تلفزيون الشرق
وجد باحثون أن أدمغة المراهقين المكتئبين تعطي رد فعل "خافت" على الصور المؤلمة، بعد أن نجح العلماء في قياس نشاط الدماغ لدى الشباب المصابين بالاكتئاب وغير المصابين به.
ولم تظهر الأبحاث السابقة مع البالغين المكتئبين هذا التأثير، مما يعني أن نمو الدماغ في مرحلة المراهقة قد يكون لديه نقاط ضعف محددة للمعلومات المزعجة، وربما يتجنب دماغ المراهق المكتئب المعلومات التي قد تؤدي في النهاية إلى تفاقم الاكتئاب.
وبحسب الورقة التي نوقشت، السبت، في مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلوم الأدوية النفسية والعصبية المُقام في مدينة لشبونة البرتغالية، وتحضره "الشرق" عن بعد، فقد ثبت أن العلاج المضاد للاكتئاب يعيد نشاط الدماغ المكتئب إلى مستويات "صحية".
وقارن الباحثون من جامعة أكسفورد، نشاط دماغ 29 مراهقاً مصاباً بالاكتئاب، مع نشاط دماغ 16 مراهقاً سليماً، تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاماً.
وحين عرض الباحثون على المراهقين المصابين بالاكتئاب سلسلة من الصور المؤلمة، كصور لشخص يبكي أو يظهر عليه الأذى أو يتعرض للهجوم، لاحظوا انخفاضاً في نشاط الدماغ.
وظهر ذلك الانخفاض في مسح الدماغ بالرنين المغناطيسي الوظيفي، مقارنة بالمراهقين غير المكتئبين، في مناطق الدماغ المتعلقة بالمعالجة البصرية، ومنطقة القطب القذالي، التي تعالج المعلومات المرئية الموجودة في مؤخرة الدماغ، ومنطقة التلفيف المغزلي، الذي يشارك في معالجة الوجوه والأجسام والألوان الموجودة بالقرب من جذع الدماغ والمخيخ.
وقالت المؤلفة الرئيسة للدراسة "ليليانا كابيتاو"، إن القدرة على تنظيم العواطف، هو مفتاح التطور الاجتماعي والعاطفي لدى المراهقين، موضحة، "ما رأيناه في هذه الدراسة يجعلنا نعتقد أن المراهقين المكتئبين قد يتجنبون المعلومات المؤلمة، والتي يمكن أن تزيد من حدة تجربتهم مع الاكتئاب".
ومع ذلك، هناك تفسيرات أخرى محتملة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يعكس هذا أيضاً شكلاً من أشكال "التنميل العاطفي"، حيث يغلق المراهقون المكتئبون عواطفهم، ولا يشعرون بأنهم "متورطون" فيما يحدث من حولهم، أو حتى يعكس الصعوبات في أخذ منظور شخص آخر، حيث أظهرت الصور موقفاً محزناً.
لم يتم العثور على هذا التأثير الذي كشفته الدراسة، باستخدام نفس الصور المؤلمة، لدى البالغين المصابين بالاكتئاب، مما قد يشير إلى وجود نقاط ضعف محتملة في أدمغة المراهقين المكتئبين، والتي لا توجد في أدمغة البالغين المصابين بالاكتئاب.
وتم إعطاء المراهقين الـ29 المكتئبين إما عقار "فلوكستين" أو دواء وهمي. بعد جرعة واحدة 10 مليجرامات (جرعة البدء العادية) من فلوكستين، ووجد أن نشاط الدماغ لدى المراهقين المصابين بالاكتئاب يزداد إلى نفس مستوى المراهقين الأصحاء. ولم يتم إعطاء المراهقين الأصحاء مضادات الاكتئاب أو الدواء الوهمي لأسباب أخلاقية.
وقالت "كابيتاو" إن الفلوكستين زاد من النشاط العصبي بعد جرعة واحدة، مما أظهر تأثيرات على الدماغ في غضون ساعات من الإعطاء. وقد يعني ذلك أن هذا الدواء يقلل من تجنب الدماغ لتجربة هذه الصور المؤلمة في وقت مبكر جداً من العلاج.
وتعد تلك الدراسة دليلاً مثيراً للاهتمام بما يمكن أن يحدث في أدمغة الشباب المصابين بالاكتئاب. فمن الصعب تجنيد مثل هذه العينة من الشباب المكتئبين، وإشراكهم في هذا البحث المكثف بالرنين المغناطيسي الوظيفي، ومعالجتهم بمضادات الاكتئاب أو الدواء الوهمي.
وتلقي نتائج الدراسة مزيداً من الضوء على الاكتئاب في هذه الفئة العمرية المهمة، حيث تبدأ معظم الاضطرابات العاطفية في مرحلة المراهقة، ما يعني وجود فرصة للتدخلات العلاجية، وتغيير مسار المرض قبل أن يتفاقم.
كما أن هذه الدراسة، التي لم تخضع بعد لمراجعة الأقران، مهمة لأنها توفر دليلاً على كيفية قياس أداء دماغ المراهق. فنظراً إلى أن دماغ المراهق شديد التكيف ولا يزال يعيد تشكيله، فقد يتأثر بسهولة أكبر بالتدخلات، مثل التدريب المعرفي أو العلاج المعرفي، مقارنة بأدمغة البالغين الأكثر نضجاً.
{{ article.visit_count }}
وجد باحثون أن أدمغة المراهقين المكتئبين تعطي رد فعل "خافت" على الصور المؤلمة، بعد أن نجح العلماء في قياس نشاط الدماغ لدى الشباب المصابين بالاكتئاب وغير المصابين به.
ولم تظهر الأبحاث السابقة مع البالغين المكتئبين هذا التأثير، مما يعني أن نمو الدماغ في مرحلة المراهقة قد يكون لديه نقاط ضعف محددة للمعلومات المزعجة، وربما يتجنب دماغ المراهق المكتئب المعلومات التي قد تؤدي في النهاية إلى تفاقم الاكتئاب.
وبحسب الورقة التي نوقشت، السبت، في مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلوم الأدوية النفسية والعصبية المُقام في مدينة لشبونة البرتغالية، وتحضره "الشرق" عن بعد، فقد ثبت أن العلاج المضاد للاكتئاب يعيد نشاط الدماغ المكتئب إلى مستويات "صحية".
وقارن الباحثون من جامعة أكسفورد، نشاط دماغ 29 مراهقاً مصاباً بالاكتئاب، مع نشاط دماغ 16 مراهقاً سليماً، تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاماً.
وحين عرض الباحثون على المراهقين المصابين بالاكتئاب سلسلة من الصور المؤلمة، كصور لشخص يبكي أو يظهر عليه الأذى أو يتعرض للهجوم، لاحظوا انخفاضاً في نشاط الدماغ.
وظهر ذلك الانخفاض في مسح الدماغ بالرنين المغناطيسي الوظيفي، مقارنة بالمراهقين غير المكتئبين، في مناطق الدماغ المتعلقة بالمعالجة البصرية، ومنطقة القطب القذالي، التي تعالج المعلومات المرئية الموجودة في مؤخرة الدماغ، ومنطقة التلفيف المغزلي، الذي يشارك في معالجة الوجوه والأجسام والألوان الموجودة بالقرب من جذع الدماغ والمخيخ.
وقالت المؤلفة الرئيسة للدراسة "ليليانا كابيتاو"، إن القدرة على تنظيم العواطف، هو مفتاح التطور الاجتماعي والعاطفي لدى المراهقين، موضحة، "ما رأيناه في هذه الدراسة يجعلنا نعتقد أن المراهقين المكتئبين قد يتجنبون المعلومات المؤلمة، والتي يمكن أن تزيد من حدة تجربتهم مع الاكتئاب".
ومع ذلك، هناك تفسيرات أخرى محتملة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يعكس هذا أيضاً شكلاً من أشكال "التنميل العاطفي"، حيث يغلق المراهقون المكتئبون عواطفهم، ولا يشعرون بأنهم "متورطون" فيما يحدث من حولهم، أو حتى يعكس الصعوبات في أخذ منظور شخص آخر، حيث أظهرت الصور موقفاً محزناً.
لم يتم العثور على هذا التأثير الذي كشفته الدراسة، باستخدام نفس الصور المؤلمة، لدى البالغين المصابين بالاكتئاب، مما قد يشير إلى وجود نقاط ضعف محتملة في أدمغة المراهقين المكتئبين، والتي لا توجد في أدمغة البالغين المصابين بالاكتئاب.
وتم إعطاء المراهقين الـ29 المكتئبين إما عقار "فلوكستين" أو دواء وهمي. بعد جرعة واحدة 10 مليجرامات (جرعة البدء العادية) من فلوكستين، ووجد أن نشاط الدماغ لدى المراهقين المصابين بالاكتئاب يزداد إلى نفس مستوى المراهقين الأصحاء. ولم يتم إعطاء المراهقين الأصحاء مضادات الاكتئاب أو الدواء الوهمي لأسباب أخلاقية.
وقالت "كابيتاو" إن الفلوكستين زاد من النشاط العصبي بعد جرعة واحدة، مما أظهر تأثيرات على الدماغ في غضون ساعات من الإعطاء. وقد يعني ذلك أن هذا الدواء يقلل من تجنب الدماغ لتجربة هذه الصور المؤلمة في وقت مبكر جداً من العلاج.
وتعد تلك الدراسة دليلاً مثيراً للاهتمام بما يمكن أن يحدث في أدمغة الشباب المصابين بالاكتئاب. فمن الصعب تجنيد مثل هذه العينة من الشباب المكتئبين، وإشراكهم في هذا البحث المكثف بالرنين المغناطيسي الوظيفي، ومعالجتهم بمضادات الاكتئاب أو الدواء الوهمي.
وتلقي نتائج الدراسة مزيداً من الضوء على الاكتئاب في هذه الفئة العمرية المهمة، حيث تبدأ معظم الاضطرابات العاطفية في مرحلة المراهقة، ما يعني وجود فرصة للتدخلات العلاجية، وتغيير مسار المرض قبل أن يتفاقم.
كما أن هذه الدراسة، التي لم تخضع بعد لمراجعة الأقران، مهمة لأنها توفر دليلاً على كيفية قياس أداء دماغ المراهق. فنظراً إلى أن دماغ المراهق شديد التكيف ولا يزال يعيد تشكيله، فقد يتأثر بسهولة أكبر بالتدخلات، مثل التدريب المعرفي أو العلاج المعرفي، مقارنة بأدمغة البالغين الأكثر نضجاً.