تنظّم الصناعة النووية العالمية أهم معرض لها الأسبوع المقبل قرب باريس في ظل اهتمام متجدد بهذه الطاقة ووعودها في مواجهة الأزمة المناخية، وفي وقت تستعد فرنسا لبناء مفاعلات جديدة.
ويقام "المعرض النووي العالمي" في الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 2 ديسمبر/كانون الأول في فيلبانت في شمال العاصمة الفرنسية، للمرة الأولى منذ 3 سنوات وبعدما أرجئت دورة 2020 بسبب كوفيد-19.
ويتوقع المنظمون حضور 18 ألف مشارك وأكثر من 600 جهة عارضة من 65 بلدا في هذا المعرض النووي المدني، وهو قطاع عاد إلى الواجهة بعد 10 سنوات من حادث فوكوشيما الذي تسبب في توقفه.
وقالت رئيسة المعرض سيلفي بيرمان إن "الأجواء واعدة أكثر بكثير للطاقة النووية".
ورحّبت السفيرة الفرنسية السابقة في موسكو وبكين ولندن بـ"التوافق الجيد" بعد مؤتمر الأطراف للمناخ (كوب26) في غلاسكو والإعلانات عن إعادة إطلاق القطاع النووي في فرنسا، بالإضافة إلى اهتمام كبير من دول أوروبية أخرى مثل بولندا.
وتستعد فرنسا لبناء مفاعلات جديدة على أراضيها، بعد نحو 20 عاما من وضع المفاعلات الأخيرة في الخدمة، كما أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وجعل الرئيس الفرنسي الذي لم يعلن رسميا بعد ترشّحه لولاية ثانية، من هذا الموضوع القضية الرئيسية في الحملة التمهيدية للانتخابات الرئاسية الفرنسية المزمعة في أبريل/نيسان 2022.
ويهدف المشروع إلى "استقلال فرنسا على صعيد الطاقة لضمان إمداد البلاد بالكهرباء وتحقيق الأهداف الخاصة بالحياد الكربوني بحلول العام 2050"، وفق ماكرون.
وهذا العام، سيكون موضوع المعرض "الصناعة النووية، لاعب رئيسي لمجتمع منخفض الكربون ومستقبل مسؤول".
فرص استثنائية
قالت سيلفي بيرمان إن "المعرض النووي العالمي هو دليل على الاعتراف بفرنسا كمحاور لأنه أكبر معرض نووي مدني في العالم، والطموح هو جعل لو بورجيه نووي" في إشارة إلى معرض الطيران الذي يقام قرب باريس كل سنتين.
في غضون ذلك، تأمل شركة "كهرباء فرنسيا" (أو دي إف) الفرنسية، بالإضافة إلى المفاعلات التي تبنيها في إنجلترا، بالحصول على عقود جديدة في بولندا وجمهورية التشيك والهند.
ومع ذلك، ما زالت فرنسا تواجه مشكلات مع موقع البناء في فلامانفيل (شمال). وذلك بالإضافة إلى انتقادات السلامة والنفايات التي يرى معارضو الطاقة النووية أنها علامة على عدم قدرة الطاقة النووية على الاستجابة في الوقت المناسب لتحدي المناخ.
اعتبرت منظمة غرينبيس أن إعلان إيمانويل ماكرون "بعيد كل البعد عن الواقع" فيما "تواجه الصناعة النووية فشلا تلو الآخر".
كذلك، أشارت هيئة التفتيش الفرنسية إلى "حالة من عدم اليقين في ما يتعلق بالقدرة على بناء أسطول جديد من المفاعلات في إطار زمني وتكاليف معقولة".
وقالت سيسيل أربوي المندوبة العامة لـ"تجمع الصناعيين الفرنسيين في الصناعة النووية" (غيفين) التي تقف وراء المعرض "أخذنا في الاعتبار الصعوبات المختلفة التي ظهرت في موقع فلامانفيل 3".
ويقول القطاع الذي يضم 220 ألف موظف في فرنسا، إنه عمل على تحسين تميزّه الصناعي خصوصا عبر خطة أطلقتها "أو دي إف" ويقول إنه أصبح جاهزا.
وأكدت سيسيل أربوي أن "الشباب أو الأشخاص الذين يخضعون لإعادة التدريب، يجذبهم قطاع ستكون فرص العمل فيه استثنائية".
وختمت "من أجل المضي قدما وتوظيف أشخاص في الشركات، يحتاج البرنامج إلى الإفصاح عن مزيد من التفاصيل: أن نحصل على عدد من المفاعلات وجدول زمني لإنشائها".