العين الرياضية
في كثير من الأحيان، نشاهد لاعبين بالغي السوء لدرجة التساؤل: "لماذا يلعب هؤلاء كرة القدم رغم عدم امتلاكهم أي موهبة"؟.
هذه كانت قصة النجم البرازيلي السابق كارلوس كايزر، الذي امتلك مسيرة كروية حافلة امتدت لما يزيد عن 20 عاما، لم يلعب خلالها أي مباراة.
في السطور التالية تستعرض "العين الرياضية" قصة كارلوس كايزر، النجم البرازيلي الذي لم يكن نجما، والمحتال الأكبر في تاريخ كرة القدم.
البداية من المكسيك
حاول كايزر، واسمه الحقيقي هو كارلوس هنريكي رابوسو، أن يحظى بمسيرة طبيعية في كرة القدم، وانضم إلى أكاديميتي بوتافوجو وفلامنجو في البرازيل، قبل أن تتم ملاحظته بواسطة كشافي المواهب لنادي بويبلا المكسيكي، وبالفعل انضم له عام 1979.
حصل اللاعب الشاب على لقب كايزر ويعني "القيصر"، بسبب تشابهه "في الشكل" مع المدافع السابق فرانز بيكنباور، أسطورة ألمانيا الذي كان يلقب بالكنية ذاتها، وهي رواية كذبها أيضا أحد أصدقائه الذي قال إن سبب التسمية هو تشابه وجه اللاعب البرازيلي المحتال مع زجاجة مشروبات لها نفس الاسم.
وفي ظروف غامضة تم تسريح كايزر من بويبلا بعد أشهر قليلة من انضمامه للفريق، ليرحل دون أن يلعب لمباراة واحدة، وهو ما حدث في كل تجاربه فيما بعد.
حيل لا تنضب
رغم أن موهبته الكروية تكاد تكون منعدمة، فإن كايزر كان عبقريا بحق، وكان يختلق أعذارا عديدة من أجل ألا يتم كشف أمره وكان ينجح بكل بساطة، تماما كما كان يفعل ليوناردو دي كابريو في فيلم "Catch me if You can".
في 1981 انضم كايزر إلى بوتافوجو البرازيلي، وبعد عامين انتقل لصفوف فلامنجو، وكان يتفنن في إيجاد الأعذار لكي لا يلعب، العذر الأشهر هو تعرضه لإصابة قوية، وفي كثير من الأحيان كان يدفع أموالا لزملائه من أجل التدخل عليه بقوة في التدريبات، لكي تصبح إصاباته واقعية.
وفي إحدى المرات حين كان كايزر، الذي كان من المفترض أن يلعب كمهاجم، يتأهب للمشاركة كبديل، افتعل مشاجرة مع عدد من المشجعين لكي يتم طرده قبل إجراء التبديل، وحين سُئل عن السبب قال "إنهم سبوا رئيس النادي، وهو الأمر الذي لم أحتمل سماعه"، وبهذا تمكن من الإفلات من اكتشاف احتياله، وفي الوقت ذاته رفع رصيده لدى رئيس النادي نفسه.
وفي عام 1984 أرسل القدر هدية ثمينة للمحتال البارع، بفوز فريق إنديبدينتي الأرجنتيني بلقب كوبا ليبرتادوريس وكأس إنتركونتيننتال، وكان يضم بين صفوفه وقتها لاعبا يحمل نفس الاسم "كارلوس هنريكي"، واستفاد كايزر من هذا التشابه لأجل التسويق لنفسه باعتباره نفس اللاعب، وفي هذه الحقبة الزمنية لم يكن هذا الأمر صعبا.
كايزر خرج للاحتراف عام 1986 بين صفوف أجاكسيو الذي كان ينافس بدوري الدرجة الثانية الفرنسي وقتها، وحين طلب منه مسؤولو النادي إظهار مهاراته، قام بإرسال الكرات كهدايا للمشجعين تصحبها القبلات، كما قام أيضا بتقبيل شعار النادي على القميص، وبهذا استعرض المهارات الحقيقية التي يملكها؛ وهي الاحتيال.
من الحيل الشهيرة التي اعتمد عليها كايزر لدفع الأندية للتعاقد معه، التظاهر بالحديث باللغة الإنجليزية وإدعاء تلقيه عروضا من أندية كبيرة من خارج أمريكا الجنوبية، وهي الحيلة التي تم اكتشافها في إحدى المرات من قبل طبيب لأحد الأندية البرازيلية، الذي كان يجيد الإنجليزية بالفعل.
عوامل مساعدة
تلك الحيل من كايزر بطبيعة الحال ليست كافية، وفي الحقيقة كانت هناك عدة عوامل ساعدته على مواصلة الاحتيال على الأندية لمدة وصلت 26 عاما، أبرزها شخصيته الساحرة.
كايزر كان يملك شخصية مميزة وقدرة مذهلة على الإقناع، وهو ما سهل له تكوين صداقات مع صحفيين ونجوم بارزين في البرازيل منهم بيبيتو، وهو ما أسهم في تلميع اسمه.
من أبرز الأدلة على هذا الأمر أن المهاجم المزيف كان قريبا من الحصول على الجنسية المكسيكية لتمثيل المنتخب الوطني هناك، كما نُشر عنه تقريرا يشير إلى أنه الهداف التاريخي لنادي أجاكسيو، وأنه استمر معه 8 مواسم، رغم أنه لم يبق بين صفوفه سوى عام واحد، لم يلعب أي مباراة وبالتالي لم يسجل.
ولعب كايزر لعدة أندية في المكسيك والبرازيل حتى نهاية مسيرته في بداية تسعينيات القرن الماضي، ويعمل حاليا مدربا للسيدات في لعبة كمال الأجسام.
المحتال البرازيلي كشف في وقت سابق عن سبب اتجاهه لهذا السلوك، وقال إنه كان يمارس كرة القدم كهواية في الشوارع مثل كل الأطفال والشباب بالبرازيل، لكن والدته كانت تضغط عليه من أجل احتراف اللعبة أملا في الهروب من الفقر.
كايزر، أو رابوسو، أبدى ندمه على قيامه بالاحتيال على الأندية، وأشار إلى أنه كان من الممكن بسهولة أن يصبح لاعبا كبيرا بحق إذا اجتهد أكثر في التمرين بدلا من اختلاق الحيل.
في كثير من الأحيان، نشاهد لاعبين بالغي السوء لدرجة التساؤل: "لماذا يلعب هؤلاء كرة القدم رغم عدم امتلاكهم أي موهبة"؟.
هذه كانت قصة النجم البرازيلي السابق كارلوس كايزر، الذي امتلك مسيرة كروية حافلة امتدت لما يزيد عن 20 عاما، لم يلعب خلالها أي مباراة.
في السطور التالية تستعرض "العين الرياضية" قصة كارلوس كايزر، النجم البرازيلي الذي لم يكن نجما، والمحتال الأكبر في تاريخ كرة القدم.
البداية من المكسيك
حاول كايزر، واسمه الحقيقي هو كارلوس هنريكي رابوسو، أن يحظى بمسيرة طبيعية في كرة القدم، وانضم إلى أكاديميتي بوتافوجو وفلامنجو في البرازيل، قبل أن تتم ملاحظته بواسطة كشافي المواهب لنادي بويبلا المكسيكي، وبالفعل انضم له عام 1979.
حصل اللاعب الشاب على لقب كايزر ويعني "القيصر"، بسبب تشابهه "في الشكل" مع المدافع السابق فرانز بيكنباور، أسطورة ألمانيا الذي كان يلقب بالكنية ذاتها، وهي رواية كذبها أيضا أحد أصدقائه الذي قال إن سبب التسمية هو تشابه وجه اللاعب البرازيلي المحتال مع زجاجة مشروبات لها نفس الاسم.
وفي ظروف غامضة تم تسريح كايزر من بويبلا بعد أشهر قليلة من انضمامه للفريق، ليرحل دون أن يلعب لمباراة واحدة، وهو ما حدث في كل تجاربه فيما بعد.
حيل لا تنضب
رغم أن موهبته الكروية تكاد تكون منعدمة، فإن كايزر كان عبقريا بحق، وكان يختلق أعذارا عديدة من أجل ألا يتم كشف أمره وكان ينجح بكل بساطة، تماما كما كان يفعل ليوناردو دي كابريو في فيلم "Catch me if You can".
في 1981 انضم كايزر إلى بوتافوجو البرازيلي، وبعد عامين انتقل لصفوف فلامنجو، وكان يتفنن في إيجاد الأعذار لكي لا يلعب، العذر الأشهر هو تعرضه لإصابة قوية، وفي كثير من الأحيان كان يدفع أموالا لزملائه من أجل التدخل عليه بقوة في التدريبات، لكي تصبح إصاباته واقعية.
وفي إحدى المرات حين كان كايزر، الذي كان من المفترض أن يلعب كمهاجم، يتأهب للمشاركة كبديل، افتعل مشاجرة مع عدد من المشجعين لكي يتم طرده قبل إجراء التبديل، وحين سُئل عن السبب قال "إنهم سبوا رئيس النادي، وهو الأمر الذي لم أحتمل سماعه"، وبهذا تمكن من الإفلات من اكتشاف احتياله، وفي الوقت ذاته رفع رصيده لدى رئيس النادي نفسه.
وفي عام 1984 أرسل القدر هدية ثمينة للمحتال البارع، بفوز فريق إنديبدينتي الأرجنتيني بلقب كوبا ليبرتادوريس وكأس إنتركونتيننتال، وكان يضم بين صفوفه وقتها لاعبا يحمل نفس الاسم "كارلوس هنريكي"، واستفاد كايزر من هذا التشابه لأجل التسويق لنفسه باعتباره نفس اللاعب، وفي هذه الحقبة الزمنية لم يكن هذا الأمر صعبا.
كايزر خرج للاحتراف عام 1986 بين صفوف أجاكسيو الذي كان ينافس بدوري الدرجة الثانية الفرنسي وقتها، وحين طلب منه مسؤولو النادي إظهار مهاراته، قام بإرسال الكرات كهدايا للمشجعين تصحبها القبلات، كما قام أيضا بتقبيل شعار النادي على القميص، وبهذا استعرض المهارات الحقيقية التي يملكها؛ وهي الاحتيال.
من الحيل الشهيرة التي اعتمد عليها كايزر لدفع الأندية للتعاقد معه، التظاهر بالحديث باللغة الإنجليزية وإدعاء تلقيه عروضا من أندية كبيرة من خارج أمريكا الجنوبية، وهي الحيلة التي تم اكتشافها في إحدى المرات من قبل طبيب لأحد الأندية البرازيلية، الذي كان يجيد الإنجليزية بالفعل.
عوامل مساعدة
تلك الحيل من كايزر بطبيعة الحال ليست كافية، وفي الحقيقة كانت هناك عدة عوامل ساعدته على مواصلة الاحتيال على الأندية لمدة وصلت 26 عاما، أبرزها شخصيته الساحرة.
كايزر كان يملك شخصية مميزة وقدرة مذهلة على الإقناع، وهو ما سهل له تكوين صداقات مع صحفيين ونجوم بارزين في البرازيل منهم بيبيتو، وهو ما أسهم في تلميع اسمه.
من أبرز الأدلة على هذا الأمر أن المهاجم المزيف كان قريبا من الحصول على الجنسية المكسيكية لتمثيل المنتخب الوطني هناك، كما نُشر عنه تقريرا يشير إلى أنه الهداف التاريخي لنادي أجاكسيو، وأنه استمر معه 8 مواسم، رغم أنه لم يبق بين صفوفه سوى عام واحد، لم يلعب أي مباراة وبالتالي لم يسجل.
ولعب كايزر لعدة أندية في المكسيك والبرازيل حتى نهاية مسيرته في بداية تسعينيات القرن الماضي، ويعمل حاليا مدربا للسيدات في لعبة كمال الأجسام.
المحتال البرازيلي كشف في وقت سابق عن سبب اتجاهه لهذا السلوك، وقال إنه كان يمارس كرة القدم كهواية في الشوارع مثل كل الأطفال والشباب بالبرازيل، لكن والدته كانت تضغط عليه من أجل احتراف اللعبة أملا في الهروب من الفقر.
كايزر، أو رابوسو، أبدى ندمه على قيامه بالاحتيال على الأندية، وأشار إلى أنه كان من الممكن بسهولة أن يصبح لاعبا كبيرا بحق إذا اجتهد أكثر في التمرين بدلا من اختلاق الحيل.