سبوتنيك
بابتسامة هادئة كاسرا حاجز الخوف الذي يعتري الكثيرين لدى زيارتهم طبيب الأسنان، يستقبل الطبيب السوري الأصل حسان قريط، في مركزه الطبي وسط العاصمة الروسية موسكو مرضاه.

ابن قرية خبب التابعة لمحافظة درعا حفر اسمه على خارطة طب الأسنان الروسية بفضل مركزه الطبي الذي أصبح أحد أهم مراكز طب الأسنان في موسكو.

حول انطلاقته في هذا المجال تحدث قريط لـ"سبوتنيك". عن سبب اختياره لهذه المهنة قال: "بعد حصولي على شهادة البكالوريا في سوريا، دخلت كلية الهندسة الكهربائية وتابعت دراستي للسنة الثانية إلى ان حصلت على منحة قبول لدراسة طب الأسنان في روسيا. وباعتبار أن "جو عائلتنا طبي" كون أخوتي الكبار أطباء وكونه لم يكن لدي ذلك الميول الكبير للهندسة الكهربائية اخترت السفر لدراسة طب الأسنان لأغير مجرى حياتي".

وأضاف: "التحقت بـ"كلية طب الأسنان في موسكو" العريقة والتي يصل عمرها لأكثر من 100 عام، لأنهي دراستي فيها وأتجه للتخصص بجراحة ومداواة اللثة، وفي عام 1995 أنهيت دراستي بالاختصاص لأنطلق بعدها إلى الحياة العملية".

مركز تخصصي في طب الأسنان

تحدث الطبيب قريط عن بداية انطلاق مشروعه المتمثل بمركز علاج متكامل، قائلا: "بعدما أنهيت دراسة اختصاصي في 1995، شهدت البلاد تغيرات كبيرة وبدأت بالانفتاح مع إمكانية إنشاء عمل خاص، لتبدأ عيادات طب الأسنان بالظهور في موسكو. وكانت لدي الرغبة لافتتاح مركز يضم عدة أطباء متخصصين في مجال طب الأسنان، ليقوم كل طبيب بعمله بحسب التخصص".

وأضاف: "في البداية كان المركز متواضعا بمساحة صغيرة ومع التطور والتوسع أصبح أحد المراكز الكبيرة في طب الاسنان مقارنة بالمراكز الخاصة،

ليضم اختصاصات تتعلق بمعالجة جراحة الفكين واللثة وصناعة التيجان والجسور وأسنان الاطفال، وليصبح لدينا مخبرنا الخاص بالإضافة لغرفة أشعة متكاملة".

ولم يتوقف المركز عند هذه الدرجة ليحصل على درجة ممتازة ضمن تصنيف المراكز الطبية في موسكو نظرا لما يقدمه من خدمات ولما يتوافر فيه من أجهزة متطورة. ولمواصلة هذا النجاح والتمييز يشارك أطباء المركز في المؤتمرات الطبية داخل وخارج روسيا سنويا بالإضافة لخضوعهم لدورات تدريبية وتعليمية، للاطلاع على أحدث التقنيات والدراسات في هذا المجال.

وأكد قريط نقطة هامة تتمثل في أن الشخص الذي يختار الطب مهنة له يجب عليه العمل على تطوير نفسه بشكل دائم نظرا لما يشهده الطب من تطور ولمساعدة المريض، واصفا ذلك بأحد أسرار النجاح.

وأضاف إلى أسرار النجاح، "الإخلاص للمهنة المتمثل بالأخلاق الطبية، فنحن كبشر حتى لو كنا على مستوى عال من المعرفة فإن بعض الأمور نجهلها وهذا الأمر يستدعي الاستشارة وهذا الشيء ليس بالمعيب، ومن هنا تظهر فائدة الاختصاص والمشفى التخصصي حيث يمنح الفرصة للأطباء للاستشارة فيما بينهم لتبادل الخبرات".

طب الأسنان بين سوريا وروسيا وأوجه الاختلاف

وفي سؤال حول طب الأسنان وأوجه اختلافه بين روسيا وسوريا، قال قريط إنه لا يوجد أي اختلاف فالعلم موجود ومتاح للجميع والمعلومات الجديدة متوفرة.

وحول مستوى الأطباء السوريين، أجاب قريط بأن الأطباء السوريين على مستوى عال ومتقدم، فدخول هذا الاختصاص في سوريا يحتاج لمعدلات عالية وبالتالي لا يدخله سوى المجتهدين، والأطباء السوريون معروفون بتميزهم.

26 عاما من الخبرة... قصة نجاح طبيب أسنان سوري في موسكو
play icon
2 (007)


طبيب الأسنان السوري حسان قريط

والاختلاف يكمن بالإمكانيات المتوفرة وبخاصة في الوقت الحالي بالمقارنة مع الأطباء في الخارج، فهنا في روسيا نستطيع الحصول على هذه التقنيات بوقت سريع.

وحول استقبال المركز لطلاب عرب وسوريين للتدرب، أجاب قريط: نعم يأتي لمركزنا طلاب سوريون أثناء دراستهم بالإضافة لبعض الطلاب الذين أنهوا تخصصهم ليتدربوا لدينا وليتعرفوا على الحياة العملية بشكل أقرب. وأنا شخصيا أشجع ذلك وأرحب بهم دائما وأساعدهم لأن هؤلاء الأشخاص متحمسين ولا يضيعون وقتهم ويريدون تعلم شيء جديد واستثمار الوقت بالمهنة المستقبلية.

نصيحة لزملاء المهنة والمرضى

وحول ما يود أن يوجهه لزملاء المهنة قال قريط: إن الدراسة والمتابعة لاتنتهي بانتهاء الجامعة وتستمر خلال فترة المزاولة ويتم ذلك من خلال اتباع دورات منتظمة بغض النظر عن العمر والخبرة فدائما هناك حاجة للحصول على المعلومات من قبل المختصين والمؤتمرات.

فالمريض الذي قدم لك ثقته بقدومه لعيادتك لابد من أن يحصل على أعلى قيمة من العلاج.

ونوه إلى ضرورة التشاور بين الأطباء للحصول على القرار الصحيح لطريقة العلاج، فليس من المعيب بأن يستشير طبيب طبيبا آخر في حالة مرضية معينة، بغية الحصول على أفضل علاج، وهذا ما نفعله في المركز حيث يجتمع عدة اختصاصين مع بعض لتقديم طريقة وخارطة علاج صحيحة، مؤكدا ضرورة احترام الوقت واستثماره بشكل صحيح.

ووجه قريط نصيحة للمرضى بعدم انتظار حدوث ألم أو وجع لمراجعة الطبيب، ناصحا بإجراء فحص دوري مرة واحدة في السنة على الأقل والأفضل مرة كل 6 أشهر، لأن علاج أي مشكلة في بدايتها أسهل وأسرع ولا يحتاج لوقت طويل.