الحرة
ذكرت صحيفة "الغارديان" فريقا من العلماء في بريطانيا اكتشفوا علاجًا جديدًا للسرطان يمكن أن يقلص الأورام لدى المرضى الميؤوس من شفائهم.
وبحسب الصحيفة فإن الجمع بين عقاري العلاج المناعي، نيفولوماب nivolumab وإيبيليموماب ipilimumab، قد أدى إلى انخفاض حجم الأورام في مرضى سرطان الرأس والرقبة الذين يعانون من أمراض مزمنة، بل أنه في بعض في بعض الحالات قد اختفى السرطان تمامًا، مما أذهل الأطباء.
وشارك في تلك الدراسة باحثون من معهد أبحاث السرطان في لندن (ICR) و مستشفى مارسدن الملكية المتخصصة في علاج أمراض السرطان ومن صندوق الهيئة الوطنية للصحة في إنكلترا.
ويعتقد الخبراء أن الجمع بين عقاري العلاج المناعي يمكن أن يثبت أنه سلاح جديد فعال ضد عدة أشكال من السرطان المتقدم، فيما أشارت نتائج سابقة لتوليفة أدوية علاج مناعي إلى فوائد مماثلة لمرضى سرطان الكلى والجلد والأمعاء المصابين والذين وصلوا إلى مرحلة متقدمة جدا من المرض.
قال العلماء إنه بالإضافة إلى تعزيز فرص البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل للمرضى، فإن الآثار الجانبية الناجمة عن العلاج المناعي أقل بكثير، مقارنة بالتداعيات المرهقة التي يسببها في كثير من الأحيان "العلاج الكيميائي ذي الجرعات القوية" والذي يعرف بأنه العلاج القياسي المقدم للعديد من المرضى المصابين بمراحل متقدمة من السرطان.
وكانت نتائج المرحلة الثالثة من التجارب، والتي شملت ما يقرب من 1000 مرضى بسرطان الرأس والعنق ذوي المراحل المتقدمة قد أعطت دلالة إحصائية، حيث يعيش بعض المرضى شهورًا أو سنوات أطول مما كان متوقعا مع معاناة آثار جانبية أقل. ويعانون من آثار جانبية أقل.
وقال البروفيسور كريستيان هيلين، الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث السرطان، إن تلك النتائج واعدة، موضحا:"العلاجات المناعية أكثر لطفًا وذكاءً يمكن أن تعود بفوائد كبيرة على المرضى."
ويجري تشخيص حوالي 12 ألف شخص في المملكة المتحدة بسرطان الرأس والرقبة كل عام ويكون العديد منهم قد وصل إلى مراحل متقدمة، مما يؤكد، بحسب بعض الأطباء، الحاجة الماس’ إلى علاجات أفضل وأقل ضررا لهؤلاء وتساعد على البقاء على قيد الحياة لفترة أطول.
وأظهرت نتائج التجربة أن توليفة العلاج المناعي تمتعت بمعدل نجاح مرتفع عند المرضى الذين كانت أورامهم تحتوي على مستويات عالية من علامة مناعية تسمى PD-L1، وهؤلاء المرضى عاشوا في المتوسط ثلاثة أشهر أطول من أولئك الذين خضعوا للعلاج الكيميائي.
وكان متوسط البقاء على قيد الحياة لهؤلاء المرضى 17.6 شهرًا، وهو أعلى متوسط جرى الإبلاغ عنه على الإطلاق في هذه المجموعة من المرضى.
وأوضح الباحثون أنهم يأملون في أن تظهر النتائج المستقبلية لتجربة قادمة فوائد إضافية للعلاج في المرضى الذين يعانون من سرطان الرأس والرقبة المتقدم.
وقال البروفيسور كيفين هارينغتون، أستاذ علاجات السرطان البيولوجية في معهد أبحاث السرطان و استشاري الأورام السريرية في مستشفى مارسدن والمشارك في الأبحاث: "على الرغم من الافتقار إلى الأهمية الإحصائية، فإن هذه النتائج ذات مغزى إكلينيكيًا".
وتابع: "سنحتاج إلى إجراء متابعة أطول لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا إثبات فائدة البقاء على قيد الحياة لجميع المرضى في التجربة".