدامة.

تمكين الشباب

ويضم مجال عمل مجلس الشباب العربي للتغير المناخي، الذي تستمر دورته الواحدة لعامين، ستة تخصصات محورية هي الإدارة المثلى للموارد الطبيعية والمياه، والطاقة النظيفة والمتجددة، والاقتصاد الدائري، والزراعة والأمن الغذائي، والحد من انبعاثات غازات الدفيئة وتحسين جودة الهواء، والتكيف مع تبعات التغير المناخي.

وقال عبد الله بن محمد بلحيف النعيمي، وزير التغير المناخي والبيئة، إن تمكين وإشراك الشباب يمثل عنصراً رئيساً في نموذج دولة الإمارات للعمل المناخي على المستويين المحلي والعالمي.

وأشار النعيمي إلى إطلاق العديد من المبادرات الداعمة لهذا التمكين؛ ومنها إطلاق الدولة ممثلة في وزارة التغير المناخي والبيئة استراتيجية شباب الإمارات للمناخ في 2018؛ والتي استهدفت رفع الوعي حول قضية تغير المناخ بين الشباب الدولي، وتعزيز مشاركة الشباب في صنع القرار والعمل المناخي، وتنمية قدرات الشباب لمواجهة تحديات تغير المناخي.

وأوضح أن إطلاق المجلس سيساهم في إيجاد نموذج عربي متكامل للعمل المناخي يعزز من جهود خفض مسببات هذا التغير ورفع قدرات كافة القطاعات على التكيف مع تداعياته على مستوى المنطقة.

دوري محوري للشباب

من جانبه، قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، أنه من "خلال رؤية القيادة الرشيدة، تدعم دولة الإمارات قيام الشباب بدور محوري في رسم ملامح المستقبل".

وأضاف أن إطلاق "مجلس الشباب العربي للتغيّر المناخي" يشكل خطوة استراتيجية تعزز مشاركة الشباب وقيامهم بدور فاعل في العمل المناخي.

وأشار إلى المبادرات النوعية لدولة الإمارات التي تجسد نموذجاً للالتزام الفاعل بالعمل المناخي والتي كان الشباب عنصراً رئيساً في تنفيذها ورسم توجهاتها المستقبلية، مثل مبادرة مصدر، وتنفيذ وإدارة مشاريع الطاقة المتجددة محلياً وعالمياً والتي ساهمت في مضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة في الدولة بواقع 400 في المئة، خلال العقد الماضي.

وقالت شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب نائب رئيس مركز الشباب العربي، إن التغيّر المناخي يعد من التحديات الأكثر خطورة على المستقبل، وتشمل تهديداته الأمن الغذائي والمائي للدول، ويؤثر سلباً على جودة الحياة في المدن والمجتمعات.

وأردفت "مع تصاعد الاهتمام الشبابي بقضاياه الملحّة، استجبنا في مركز الشباب العربي وبتوجيهات من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مركز الشباب العربي بإطلاق مجلس الشباب العربي للتغير المناخي للعمل على إحداث نقلة نوعية في تفاعل الشباب العربي مع القضايا البيئية".

إيصال صوت الشباب

وستسهم الشراكات الاستراتيجية للمجلس مع مؤسسات القطاع الحكومي والشركات ومجتمع الأعمال والمنظمات البيئية العربية والدولية والمبادرات الهادفة لمواجهة التغيّر المناخي في توفير التدريب المتقدم لأعضاء المجلس، وتقديم الاستشارات التخصصية لهم.

وتعمل الشراكات أيضا على تسهيل وصول مقترحات الشباب إلى صنّاع القرار، إضافة إلى المساهمة في تغطية احتياجات البرنامج العينية واللوجستية والترويجية، وصولاً إلى دعم مشاريع الأعضاء بالتعريف بها وتسهيل حصولها على التمويل المطلوب.

وقالت دينا عساف، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة لدى دولة الإمارات، إن الأمم المتحدة تنظر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة على أنها شريك استراتيجي في قضايا التنمية المستدامة على مستوى المنطقة والعالم، "لقد كانت الإمارات سباقة إلى دعم العديد من المبادرات ذات الطابع الدولي، وتجسد ذلك مؤخرًا من خلال دعمها السخي للبلدان أثناء الجائحة الحالية التي فرضت ضغوطًا كبيرة على التقدم المحرز في التنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم."

وأضافت "من هذا المنطلق، نرحب بالمبادرة النوعية لمركز الشباب العربي المتمثلة بإطلاق مجلس الشباب العربي للتغيّر المناخي، ونتوقع أن يكون للمجلس دور قيادي على المستوى الإقليمي وبالتالي القدرة على التأثير على الجيل الجديد من الشباب العربي، الذين سيكونون قادة الغد، كما يمكن لهذه المبادرة أن تدعم وضع تغير المناخ في صميم جداول الأعمال الوطنية للحكومات في هذه المنطقة الحيوية من العالم".