كشفت دراسة جديدة أن الميكروبات، أو الكائنات الحية الدقيقة التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، قد عاشت في تكوينات أعماق الأرض منذ مليار عام فقط، وليس منذ عدة مليارات من السنين كما كان يُعتقد سابقاً، وفقاً لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.

وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته السبت، إن النتائج التي توصلت لها الدراسة توفر معلومات جديدة حول المحيط الحيوي العميق للأرض، وهي واحدة من أقل البيئات استكشافاً على هذا الكوكب، والتي تستضيف أغلبية الكائنات الدقيقة على الأرض، إذ تحتوي صخور أعماق الأرض على العديد من السلالات الجرثومية، التي تعتبر ضرورية لفهم أصل وتطور الحياة على الأرض.

ووفقاً للدراسة، التي نُشرت في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم، فإنه قد تم تحليل البصمة الحيوية وتاريخ درجات الحرارة لبعض أقدم الصخور، بهدف التوصل إلى جدول زمني تقديري بشأن قابلية بعض أقدم صخور الأرض لاستضافة الكائنات الدقيقة عبر الزمن.

ووجدت الدراسة، التي شارك في تأليفها البروفيسور هنريك دريك من جامعة "لينيوس" في السويد، والبروفيسور بيتر راينرز من جامعة "أريزونا" في الولايات المتحدة، أن أطول فترة شهدت استضافة للكائنات الدقيقة في الصخور لم تكن أكثر من مليار سنة.

وأدى هذا إلى تقييد قدرة الميكروبات على التطور، إذ فحص الباحثون الصخور التي تشكلت منذ نحو 4 مليارات سنة، ووجدوا أن حالة هذه الصخور لم تكن مناسبة لجعلها مضيفة للميكروبات، وأنها لم تستطع استضافتها إلا بعد انخفاض درجات حرارة التكوينات الصخرية بعد مرور مليارات السنين.

ونقلت الصحيفة عن البروفيسور دريك قوله: "لقد تشكَّلت الصخور منذ مليارات السنين، في أعماق القشرة الأرضية، وفي درجات حرارة عالية جداً لا تسمح لأي كائن حي بالعيش فيها، ولكن بعد التعرية التي استغرقت فترة طويلة وصلت الصخور إلى درجات الحرارة التي جعلتها صالحة لاستضافة الكائنات الدقيقة."