"عراقيتي تبقى في دمي"، بهذه الكلمات عبر الطبيب العراقي رعد شاكر عن محبته لموطنه الأصلي، عقب حصوله على وسام الإمبراطورية البريطانية برتبة قائد "سي بي إي"، والذي تسلمه من ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، نيابة عن ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية،
وحصل شاكر على وسام "سي بي إي" اعترافًا بخدماته في مجال الطب والعلاقات الطبية الدولية، ويعتبر وسام "سي بي إي" أعلى مرتبة لوسام في الإمبراطورية البريطانية، ويتم منحه للأفراد تقديرًا لإنجازاتهم التي تفوق وظيفتهم الاعتيادية.
وظهر شاكر عقب تتويجه في وسائل إعلام عراقية، عبّر فيها عن محبته لوطنه الأم، والذي تركه منذ 46 عامًا، إذ قال إنه يتمنى أن يعود يومًا ما إلى العراق، وأضاف أن الأساس العلمي في العراق وقت أن تركه كان أقوى مما هو عليه الآن، متمنيًا بالاهتمام بالبحث العلمي والاستثمار فيه، بحسب سكاي نيوز عربية.
واحتفى العراقيون والعرب بالتكريم الكبير الذي حصل عليه شاكر، فما قصة الطبيب العراقي؟ وما الإنجازات التي حققها في مشواره العلمي ليحى بهذا الاحتفاء الواسع؟
من بغداد إلى غلاسكو
في 21 ديسمبر 1948 ولد رعد عبد الوهاب شاكر في مدينة بغداد، وهو ابن عبد الوهاب وبحرة شاكر، تلقى تعليمه الأولي في بغداد إلى أن حصل على البكالوريا الدولية من المدرسة اليسوعية الأمريكية (كلية بغداد) عام 1965.
التحق شاكر بكلية الطب في بغداد، وحصل على بكالوريوس طب الجراحة منها عام 1971، وعقب تخرجه بدأ مسيرته المهنية في بغداد حيث عمل كمسؤول دار الطب في مستشفى المدينة الطبية التعليمي من عام 1971 إلى 1972.
كما شغل وظيفة كبير المسؤولين الطبيين في مستشفى المدينة الطبية التعليمي منذ عام 1972 إلى عام 1974، ثم عمل بقسم أمراض الأعصاب بذات المستشفى حتى عام 1975.
في عام 1975 ترك شاكر العراق متوجهاً إلى مدينة غلاسكو بالمملكة المتحدة، حيث أصبح زميل باحث بجامعة المدينة، وحصل على ماجستير في العلوم من جامعة غلاسكو عام 1977؛ ثم حصل أيضًا على عضوية الكلية الملكية للأطباء في عام 1979.
مسار مهني حافل
حفلت مسيرة شاكر بعديد من الإنجازات المهنية؛ إذ عمل أستاذًا مساعداًبجامعة الكويت من عام 1980 حتى عام 1984، كما عمل أستاذ مشارك بكلية الطب الكويتية لمدة عامين من عام 1984 حتى عام 1986.
وفي عام 1986 عمل شاكر لمدة عام محاضرًا بكلية الطب بجامعة هارفارد، كما شغل أيضًا وظيفة نائب العميد الأكاديمي بكلية الطب الكويتية لمدة عامين من (1988 - 1990)، ومنذ عام 1990 عمل استشاري طب الأعصاب بمستشفى تشارينغ كروس بلندن، ثم أصبح كبير المحاضرين، إمبريال كوليدج بجمعية الطب منذ عام 1990.
للرجل أيضًا إسهامات أكاديمية وبحثية كبيرة؛ إذ أعطت جهوده اهتمامًا كبيرًا بالتهابات الجهاز العصبي المركزي وعلم الأعصاب المدارية، ونشر عدة أوراق بحثية عن الصرع وعدوى الجهاز العصبي المركزي.
نُشر كتاب الدكتور شاكر الأول عن علم الأعصاب الاستوائية عام 1996، الذي يُعد مرجعًا هامًا لأطباء الأعصاب في جميع أنحاء العالم، وأتبع الدكتور شاكر ذلك بكتاب ثانٍ عن علم الأعصاب الاستوائية نُشر عام 2003.
ومن بين المناصب العديدة التي شغلها رعد شاكر، عضو الأكاديمية الأميركية لعلم وظائف الأعصاب السريري، ومستشار الكليات الملكية الإقليمية للأطباء (RCP) لطب الأعصاب، شمال غرب التايمز لندن.
وأمين الصندوق العام للاتحاد العالمي لطب الأعصاب لسبع سنوات من عام 2007 حتى عام 2014، كما عمل رئيسًا للاتحاد العالمي لطب الأعصاب (2014-2017)، ورئيس المجموعة الاستشارية لموضوعات منظمة الصحة العالمية المعنية باضطرابات الجهاز العصبي (2009 - 2019).