مع مغيب شمس الأربعاء، خيّم الصمت على كامل إسرائيل، مع توقف مرافق الحياة، حيث بدت وكأنها مدن أشباح، في يوم الغفران، الأقدس في الديانة اليهودية.
الغفران أو "كيبور" باللغة العبرية، تزامن هذا العام مع حالة تأهب في صفوف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وسط استمرار البحث عن أسيرين فلسطينيين فرّا الأسبوع الماضي من سجن "جلبوع" شديد التحصين.
وانتشر الآلاف من عناصر الشرطة في الشوارع ومفارق الطرق المؤدية إلى الضفة الغربية.
أما حركة الملاحة الجوية فقد توقفت بالكامل منذ بعد ظهر أمس الأربعاء، على أن يعاد فتح مطار "بن غوريون" الدولي مساء اليوم الخميس.
كذلك سرى الأمر على حركة القطارات التي أوقفت حركتها، والموانئ التي أقفلت أبوابها، والمعابر البرية بين إسرائيل والدول المجاورة.
وفي فضاء الإعلام، توقفت الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية بشكل كامل عن البث.
وبدت المدن والبلدات الإسرائيلية وكأنها منطقة أشباح خلت من كل شيء إلا دوريات للشرطة.
وبدأ يوم الغفران مع مغرب الشمس يوم أمس الأربعاء ويستمر حتى مغرب شمس اليوم الخميس.
ما هو الغفران؟
في العقيدة اليهودية، يقال إن "يوم الغفران" هو الذي نزل فيه النبي موسى عليه السلام من سيناء، للمرة الثانية، ومعه ألواح الشريعة، معلنا أن الرب غفر لليهود خطيئتهم في عبادة العجل الذهبي.
لكن الهيئة العامة للبث الإسرائيلي تقول إن "يوم الغفران هو من أقدس الأيام في الأعياد والشعائر الدينية اليهودية، ويستمر الصيام فيه حوالي 26 ساعة تُكرَّس للعبادة والصلوات والابتهالات وطلب المغفرة من الباري عزّ وجلّ".
وفي تعريفها ليوم الغفران، أوضحت الخارجية الإسرائيلية "كون هذا العيد مخصصا لمحاسبة النفس، بعيدا عن الحياة اليومية الاعتيادية، فإن الأمور الدنيوية المادية تنحسر لتحل محلها همومنا الروحانية، حيث يصوم الناس مدة ليلة ويوم كاملين اعتبارا من غروب الشمس حتى حلول الظلام في اليوم التالي".
"كما تنهى تعاليم الديانة اليهودية عن ارتداء الحذاء المصنوع من الجلد والتطيب والاغتسال والمعاشرة الجنسية".
ويستخدم بعض الإسرائيليين الدراجات الهوائية للتنقل أو الترفيه لتوقف المواصلات في يوم الغفران.
وبيّنت الخارجية أن "يوم الغفران هو يوم الصوم الوحيد الذي تأمر به التوراة ويكرسه المؤمن لتعداد خطاياه والتأمل فيما ارتكبه من ذنوب".
ومنذ عام 1973 بات يوم الغفران يرتبط في الأذهان بحرب أكتوبر/تشرين الأول، حينما باغت الجيشان المصري والسوري القوات الإسرائيلية، وعبرت خلالها القوات المصرية قناة السويس وحطمت خط بارليف، وحققت نصرا عسكريا على إسرائيل.
آنذاك كان يوم الغفران الذي يحتسب بحسب التقويم العبري، قد صادف السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 1973، وفق التقويم الغربي، ولذلك يطلق على حرب أكتوبر، حرب "يوم كيبور" أو حرب عيد الغفران.
تأهب أمني
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن عن إغلاق الأراضي الفلسطينية بشكل كامل طوال فترة يوم الغفران.
ووضعت الشرطة الإسرائيلية الحواجز بين شطري مدينة القدس الشرقي والغربي ومنعت الحركة بينهما.