على الرغم من أن روما معتادة على الغزوات منذ قرون بعيدة، إلا أن "المدينة الخالدة" تصارع حاليا قوة هائجة من نوع مختلف تماماً.

فقد أصبحت عائلات كاملة من الخنازير البرية مشهدا يوميا في روما، حيث تظهر مجموعات من 10 إلى 30 خنزيرا بين صغير وكبير السن من المتنزهات الشاسعة المحيطة بالمدينة، وتجوب الشوارع المزدحمة بحركة المرور بحثا عن الطعام في صناديق القمامة المتضخمة التي تعرف بها العاصمة الإيطالية.

كما أصبح نشر مقاطع مصورة عن الخنازير البرية على وسائل التواصل الاجتماعي تسلية مألوفة، حيث يلتقط قاطنو روما الغاضبون صورا لآكلي القمامة بينما يسيرون عبر متاجرهم أو عرباتهم أو أفنية منازلهم.

سلاح سياسي

وبينما تستعد روما لإجراء انتخابات محلية نهاية الأسبوع المقبل، استخدم "غزو الخنازير البرية" كسلاح سياسي لمهاجمة العمدة فيرجينيا راجي بسبب مشكلات جمع القمامة الهائلة في المدينة.





وبيد أن خبراء يرون أن القضية أكثر تعقيدا ومرتبطة جزئيا في الأقل بتزايد أعداد الخنازير.

كما تشير تقديرات اللوبي الزراعي الرئيسي في إيطاليا "كولديريتي" إلى أن هناك أكثر من مليوني خنزير بري في إيطاليا.

فيما تظهر تقديرات منطقة لاتسيو المحيطة بروما وحدها أن هناك ما بين خمسة آلاف وستة آلاف منهم في حدائق المدينة، وبضع مئات من هذه الحيوانات الشرهة يغادر الغابات بانتظام للتوجه إلى صناديق القمامة في المناطق الحضرية.