نلاحظ دائما أن بعض المواقع مثل الفيسبوك، تعرض لنا إعلانات عن أشياء بمجرد التحدث عنها مع المحيطين بنا، أو البحث عنها على محركات البحث مثل غوغل وغيرها، مما يجعلنا نشعر بالدهشة أحيانا والقلق في أوقات أخرى خوفا من الشعور بأن أحد يراقبنا.
ويقول المهندس إسلام غانم، استشاري تقنية المعلومات والتحول الرقمي لسكاي نيوز عربية، إن هذه الظاهرة تحدث أكثر على موقعين اثنين بصفة أساسية، الأول له علاقة بمجموعة فيسبوك والتي تشمل الوتساب والإنستغرام والفيسبوك، والمجموعة الثانية مجموعة غوغل.
وجميع المواقع تحت هاتين المظلتين، لديهم آلات تسمع الكلمات التي ينطق بها الشخص وتبدأ في استخدامها استخداما تجاريا، فعندما تحتاج لشراء "لابتوب" وتكرر كلمة مثل "لابتوب"، فهذا الجهاز يأخذ هذه المعلومة من المكالمة ويبعث بها على محركات البحث على الفيسبوك على سبيل المثال، الذي تجمعه اتفاقية تبادل بينه وبين محركات البحث الأخرى لاستغلالها بشكل تجاري، وفقا لغانم.
ويضيف غانم أن "هذه الخدمة تتيح إرسال الكلمات المتكررة إلى موقع مثل غوغل مثلا، وعندما تستخدم التطبيقات الخاصة به تجد إعلانات عن هذه الأشياء التي تتحدث عنها، وهذه الخاصية لا تعني أن هناك أشخاص يسمعون أحاديثنا وإنما جهة تسمع بعض الكلمات المتكررة وتقوم بتحويل الكلمات التجارية، والتي قد تكون أحذية أو أجهزة إلكترونية أو غيرها، ومن بين ملايين الكلمات تلتقط هذه الأجهزة الكلمات المتكررة وتبدأ الترويج للأشياء التي قد تحتاج تشتريها".
ويتابع المهندس غانم أن "النقطة الثانية هي الشريحة التي توجد في هاتفك والتي تحدد موقعك، وعندما يتحدد موقعك الذي قد يكون داخل محل للهواتف المحمولة مثلا، هذه طريقة غير مباشرة لمعرفة توجهاتك ورغباتك الشرائية، وبالتالي يتم الترويج لمنتجات الهاتف المحمول على سبيل المثال، فتطبيقات فيسبوك وغوغل هي تطبيقات مجانية لكنها تستفيد بشكل تجاري، ولا يكون هدفها التجسس وإنما معرفة معلومات لأغراض تجارية".
ويبين أن "فكرة تسجيل المكالمات لهذا العدد من مستخدمي التطبيقات حول العالم تحتاج "سيرفرات" كبيرة على مواقع ولا يمكن تسجيل كل مكالمات المستخدمين حول العالم لكن يمكن الاستفادة من هذه الشيء بشكل تجاري، عبر معرفة الكلمة المتكررة وبث إعلانات عن المنتج المقصود، ولا يشكل ذلك خطورة أمنية على المستخدم.
ويضيف استشاري تقنية المعلومات والتحول الرقمي، أن هذا الشيء هو اختيار متاح ضمن سياسة التطبيق، فمثلا في غوغل يتم ترك خيار يخبرك أنك تستخدم البرنامج بشكل مجاني والبريد الإلكتروني بشكل مجاني، في مقابل الاستفادة من موقعك عبر تسجيل الكلمات التي تبحث عنها وتخزينها واستغلالها بشكل تجاري.