يصور الفيلم الفرنسي ”المنزل العميق/The Deep House“ الصادر أواخر يونيو/حزيران 2021، حبكة مرعبة تحت الماء، فإذا كنت تخشى الغرق أو الأماكن الضيقة، سيكون هذا الفيلم كابوسك.
وتروي أحداث العمل سيرة حياة زوجين يقرران الذهاب إلى فرنسا لاستكشاف منزل في قاع البحر، ومشاركة التجربة مع أصدقائهما على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن الأحداث تجري بعكس المتوقع، ليتحول الأمر لورطة حين يتسبب وجودهما في إيقاظ روح شريرة تسكن المنزل.
وتقود الزوجين رغبةٌ عارمةٌ في البحث عن منازل مهجورة قديمة ليكونا أول من يستكشفها، بحثا عن التشويق، وتحسين وضع قناتهما على اليوتيوب.
رحلة الخطر
وتتصاعد الأحداث مع غوص الزوجين تحت الماء والتوصل إلى تاريخ المنزل المرعب وروحه الشريرة، وتبدأ رحلة الكفاح للحفاظ على الحياة والخروج من المياه المظلمة سالمين قبل انقطاع أنفاسهما الأخيرة.
ورغم الاستعانة بتقنيات حديثة وصور تبثها طائرة دون طيار لاستكشاف الأجواء قبل وصولهما إلى الموقع، إلا أنهما لم يتمكنا من تجنب الخطر المحتوم.
غموض
ويرتكز العمل على عنصر الغموض والبحث عن المغزى، وطرح تساؤلات حول ماهية المنزل، ومعرفة العائلة المجهولة التي تسكنه.
وامتازت بداية العمل بالجاذبية، وتمكن المخرج من شد انتباه المُشاهد، ولكن حلقات الترابط وعناصر التشويق تفقد بريقها شيئا فشيئا مع تتالي الأحداث.
رعب
ويرتفع التشويق مع سماع أصوات غريبة على الراديو ورؤية خدوش على الباب من الداخل، ما يوحي لهم بوجود شخص ثالث يحاول الهروب من المنزل.
ويحاول المخرج رسم بيئة مثالية من الرعب في تفاصيل المنزل، إذ يتوسط الغرفة شمعدان كهربائي ينير وينطفئ تلقائيا، وعشرات الصور الغامضة لأطفال مفقودين تغطي الجدار.
ويكتشف الزوجان غرفة تعذيب مرعبة في الطابق السفلي، مع رسم نجمة خماسية على الأرضية، وجثث حديثة تتدلى من السلاسل.
اختناق
وساهم تصوير العمل تحت الماء في خلق حالة من التشنج والترقب، وبث إحساس بالاختناق والعزلة.
واتجه المخرج إلى أسلوب غير مألوف، ليكون كل شيء في الفيلم مشحونا بالقلق؛ ضيق النفس تحت المياه، وصعوبة الهروب والسباحة، ونفاد الأكسجين، والأماكن المغلقة والمظلمة، والسباق مع الزمن.
تقنيات
وعلى غرار أعمال الرعب المتكررة فيما يخص الأرواح والمنازل المسكونة، إلا أن فكرة الرعب تحت الماء بحد ذاتها تخلق حالة غريبة وأجواء جديدة مخيفة بتقنيات تصوير احترافية وجودة عالية.
وأشار الكاتب ومقدم البرامج كريس إيفانجلستا إلى غرابة الفكرة، إذ إن ”المنزل وفقا لحبكة الفيلم مغمور بالمياه منذ ثمانينيات القرن الماضي، لكنه يظهر بشكل مثالي وتوزيع الأشياء فيه منسق والأثاث والكتب والأشياء لم تكن مبعثرة، وظلت بحالة جيدة وكأن الأعوام تحت المياه لم تفسد شيئا“؛ وفقا لموقع سلاش فيلم الأمريكي.
ويحتوي الفيلم على كثير من لقطات الكاميرا المستديرة والمنحدرة والسريعة، فضلا عن الكوادر الساحرة والإضاءة المظلمة التي تناسبت مع المشاهد بشكل لافت، وأضفت شعورا بالقلق والخوف المميت.
ولم ينقذ العمل متانة الإخراج والتصوير السينمائي المتقن، إذ كانت هشاشة السيناريو بادية مع وجود ثغرات في الحوار، وكأنه نُفّذ على عجل، ولو أن القائمين عليه أولوا مزيدا من العناية بالنص كان من الممكن أن يقدموا عملا متكاملا.
تجديد
وأجمعت آراء المشاهدين والنقاد على أن فكرة المنزل المسكون تحت المياه تتسم بالتجديد، لتخرج عن الخط المألوف للمئات من أفلام الرعب التقليدية.
وقال الكاتب هيماوان براتيستا، إن ”فكرة المنزل المسكون تحت المياه جديدة تماما، ومن بين مئات أفلام الرعب لا يوجد فيلم يتناولها“؛ وفقا لموقع شركة مونتيس فيلم للإنتاج.
ويبدو أن الفكرة الجديدة وضعت مزيدا من المسؤولية على عاتق المخرج وطاقم العمل؛ لأن تحويل الفكرة المبتكرة إلى عمل واعد، يحتاج إلى حبكة خارقة وتنفيذ متماسك، لنتجنب ثغرات قد تؤثر على متانة الفيلم.
خيبة
ولم يخفِ مشاهدون استياءهم من العمل ككل، بعد أن تحمسوا للفكرة الجديدة، إذ إن النهاية لم تكن بالمستوى المطلوب، ولم تتناغم الانطلاقة مع الختام.
وعبر الناقد الأمريكي أليكس تيرنر عن خيبة الأمل المرافقة للعمل ”فالحماس المترافق مع فكرة المنزل المغمور لم يتوافق مع الحبكة والنهاية“؛ وفقا لموقع هورر أوباسيف.
وقال الناقد نيكولا يو: ”رغم أن العمل جميل ومتقن إلا أن الجمهور توقع صدمة من نوع آخر“؛ وفقا لمجلة ماد ماس الإيطالية.
وذكرت الكاتبة آرشي سينغوبتا إن ”النهاية الغريبة حولت الفيلم في دقائقه الأخيرة إلى فوضى مبتذلة، فضلا عن الشرح الفاتر وعدم وجود رابط تعلق بين المُشاهد والشخصيات“؛ وفقا لموقع ليزر بايت.
رهاب
ويلامس العمل من لديهم رهاب الغرق والأماكن المظلمة والضيقة، ليضخم الفيلم من تأثيره عليهم، فقد يصطدمون بمخاوفهم وربما يستحضرون تجربتهم المريرة.
أو ربما يساعدهم الفيلم على مواجهة الخطر وتخطي مخاوفهم وتجاربهم السابقة من خلال ظهورها على السطح والتغلب عليها، ولكن الأمر يحتاج إلى شجاعة معينة.
والغوص في مياه البحر العميقة بمثابة تشبيه خارق للطبيعة؛ لأن البيئة تحت الماء غريبة ومخيفة بالنسبة لنا، وليس من المفترض أن نكون هناك، والفيلم يضعنا أمام احتمالية شبه مستحيلة ومخيفة جدا لو حدثت.
ويضعنا الفيلم أمام تجربة قاتلة في أجواء باردة تجمد الرئتين، وأضواء مظلمة مخيفة وأنفاس ضيقة محدودة، وكأن الشاشة تجرنا إلى مكان لن نعود منه أبدا.
والعمل من إخراج جوليان موري وألكساندر بوستيلو، وهما مخرجا فيلم الرعب المشهور inside العام 2007. وسيناريو جوليان ديفيد. وشارك في بطولته جيمس جاغر، وكميل رو، وإريك سافين، وألكسيس سيرفايس، وآن كلاسينس، وماري كافير.
{{ article.visit_count }}
وتروي أحداث العمل سيرة حياة زوجين يقرران الذهاب إلى فرنسا لاستكشاف منزل في قاع البحر، ومشاركة التجربة مع أصدقائهما على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن الأحداث تجري بعكس المتوقع، ليتحول الأمر لورطة حين يتسبب وجودهما في إيقاظ روح شريرة تسكن المنزل.
وتقود الزوجين رغبةٌ عارمةٌ في البحث عن منازل مهجورة قديمة ليكونا أول من يستكشفها، بحثا عن التشويق، وتحسين وضع قناتهما على اليوتيوب.
رحلة الخطر
وتتصاعد الأحداث مع غوص الزوجين تحت الماء والتوصل إلى تاريخ المنزل المرعب وروحه الشريرة، وتبدأ رحلة الكفاح للحفاظ على الحياة والخروج من المياه المظلمة سالمين قبل انقطاع أنفاسهما الأخيرة.
ورغم الاستعانة بتقنيات حديثة وصور تبثها طائرة دون طيار لاستكشاف الأجواء قبل وصولهما إلى الموقع، إلا أنهما لم يتمكنا من تجنب الخطر المحتوم.
غموض
ويرتكز العمل على عنصر الغموض والبحث عن المغزى، وطرح تساؤلات حول ماهية المنزل، ومعرفة العائلة المجهولة التي تسكنه.
وامتازت بداية العمل بالجاذبية، وتمكن المخرج من شد انتباه المُشاهد، ولكن حلقات الترابط وعناصر التشويق تفقد بريقها شيئا فشيئا مع تتالي الأحداث.
رعب
ويرتفع التشويق مع سماع أصوات غريبة على الراديو ورؤية خدوش على الباب من الداخل، ما يوحي لهم بوجود شخص ثالث يحاول الهروب من المنزل.
ويحاول المخرج رسم بيئة مثالية من الرعب في تفاصيل المنزل، إذ يتوسط الغرفة شمعدان كهربائي ينير وينطفئ تلقائيا، وعشرات الصور الغامضة لأطفال مفقودين تغطي الجدار.
ويكتشف الزوجان غرفة تعذيب مرعبة في الطابق السفلي، مع رسم نجمة خماسية على الأرضية، وجثث حديثة تتدلى من السلاسل.
اختناق
وساهم تصوير العمل تحت الماء في خلق حالة من التشنج والترقب، وبث إحساس بالاختناق والعزلة.
واتجه المخرج إلى أسلوب غير مألوف، ليكون كل شيء في الفيلم مشحونا بالقلق؛ ضيق النفس تحت المياه، وصعوبة الهروب والسباحة، ونفاد الأكسجين، والأماكن المغلقة والمظلمة، والسباق مع الزمن.
تقنيات
وعلى غرار أعمال الرعب المتكررة فيما يخص الأرواح والمنازل المسكونة، إلا أن فكرة الرعب تحت الماء بحد ذاتها تخلق حالة غريبة وأجواء جديدة مخيفة بتقنيات تصوير احترافية وجودة عالية.
وأشار الكاتب ومقدم البرامج كريس إيفانجلستا إلى غرابة الفكرة، إذ إن ”المنزل وفقا لحبكة الفيلم مغمور بالمياه منذ ثمانينيات القرن الماضي، لكنه يظهر بشكل مثالي وتوزيع الأشياء فيه منسق والأثاث والكتب والأشياء لم تكن مبعثرة، وظلت بحالة جيدة وكأن الأعوام تحت المياه لم تفسد شيئا“؛ وفقا لموقع سلاش فيلم الأمريكي.
ويحتوي الفيلم على كثير من لقطات الكاميرا المستديرة والمنحدرة والسريعة، فضلا عن الكوادر الساحرة والإضاءة المظلمة التي تناسبت مع المشاهد بشكل لافت، وأضفت شعورا بالقلق والخوف المميت.
ولم ينقذ العمل متانة الإخراج والتصوير السينمائي المتقن، إذ كانت هشاشة السيناريو بادية مع وجود ثغرات في الحوار، وكأنه نُفّذ على عجل، ولو أن القائمين عليه أولوا مزيدا من العناية بالنص كان من الممكن أن يقدموا عملا متكاملا.
تجديد
وأجمعت آراء المشاهدين والنقاد على أن فكرة المنزل المسكون تحت المياه تتسم بالتجديد، لتخرج عن الخط المألوف للمئات من أفلام الرعب التقليدية.
وقال الكاتب هيماوان براتيستا، إن ”فكرة المنزل المسكون تحت المياه جديدة تماما، ومن بين مئات أفلام الرعب لا يوجد فيلم يتناولها“؛ وفقا لموقع شركة مونتيس فيلم للإنتاج.
ويبدو أن الفكرة الجديدة وضعت مزيدا من المسؤولية على عاتق المخرج وطاقم العمل؛ لأن تحويل الفكرة المبتكرة إلى عمل واعد، يحتاج إلى حبكة خارقة وتنفيذ متماسك، لنتجنب ثغرات قد تؤثر على متانة الفيلم.
خيبة
ولم يخفِ مشاهدون استياءهم من العمل ككل، بعد أن تحمسوا للفكرة الجديدة، إذ إن النهاية لم تكن بالمستوى المطلوب، ولم تتناغم الانطلاقة مع الختام.
وعبر الناقد الأمريكي أليكس تيرنر عن خيبة الأمل المرافقة للعمل ”فالحماس المترافق مع فكرة المنزل المغمور لم يتوافق مع الحبكة والنهاية“؛ وفقا لموقع هورر أوباسيف.
وقال الناقد نيكولا يو: ”رغم أن العمل جميل ومتقن إلا أن الجمهور توقع صدمة من نوع آخر“؛ وفقا لمجلة ماد ماس الإيطالية.
وذكرت الكاتبة آرشي سينغوبتا إن ”النهاية الغريبة حولت الفيلم في دقائقه الأخيرة إلى فوضى مبتذلة، فضلا عن الشرح الفاتر وعدم وجود رابط تعلق بين المُشاهد والشخصيات“؛ وفقا لموقع ليزر بايت.
رهاب
ويلامس العمل من لديهم رهاب الغرق والأماكن المظلمة والضيقة، ليضخم الفيلم من تأثيره عليهم، فقد يصطدمون بمخاوفهم وربما يستحضرون تجربتهم المريرة.
أو ربما يساعدهم الفيلم على مواجهة الخطر وتخطي مخاوفهم وتجاربهم السابقة من خلال ظهورها على السطح والتغلب عليها، ولكن الأمر يحتاج إلى شجاعة معينة.
والغوص في مياه البحر العميقة بمثابة تشبيه خارق للطبيعة؛ لأن البيئة تحت الماء غريبة ومخيفة بالنسبة لنا، وليس من المفترض أن نكون هناك، والفيلم يضعنا أمام احتمالية شبه مستحيلة ومخيفة جدا لو حدثت.
ويضعنا الفيلم أمام تجربة قاتلة في أجواء باردة تجمد الرئتين، وأضواء مظلمة مخيفة وأنفاس ضيقة محدودة، وكأن الشاشة تجرنا إلى مكان لن نعود منه أبدا.
والعمل من إخراج جوليان موري وألكساندر بوستيلو، وهما مخرجا فيلم الرعب المشهور inside العام 2007. وسيناريو جوليان ديفيد. وشارك في بطولته جيمس جاغر، وكميل رو، وإريك سافين، وألكسيس سيرفايس، وآن كلاسينس، وماري كافير.