سكاي نيوز

قصة أشبه بفيلم "كاست أواي"، أشهر أفلام الممثل الأميركي توم هانكس، تجسدت على أرض الواقع في جزيرة نائية وسط المحيط.

وصمد رجلان من جزر سليمان، تاها في مياه المحيط الهادئ، لمدّة 29 يوما، بفضل تناول جوز الهند والبرتقال، قبل إنقاذهما قبالة ساحل بابوا غينيا الجديدة على مسافة 400 كيلومتر.

وكان الرجلان يسافران بحرا من جزيرة إلى أخرى، عندما ضربت عاصفة مركبهما الممتدّ على سبعة أمتار، بعد بضع ساعات من بداية رحلتهما في 3 سبتمبر.

وتشبه القصة كثيرا قصة فيلم "كاست أواي"، الذي صدر عام 2000، والتي تروي قصة رجل تاه على جزيرة نائية لمدة 4 أعوام، قبل أن يتم العثور عليه وسط المحيط.

وفي القصة الحقيقية، لم تعد اليابسة بمرأى من ليفي نانجيكانا وجونيور كولوني "وسط أمطار غزيرة وغيوم سوداء كثيفة ورياح عاتية"، بحسب ما كشف نانجيكانا في تصريحات لتلفزيون هيئة الإذاعة في جزر سليمان.

وقد نفدت بطارية جهازهما للتموضع الجغرافي (جي بي اس) ومع حلول الليل، قرّرا إطفاء المحرّك ادّخارا للوقود.

وأمضيا ليلتهما الأولى تحت أمطار غزيرة تعصف بهما رياح شديدة أبعدت المركب بعد أكثر عن الساحل.

وخلال الأيام التسعة الأولى، اقتاتا برتقالا جلباه معهما. وبعد نفاد الفواكه، صمدا بفضل مياه المتساقطات وجوز الهند و"إيماننا بالله، إذ لم نتوقّف عن الصلاة ليلا نهارا"، على حدّ قول ليفي نانجيكانا.

وهما كانا يجمعان مياه الأمطار بواسطة كيس من القماش ويشغّلان محرّك المركب عند رؤية جوز الهند على سطح المياه.

وقال ليفي نانجيكانا "بعد أيام من الصلوات، ألهمنا لله لتشييد آلية للملاحة الشراعية.. تتبع اتجاه الريح".

ومثل قصة الرجلان، قرر الممثل توم هانكس في فيلم "كاست أواي" الإحار بعد إنشاء قارب ملاحي صغير، لتعثر عليه باخرة نقل عملاقة بعد أيام في وسط المحيط.

وانتهى الأمر بالرجلان في بابوا غينيا الجديدة حيث أبصرا صيّادا. وشغّلا المحرّك للاندفاع صوبه، لكن الوقود كان قد نفد، "فرحنا نصرخ ونحرّك أيدينا باتجاهه، إلى أن رآنا وأتى إلينا"، وفق نانجيكانا.

ولا يزال الرجلان في بابوا غينيا الجديدة، بانتظار إتمام الإجراءات لإعادتهما إلى جزر سليمان.