كشفت دراسة طبية حديثة، أن ظروف الشيخوخة لدى الإنسان تختلف من منطقة إلى أخرى في العالم، لأن شروع جسم الإنسان في "التقهقر" يتأثر بعدد من العوامل مثل الرعاية الصحية والأمن ومستوى الدخل.
وحددت دراسة منشورة في مجلة "لانست"، في وقت سابق من أغسطس الجاري، أفضل الدول التي يمكن أن يشيخ فيها الإنسان.
وأبانت النتائج عن تفوق دول شمال أوروبا، وهولندا واليابان، لأنها حازت أعلى المعدلات، بفضل ظروف المريحة لكبار السن، سواء كانوا رجالا أو نساء.
أما دول شرق وجنوب أوروبا فحصلت على معدلات أقل، علما بأن متوسط هذا المؤشر جرى تحديده في 66 لدى الرجال و55 للنساء.
وجاءت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، في ترتيب وصف بغير الجيد، لأن مؤشرهما لم يتجاوز 57 لدى الرجال و47 لدى النساء.
لكن المقلق، بحسب الدراسة، هو التفاوت بين الجنسين، لأن المسنين الرجال غالبا ما يكونون في وضع أكثر استقرارا من الناحية المادية مقارنة بالنساء.
وأشارت الدراسة إلى أن متوسط أمد الحياة في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، يرجح كفة النساء، لأنهم يزدن عن الرجال، بثلاث سنوات في المتوسط.
ورغم تمتع النساء بأمد حياة أطول، إلا أن هذا يجعلهن أكثر عرضة لمعاناة اضطرابات صحية، وربما مواجهة مشاكل مادية ناجمة عن ضعف الموارد.
وقامت الدراسة المنشورة في مجلة "لانست"، بوضع مؤشر من خمسة عناصر أساسية، لأجل رصد واقع "الشيخوخة" في مختلف الدول؛ وهي الرفاه والإنتاجية واندماج الفرد والإنصاف والتماسك والأمن.
وأجريت الدراسة بإشراف الأكاديمية، سينثيا تشين، وهي باحثة في جامعة كاليفورنيا، وأستاذة مساعدة في شعبة اقتصاديات الصحة بالجامعة الوطنية لسنغافورة.
واعتمدت الباحثة إلى جانب زملائها، على بيانات تم الحصول عليها بين 2015 و2019، من دول تشغل عضوية منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.