لا يدخل التاريخ السياسيون والمحاربون فقط، بل حتى العشاق، يحجزون لهم صفحات رقيقة في كتب التاريخ، خصوصًا المشاهير منهم، في كافة مجالات الحياة السياسية والثقافية والفنية والفكرية، وغيرها.
وإن كانت القرون القديمة خلّفت أسماء مثل: كليوباترا، ومارك أنطونيو، وقيس بن الملوح وليلى، وعنترة العبسي وعبلة، وشاه جهان، وممتاز محل، فالقرن العشرون بدوره، حفظ للذاكرة الإنسانية علاقات عاطفية لن تُنسى. وفيما يلي بعضها:
1- الملك إدوارد الثامن وواليس سيمبسون
ستظل حكاية الملك إدوارد الثامن، الذي تنازل عن عرش بريطانيا ليتزوج من حبيبته، من أبرز قصص الحب التي دخلت التاريخ الحديث، حيث عارض وزراء المملكة المتحدة والدومنيون زواجه من الأمريكية واليس سيمبسون، المطلقة من زوجها الأول والساعية للطلاق من زوجها الثاني، فأصبح الحاكم البريطاني الوحيد الذي تنازل اختياريًا عن عرشه في 11 ديسمبر 1936، ليتزوج بحبيبته السنة الموالية.
2- الأمير رينيه الثالث وغريس كيلي
عندما التقت الممثلة الأمريكية الفاتنة غريس كيلي، بأمير موناكو رينيه الثالث، سنة 1955، في مهرجان كان، كانت تعتبر نجمة بين بنات عصرها، وحائزة على عدة جوائز أبرزها أوسكار أفضل ممثلة سنة 1954، عن دورها في فيلم ”فتاة الريف“.
لكن قصة الحب التي جمعتها بالأمير، جعلتها تتخلى عن مجدها الفني، وتتفرغ لدورها كزوجة وكأم، وأيضًا كأميرة تهتم بالعمل الإنساني، إلى أن اختطفها الموت في الـ 53 من عمرها، بسبب حادث سير.
3- وردة وبليغ حمدي
تُعتبر قصة حب نجمة الغناء الجزائرية وردة، والموسيقار المصري بليغ حمدي، من أشهر وأجمل قصص الحب في الوسط الفني العربي، وتحولت إلى أسطورة يعرفها عشاقهما في العالم العربي كله، حيث عشق بليغ وردة بجنون وطلب يدها من والدها، لكن طلبه قوبل بالرفض، وبعدها سافرت المغنية الشابة إلى بلدها الأصلي برفقة عائلتها، تزوجت مسؤولًا كبيرًا، واعتزلت الغناء لتتفرغ لتربية ابنها وابنتها منه.
لكن عشقها للفن ظل يطاردها، وكذا أغاني بليغ التي كانت عبارة عن رسائل حب واشتياق تعبُر المسافات إليها عبر أجمل الأصوات، وعلى رأسها أم كلثوم في أغاني مثل ”سيرة الحب“، و“بعيد عنك“ وغيرها.
واستسلمت وردة لمشاعرها، فطلبت الطلاق وهي تعلم أنها قد تحرم من رؤية طفليها، وعادت للقاهرة حيث تزوجت ببليغ سنة 1973، وأبدعا معًا، وبحوالي 150 أغنية.
لم يدم الزواج أكثر من 7 سنوات، بسبب ما كان يدور حول علاقات نسائية محتملة للملحن الكبير، لكن ما بينهما كان أكبر من مجرد زواج، فظّلا صديقين حميمين، كما كان آخر ألحانه من نصيبها: أغنية ”بودعك“ التي ودعا بها تعاونًا فنيًا وقصة حب خالدة.
4- سيمون دو بوفوار وجان بول سارتر
هذه العلاقة التي بدأت في 1929 واستمرت نصف قرن، لم تكن تقليدية، فهي علاقة بين مفكرين فرنسيين يساريين من العيار الثقيل، الأديبة والفيلسوفة ونصيرة المرأة سيمون دو بوفوار، والكاتب غزير الإنتاج وأحد رواد المدرسة الوجودية، الفيلسوف جان بول سارتر.
ولم يرتبط الطرفان بعقد زواج، ولم يقيما مع بعضهما، لكنهما ظلا رفيقين حتى وفاة سارتر سنة 1980.
ولطالما خلق هذا الرباط جدلًا فكريًا كبيرًا حول تأثير كل منهما في كتابات الآخر، وصل أحيانًا لحد اتهام أحدهما بالتأليف للآخر.
5- سلفادور دالي وغالا
كان الرسام الاسباني سلفادور دالي، يعتبر زوجته غالا ملهمته منذ لقائه بها سنة 1929، ولطالما أثرت بلوحاته، حيث كانت غالا سيدة مميزة جدًا، تمثل صورة المرأة المثقفة والمتحررة والذكية، ومعشوقة الشعراء والمثقفين في عصرها، حيث ظلا معًا زوجين وحبيبين، حتى وفاة غالا في 1982.