الكرش من المشاكل الجمالية التي يشكو منها الرجال والنساء، ويرغب البعض في إزالته بأي طريقة ممكنة حتى لو تطلب ذلك الخضوع لعملية تحت مشرط جراح التجميل.
لكن ما يجب أن تعرفه أن دهون الكرش ليست دهوناً سطحية يمكن إزالتها عبر عمليات شفط الدهون التجميلية، لأنها تتغلغل داخل مكونات البطن وتحيط بالأحشاء.
تؤكد آمنة حيدر تخصصية التغذية العلاجية على أن الكرش ليس مشكلة جمالية فقط، بل هو مشكلة صحية وخطرة. وشرحت، قائلة: «يسمى هذا النوع من الدهون بالدهون الحشوية لأنها تترسب حول الأعضاء الحيوية، فهي تترسب على الكبد (الكبد الدهني) وتكوّن حزاماً دهنياً يحيط بالأمعاء والقلب والمعدة وجميع الأحشاء. كما تتراكم هذه الدهون وتبطن الشرايين أيضاً ما يزيد فرصة الإصابة بتصلّب الشرايين وتضيّقها وأمراض القلب».
وبالمقارنة مع الوزن ومؤشر كتلة الجسم، يعتقد الباحثون أن كمية دهون الأحشاء أو الكرش هي المقياس الأفضل لتقييم خطر الإصابة بالمشكلات الصحية، فكلما زادت كميتها زادت فرصة الإصابة بالتالي:
داء السكري.
مرض الكبد الدهني.
أمراض القلب والشرايين.
ارتفاع الكوليسترول والدهون.
جميع أنواع السرطان خاصة سرطان الثدي والبروستاتا والقولون.
التهاب البنكرياس.
لذلك، يؤمن كثير من الأطباء بأن مقياس الخصر أو محيط الكرش هو أفضل مؤشر لتقييم خطر الإصابة بالأمراض وليس الوزن، فشرط القياس قد يعطيك تلميحاً بمستوى المشاكل الصحية التي قد تصاب بها مستقبلاً. ومقياس الخطر بالنسبة للنساء هو أن يزيد الخصر (محيط البطن) على 35 بوصة أما للرجال فهو أكبر من 40 بوصة.
6 حقائق عليك معرفتها
1 - استبدل تمارين المعدة بالكاريود: من المعتقدات الخاطئة الكلاسيكية أن على من يريد خسارة الكرش أن يكثر من ممارسة تمارين البطن، لكن ذلك في الحقيقة سيسبب زيادة في قوة وضخامة عضلات البطن ولن يصغر حجم الكرش بل قد يبدو أكبر حجماً.
أما تمارين الكارديو فهي أفضل تمرين لتحفيز حرق السعرات الحرارية وخسارة الدهون الحشوية، وبالتالي تصغير وخسارة الكرش.
ولا تعد تمارين المعدة والضغط على البطن مفيدة لهذا الهدف، فهي تقوي عضلات المعدة فقط، ولا تسرّع حرق دهون الأحشاء أو خسارة الكرش، ومن أمثلة تمارين الكارديو المشي السريع والركض وركوب الدراجة وكل تمرين يسبب تسارع في ضربات القلب.
2 - الرياضة وحدها لا تكفي: دهون الأحشاء ليست مثل دهون الذراعين أو الفخذين، فهي دهون داخلية يتطلب حرقها وخسارتها الالتزام بنظام رياضي وحمية غذائية صحية.
وتشرح آمنة: «بدلا من تناول 3 وجبات كبيرة الحجم، يفضل تناول وجبات صغيرة بترتيب معين طوال اليوم، مع الإكثار من شرب الماء، ومن الخطأ ربط إيقاف تناول نوع من الطعام مع خسارة الكرش، فالحمية الصحية التي لن تضر الجسم تقتضي تناول تغذية متنوعة وعدم الحرمان من طعام معين. لكن يجب التنويه الى ضرورة التوقف عن تناول الأغذية الضارة والفقيرة بالقيمة الغذائية والعالية بالسعرات الحرارية مثل الحلويات والمشروبات الغازية والمقليات والأغذية السريعة والأغذية المصنعة والنشويات المصنعة والسكريات».
3 - خل التفاح لن يساعد: يعتقد البعض أن شرب حمض الأسيتيك الموجود في التفاح يعزز الصحة من بعض النواحي. وأظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات بصيص أمل في أنه قد يساعد على حرق الدهون الحشوية. لكن لا دليل علمياً يؤكد هذا التأثير على البشر. ورغم إدراج حميات غذائية شرب كأس مخفف من خل التفاح مع تحفيز فقد دهون الكرش إلا أن الأمر ليس صحيحاً.
4 - استبدل الصودا بالمشروبات الخالية من السعرات الحرارية: كن ذكياً في نظامك الغذائي فتناول كميات معقولة من الطعام والكثير من الخضار وقلل الوجبات السريعة. وبدلاً من الصودا اشرب الماء أو مشروباً خالياً من السعرات الحرارية كالشاي الأخضر، فقد أشارت دراسات إلى أن مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر (الكاتيكين) قد تساعد (قليلاً) في حرق الدهون الحشوية، ويشمل ذلك أيضاً شرب القهوة أو الشاي الاسود، لكن تأكد من عدم إضافة عسل أو سكر أو كريمة أو حليب.
5 - أدخل زيت السمك في غذائك: حبوب زيت السمك تعد مكملاً غذائياً صحياً للقلب والعقل. ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أخيراً على دواء مصنوع من زيت السمك يفيد في التحكم في الدهون الضارة في الدم.
كما وجدت دراسة أجريت على رجال يعانون من زيادة الوزن وارتفاع الكوليسترول أن تناولهم مكمل زيت السمك ساهم في تغيير وخفض دهون الأحشاء.
6 - دهون البطن وقوة العظام: اعتقد بعض الأطباء سابقاً أن الوزن الزائد يساعد في المحافظة على قوة العظام والحماية من الكسور، لكن أبحاثاً حديثة أظهرت عدم صحة هذا الاعتقاد، حيث كشفت أن الرجال الذين لديهم كرش كبير (كمية دهون كبيرة في البطن) لديهم عظام أضعف مقارنة بأقرانهم ممن يتمتعون بوزن صحي.
كما وجدت دراسة أخرى العلاقة ذاتها، حيث كانت لدى النساء الشابات (أصغر من 50 عاماً) ذوات الكرش الكبير كثافة عظام أقل، وهي علامة خطرة لهشاشة العظام.
