يوافق اليوم 22 سبتمبر ذكرى بداية الحرب الإيرانية العراقية، أطول حرب في القرن العشرين حيث استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران، وواحدة من أكثر الصراعات دموية و تكلفة من الناحية الاقتصادية والبشرية.
الحرب الإيرانية العراقية
عرفت الحرب بين العراق وإيران بأنها إحدى أطول المعارك في القرن العشرين، وسقط بها نحو مليون قتيل من الجانبين
وصف المرشد الإيراني الأول الخميني قبول قرار إنهاء الحرب الإيرانية بـ"تجرع كأس السم"، ما يدفع نحو استكشاف رؤية طهران لواحدة من أبشع الحروب بالعصر الحديث.
حرب دامية استمرت لنحو عقد من الزمن، وشكلت إحدى مظاهر التدخلات الإيرانية في العراق، استنادا إلى تصريحات لمسؤولين إيرانيين أكدوا أن تصدير "الثورة" إلى العراق، والدعم المالي والسياسي للشيعة ضد نظام البعث ببغداد، كانا المحركين الرئيسيين للحرب.
ورغم مرور عقود من الزمن، فإن استفهامات عديدة لا تزال تحيط بالأسباب التي دفعت طهران إلى تجاهل محاولات دولية عدة لوقف الحرب، عقب تراجع الجيش العراقي إلى داخل حدوده.
في خطاب تلفزيوني استمر لأكثر من ساعة، بمناسبة ما يعتبره الإيرانيون اجتياحا عراقيا لأراضيهم في 22 سبتمبر/أيلول 1980، اعتبر المرشد علي خامنئي الحرب ضد العراق، من "الأحداث الأكثر عقلانية".
وقال خامنئي إن "قبول القرار في نهاية الأمر، والذي وصفه الخميني بكأس السم كان حكيماً ومن الأعمال الأكثر عقلانية"، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 598 لعام 1988، والذي أنهى الحرب.
وجددت تصريحات خامنئي ذات الجدل المتفجر منذ سنوات حول وصف قرار وقف حرب كبدت الشعب الإيراني خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، بـ"كأس السم"، وقرار الحرب بـ"النعمة".
تراكمات الماضي
أراد الرئيس العراقي صدام حسين أن يعيد تأكيد سيادة بلاده على ضفتي شط العرب الذي جرى تقاسم السيطرة عليه بموجب اتفاقية الجزائر بين البلدين عام 1975، فكان الرئيس صدام حسين قلقا من محاولات آية الله الخميني تصدير الثورة الايرانية إلى الخارج عبر تحريض الغالبية الشيعية في العراق.
استغل العراق حالة الفوضى والضعف التي كانت لا تزال تمر بها إيران في أعقاب الإطاحة بحكم الشاه قبل نحو عام، وكذلك حالة العزلة الدولية التي كانت تعيشها السلطة الايرانية الجديدة، خاصة في أعقاب احتلال السفارة الأمريكية في طهران واحتجاز عشرات الرهائن فيها.
كانت السلطة الجديدة في إيران قد حلت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية التي كانت قائمة خلال فترة حكم الشاه، الأمر الذي شجع صدام على شن الحرب ومباغتة إيران.
تقدم الجيش العراقي داخل الأراضي الإيرانية على طول جبهة واسعة في إقليم خوزستان الإيراني، واستولت القوات العراقية على مدينة خرمشهر، لكنها فشلت في الاستيلاء على مركز تكرير النفط المهم في عبدان.
وبحلول ديسمبر 1980، تعثر الهجوم العراقي على بعد حوالي (80-120 كيلومترا) داخل إيران بعد مواجهة مقاومة إيرانية غير متوقعة.
وبدأت إيران بشن هجمات مضادة باستخدام الحرس الثوري وقواتها المسلحة النظامية مما أجبر العراقيين على التقهقر عام 1981.
وقد دفع الإيرانيون أولا بالعراقيين عبر نهر كارون الإيراني ثم استعادوا مدينة خرمشهر في عام 1982.
رفض إيران السلام
سحب العراق قواته من جميع الأراضي الإيرانية، التي استولى عليها وبدأ يسعى لإنهاء الحرب، لكن إيران بقيادة الخميني، ظلت ترفض مساعي السلام وواصلت الحرب في محاولة للإطاحة بالرئيس العراقي.
تعززت دفاعات العراق بمجرد أن تراجعت قواته وباتت في موقف الدفاع عن أراضيها واستقرت خطوط القتال وراوحت المعارك مكانها على طول الحدود.
كما شنت إيران مرارا هجمات مشاة غير ناجحة مستخدمة موجات بشرية مكونة جزئيا من مجندين صغار السن وغير مدربين أو مسلحين جيدا، كان العراقيون يتصدون لها بالمدفعية والقوة الجوية اللتين كان يتفوق بهما العراق على ايران وأحيانا باستخدام الأسلحة الكيميائية.
مرحلة جديدة من الحرب
ودخلت الحرب الإيرانية العراقية مرحلة جديدة عندما لجأ البلدان إلى شن هجمات جوية وصاروخية ضد مدن بعضهما البعض إضافة إلى المنشآت العسكرية والنفطية.
تدخل دولي
كما تبادل الطرفان الهجمات على ناقلات النفط في الخليج، ودفعت هجمات إيران على ناقلات النفط الكويتية وغيرها من دول الخليج الأخرى الولايات المتحدة والعديد من دول أوروبا الغربية إلى نشر سفن حربية في الخليج لضمان تدفق النفط إلى باقي أجزاء العالم.
ثم انخفضت قدرة تصدير النفط لدى البلدين بشدة بسبب الضربات الجوية وإغلاق خطوط الأنابيب، وأدى الانخفاض اللاحق في دخلهما وعائدات العملة الأجنبية إلى توقف برامج التنمية الاقتصادية للبلدين.
تم تمويل المجهود الحربي العراقي بشكل علني من قبل المملكة العربية السعودية والكويت ودول عربية مجاورة أخرى بدعم ضمني من قبل الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق في حين أن الحليفين الرئيسيين لإيران كانا سوريا وليبيا.
العراق يريد السلام
استمر العراق في مناشدته من أجل التوصل الى اتفاق ينهي الحرب ويحقق السلام بين البلدين في منتصف الثمانينيات.
عدد هائل من الضحايا
لا يعرف بدقة إجمالي عدد ضحايا الحرب الايرانية العراقية لدى الجانبين، لكن كلا البلدين كانا في حالة التعبئة وكان معظم الرجال في سن التجنيد تحت السلاح وعدد الضحايا هائلا، وتتراوح تقديرات إجمالي عدد ضحايا الحرب ما بين مليون إلى مليوني شخص.
ولكن عدد الضحايا لدى الجانب الإيراني أكبر من العراقي بسبب استمرار العراقيين في حالة الدفاع خلال معظم مراحل الحرب بينما كانت إيران تشن الهجوم تلو الهجوم مستخدمة موجات بشرية هائلة.
تكلفة الحرب
أما من الناحية الاقتصادية فقد خرج البلدان من الحرب بخسائر هائلة تجاوزت 400 مليار دولار من ناحية الأضرار المادية، بينما بلغت كلفة الحرب الايرانية العراقية المباشرة نحو 230 مليار دولار.
الحرب الإيرانية العراقية
عرفت الحرب بين العراق وإيران بأنها إحدى أطول المعارك في القرن العشرين، وسقط بها نحو مليون قتيل من الجانبين
وصف المرشد الإيراني الأول الخميني قبول قرار إنهاء الحرب الإيرانية بـ"تجرع كأس السم"، ما يدفع نحو استكشاف رؤية طهران لواحدة من أبشع الحروب بالعصر الحديث.
حرب دامية استمرت لنحو عقد من الزمن، وشكلت إحدى مظاهر التدخلات الإيرانية في العراق، استنادا إلى تصريحات لمسؤولين إيرانيين أكدوا أن تصدير "الثورة" إلى العراق، والدعم المالي والسياسي للشيعة ضد نظام البعث ببغداد، كانا المحركين الرئيسيين للحرب.
ورغم مرور عقود من الزمن، فإن استفهامات عديدة لا تزال تحيط بالأسباب التي دفعت طهران إلى تجاهل محاولات دولية عدة لوقف الحرب، عقب تراجع الجيش العراقي إلى داخل حدوده.
في خطاب تلفزيوني استمر لأكثر من ساعة، بمناسبة ما يعتبره الإيرانيون اجتياحا عراقيا لأراضيهم في 22 سبتمبر/أيلول 1980، اعتبر المرشد علي خامنئي الحرب ضد العراق، من "الأحداث الأكثر عقلانية".
وقال خامنئي إن "قبول القرار في نهاية الأمر، والذي وصفه الخميني بكأس السم كان حكيماً ومن الأعمال الأكثر عقلانية"، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 598 لعام 1988، والذي أنهى الحرب.
وجددت تصريحات خامنئي ذات الجدل المتفجر منذ سنوات حول وصف قرار وقف حرب كبدت الشعب الإيراني خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، بـ"كأس السم"، وقرار الحرب بـ"النعمة".
تراكمات الماضي
أراد الرئيس العراقي صدام حسين أن يعيد تأكيد سيادة بلاده على ضفتي شط العرب الذي جرى تقاسم السيطرة عليه بموجب اتفاقية الجزائر بين البلدين عام 1975، فكان الرئيس صدام حسين قلقا من محاولات آية الله الخميني تصدير الثورة الايرانية إلى الخارج عبر تحريض الغالبية الشيعية في العراق.
استغل العراق حالة الفوضى والضعف التي كانت لا تزال تمر بها إيران في أعقاب الإطاحة بحكم الشاه قبل نحو عام، وكذلك حالة العزلة الدولية التي كانت تعيشها السلطة الايرانية الجديدة، خاصة في أعقاب احتلال السفارة الأمريكية في طهران واحتجاز عشرات الرهائن فيها.
كانت السلطة الجديدة في إيران قد حلت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية التي كانت قائمة خلال فترة حكم الشاه، الأمر الذي شجع صدام على شن الحرب ومباغتة إيران.
تقدم الجيش العراقي داخل الأراضي الإيرانية على طول جبهة واسعة في إقليم خوزستان الإيراني، واستولت القوات العراقية على مدينة خرمشهر، لكنها فشلت في الاستيلاء على مركز تكرير النفط المهم في عبدان.
وبحلول ديسمبر 1980، تعثر الهجوم العراقي على بعد حوالي (80-120 كيلومترا) داخل إيران بعد مواجهة مقاومة إيرانية غير متوقعة.
وبدأت إيران بشن هجمات مضادة باستخدام الحرس الثوري وقواتها المسلحة النظامية مما أجبر العراقيين على التقهقر عام 1981.
وقد دفع الإيرانيون أولا بالعراقيين عبر نهر كارون الإيراني ثم استعادوا مدينة خرمشهر في عام 1982.
رفض إيران السلام
سحب العراق قواته من جميع الأراضي الإيرانية، التي استولى عليها وبدأ يسعى لإنهاء الحرب، لكن إيران بقيادة الخميني، ظلت ترفض مساعي السلام وواصلت الحرب في محاولة للإطاحة بالرئيس العراقي.
تعززت دفاعات العراق بمجرد أن تراجعت قواته وباتت في موقف الدفاع عن أراضيها واستقرت خطوط القتال وراوحت المعارك مكانها على طول الحدود.
كما شنت إيران مرارا هجمات مشاة غير ناجحة مستخدمة موجات بشرية مكونة جزئيا من مجندين صغار السن وغير مدربين أو مسلحين جيدا، كان العراقيون يتصدون لها بالمدفعية والقوة الجوية اللتين كان يتفوق بهما العراق على ايران وأحيانا باستخدام الأسلحة الكيميائية.
مرحلة جديدة من الحرب
ودخلت الحرب الإيرانية العراقية مرحلة جديدة عندما لجأ البلدان إلى شن هجمات جوية وصاروخية ضد مدن بعضهما البعض إضافة إلى المنشآت العسكرية والنفطية.
تدخل دولي
كما تبادل الطرفان الهجمات على ناقلات النفط في الخليج، ودفعت هجمات إيران على ناقلات النفط الكويتية وغيرها من دول الخليج الأخرى الولايات المتحدة والعديد من دول أوروبا الغربية إلى نشر سفن حربية في الخليج لضمان تدفق النفط إلى باقي أجزاء العالم.
ثم انخفضت قدرة تصدير النفط لدى البلدين بشدة بسبب الضربات الجوية وإغلاق خطوط الأنابيب، وأدى الانخفاض اللاحق في دخلهما وعائدات العملة الأجنبية إلى توقف برامج التنمية الاقتصادية للبلدين.
تم تمويل المجهود الحربي العراقي بشكل علني من قبل المملكة العربية السعودية والكويت ودول عربية مجاورة أخرى بدعم ضمني من قبل الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق في حين أن الحليفين الرئيسيين لإيران كانا سوريا وليبيا.
العراق يريد السلام
استمر العراق في مناشدته من أجل التوصل الى اتفاق ينهي الحرب ويحقق السلام بين البلدين في منتصف الثمانينيات.
عدد هائل من الضحايا
لا يعرف بدقة إجمالي عدد ضحايا الحرب الايرانية العراقية لدى الجانبين، لكن كلا البلدين كانا في حالة التعبئة وكان معظم الرجال في سن التجنيد تحت السلاح وعدد الضحايا هائلا، وتتراوح تقديرات إجمالي عدد ضحايا الحرب ما بين مليون إلى مليوني شخص.
ولكن عدد الضحايا لدى الجانب الإيراني أكبر من العراقي بسبب استمرار العراقيين في حالة الدفاع خلال معظم مراحل الحرب بينما كانت إيران تشن الهجوم تلو الهجوم مستخدمة موجات بشرية هائلة.
تكلفة الحرب
أما من الناحية الاقتصادية فقد خرج البلدان من الحرب بخسائر هائلة تجاوزت 400 مليار دولار من ناحية الأضرار المادية، بينما بلغت كلفة الحرب الايرانية العراقية المباشرة نحو 230 مليار دولار.