يتشكل الشريان الوسيط في الرحم لدى جميع البشر وتتمثل مهمته بنقل الدم إلى وسط أذرعنا لدعم وتغذية أيدينا المتنامية الصغير لطنه يضمر في الشهر السابع لكن هذا الشريان وجد عند نسبة كبيرة من البالغين ما يشير لتطور كبير في ذراع الإنسان، وذلك خلال الحقبة الأخيرة، في مؤشر قوي على استمرار تطور البشرية من الناحية الفيزيائية والبدنية، بما يتناسب مع متطلبات حياته.

وأشار العلماء إلى وجود تعديل بسيط ظهر في أيدي جزء كبير من البشر في الحقبة الأخيرة، أي قبل بضعة أجيال فقد، معتبرين أنه علامة قوية على استمرار تطور الإنسان.

وقد نشرت مجلة "sciencealert" العلمية، أن ظهور وعاء دموي إضافي جديد في أذرعنا، والذي قد يكون شائعًا وفقًا للاتجاهات الحالية في غضون بضعة أجيال فقط.

وأشار علماء وباحثون من جامعة "فليندرز" وجامعة "أديلايد" في أستراليا، إلى أن الشريان الذي يمتد بشكل مؤقت أسفل مركز الساعدين أثناء وجودنا في الرحم تطور وبقي لدى الكثيرين بعكس الحالات السابقة.

وبحسب المصادر، يتواجد الآن عدد أكبر بكثير من الأشخاص البالغين الذين ظهر لديهم قناة دموية إضافية من الأنسجة الوعائية تتدفق تحت معصمهم.

وقال تيجان لوكاس عالم التشريح بجامعة فليندرز في عام 2020: "منذ القرن الثامن عشر، كان علماء التشريح يدرسون انتشار هذا الشريان عند البالغين وتظهر دراستنا أنه يتزايد بشكل واضح"، بحسب البحث المنشور في "Journal of Anatomy.".

وبحسب العالم: "كان الانتشار لدى حوالي 10% من الأشخاص الذين ولدوا في منتصف ثمانينيات القرن التاسع عشر مقارنة بـ 30 % في أولئك الذين ولدوا في أواخر القرن العشرين، لذا فهذه زيادة كبيرة في فترة زمنية قصيرة إلى حد ما، عندما يتعلق الأمر بالتطور".

يتشكل الشريان الوسيط في الرحم لدى جميع البشر وتتمثل مهمته بنقل الدم إلى وسط أذرعنا لدعم وتغذية أيدينا المتنامية الصغير.

وينضمر لدى أغلب الناس في الشهر السابع من فترة الحمل، تاركا المهمة لقناتين أخريين وهما الشريان الشعاعي (الذي نشعر به عندما نأخذ نبض الإنسان) والشرايين الزندية.

وبعد الكثير من الدراسات، عثر العلماء أن هذا الشريان يبدو أكثر شيوعًا بين البالغين اليوم أكثر بثلاث مرات مما كان قبل حوالي قرن هو اكتشاف مذهل يشير إلى أن الانتقاء الطبيعي يفضل أولئك الذين يحتفظون بهذا القدر الإضافي من الإمداد الدموي.