وكالات

في مناسبة اكتمال القمر ليل الأحد، يفتح 120 موقعا أثريا ومتحفا أبوابه بالمجان ولساعات طويلة في اليونان.

يأتي ذلك في مبادرة تأمل منها وزارة الثقافة اليونانية أن "يطغى ضوء البدر على ظلّ الوباء".

وقرّرت سلطات البلد المعروف بطقسه المشمس تخصيص النصيب الأوفر هذه الليلة للقمر كي يتسنّى للزوّار تأمّل هذه الظاهرة الطبيعية في أجواء خلّابة.

ويقول السائح الفرنسي رافييل روفييه من أمام متحف أكروبوليس في أثينا "لم نكن على علم بالأمر".

ويخبر فلوريان روفيلي الذي وصل الجمعة من باريس "خلال البحث عن توقيت فتح الأكروبوليس، فوجئت بالنبأ السار".

كنه لا يدري بعد أين سيتأمّل المشهد الساحر مع شريكته هذه الليلة.



وسيتسنّى للمقيمين والسياح النفاذ بالمجان إلى كلّ كنوز البلد تقريبا، التاريخية منها والثقافية، على ضوء القمر، وفق ما جاء في بيان صادر عن الوزارة.

من موقع كاسوب في إيبيروس (شمال غرب) إلى قصر المعلمين الكبار في جزيرة رودس (جنوب شرق)، مرورا بالمواقع الأثرية في أولمبيا وميستراس وكورنثوس ونيميا في شبه جزيرة بلبونس (جنوب غرب) أو تلك الواقعة في ثيفا (الوسط) أو حتّى قلعة كورفو (الغرب)، يحتار المرء ماذا يختار من بين هذه الخيارات الوافرة.

تناسي الوباء

وتقام سلسلة من النشاطات أيضا في هذه المناسبة، من حفلات وعروض تمثيلية أو راقصة وجلسات شعرية وأخرى لمراقبة النجوم ومعارض في المتاحف الأثرية وعدّة مواقع في كريت وغيرها من الجزر في أرخبيل سيكلادس أو البحر الأيوني أو بحر إيجه.

وفي العاصمة، سيكتفي رافييل روفييه وعائلته بـ"تأمّل القمر" من سطح الفندق الذي نزل فيه في حيّ بسيري النابض بالحركة في شمال الأكروبوليس.

وليس موقع الأكروبوليس الشهير مدرجا في هذه النشاطات، لكن متحفه سيبقى مفتوحا بالمجان لساعة متأخّرة من ليل الأحد، فضلا عن الباحة المطلّة على الصخرة المقدّسة الشهيرة ليتسنّى للزوّار استبصار القمر بنوره الذي يضيء الأعمدة الرخامية حتّى منتصف الليل.

ويأمل الجميع في تناسي الوباء ومآسيه لليلة يكون القمر فيها بدرا.

غير أن "المتاحف والمواقع والبلديات ستحرص على تطبيق البروتوكول الصحي في هذا السياق الوبائي"، على ما قالت لوكالة فرانس برس ألكسندرا أسبيوتي من المديرية العامة للآثار والتراث الثقافي في اليونان التابعة لوزارة الثقافة.

وهي أشارت إلى أن "بعض المواقع والفعاليات ستقيَّد بأعداد مخفّضة أو بحجوزات مسبقة".

وبعد موسم العام 2020 الذي لم يسلم من شرّ وباء كوفيد-19، تمكّنت اليونان حتى الآن من اجتذاب 70 % من إجمالي السياح الذين زاروا البلد سنة 2019، وفق ما كشف خريستوس ستايكوراس وزير المال اليوناني.

وتُعدّ السياحة قطاعا حيويا للاقتصاد اليوناني وهي تشكّل أكثر من 20 % من إجمالي الناتج المحلي في البلد.