اختارت مؤسسة "كلاريفيت" العالمية المعنية بتصنيف العلماء والأبحاث العلمية، العالم المصري، أحمد عثمان الزغبي، المتخصص في التصنيع الدوائي، ضمن العلماء الأكثر تأثيرا مرجعيا على مستوى العالم في قائمتها، وذلك بسبب بحوثه في استخدام النانو تكنولوجي في علاج أمراض السرطان.
ويعمل الزغبي، مدرسا للتصنيع الدوائي والتكنولوجيا الصيدلية في كلية الصيدلة جامعة الإسكندرية، ثم سافر لاستكمال بحوثه في جامعة هارفرد بالولايات المتحدة، وذلك بعد أن نجح في تطوير استخدام أنواع معينة من البروتينات الطبيعية لاستهداف الخلايا السرطانية دون أن تضر بباقي الخلايا السليمة في الجسم باستخدام النانو تكنولوجي.
وقال الزغبي، لسكاي نيوز عربية، إن رحلته في النشر بدأت عام 2010، ثم كون فريقا بحثيا في عام 2013، قبل أن ينشئ معملا لأبحاث علاج السرطان باستخدام تقنية النانو تكنولوجي في كلية الصيدلة جامعة الإسكندرية، بهدف استخدام أنواع معينة من البروتينات الطبيعية وتكوين جسيمات نانومترية منها، وتطويرها بحيث تتوجه للخلايا السرطانية فقط، دون أن تؤثر على الخلايا السليمة، عبر وضع مواد معينة على سطح هذه الجسيمات تتسبب في تراكمها أكثر في الخلايا السرطانية دون الخلايا السليمة، كما تتميز هذه الجسيمات النانومترية بأنها مصنوعة من بروتينات طبيعية تجعل سُمِّيتَهَا قليلة جدا.
التوأمة مع جامعة هارفارد
وأضاف أنه: "وصلنا لنتائج معملية جيدة، وكذلك نتائج مبشرة على مستوى حيوانات التجارب، لكننا لم نصل لمستوى التجربة على المرضى لصعوبة تطبيق ذلك في مصر، ولذا سافرت لاستكمال البحوث في كلية الطب جامعة هارفرد بالولايات المتحدة بنفس المجال، مع ربط النتائج التي نصل إليها بالتصنيع، حيث نسعى من خلال المعمل في الولايات المتحدة لتجربة النتائج التي وصلنا إليها وتطويرها، لاسيما في ظل وجود مستشفى يتبع جامعة هارفرد، يمكن من خلاله تجربة الدواء على متطوعين".
وتابع بالقول: " المعمل في مصر لا يزال مستمرا بنفس المجموعة البحثية، وأسعى لعمل توأمة مع المعمل في كلية الطب بجامعة هارفرد واستقدام طلبة من معمل مصر لاستكمال الأبحاث، خاصة وأن جامعة هارفرد تتميز بأنها تتلقى تمويلا من الشركات الصناعية الدوائية بحيث يتم التصنيع مباشرة حال ظهور نتائج جيدة للمنتج الدوائي وهي طريقة أتمنى تبنيها من جانب الشركات في مصر".
أنواع السرطانات التي يهدف الدواء لعلاجها
ويبين الزغبي: "عملنا على عدة أنواع من السرطان بحسب المشروعات الي حصلنا على تمويل بشأنها فبدأنا بسرطان الرئة، وهو ما حققنا فيه نجاحا كبيرا عبر اختراع جسيمات نانومترية، يتم إعطائها للمريض عن طريق الاستنشاق، ما يتيح لها الاستقرار في الرئة، وهو ما جعل تركيز الأدوية في الرئة أعلى ويرفع كفاءتها بشكل كبير ويقلل سميتها على باقي الأعضاء، كما كان لنا مشروع لتطبيق نفس الفكرة على سرطان الثدي، ومشروع آخر على سرطان الكبد، وتم تحقيق نجاح كبير في المشروعين".
وحول المدى الزمني للانتهاء من تصنيع هذا الدواء يقول الدكتور أحمد عثمان: "يصعب توقع سقف زمني للانتهاء من تصنيع الدواء، لأننا ندخل في تجارب سريرية لأكثر من دواء، ولا نعرف في أي مرحلة يمكن ظهور عَرَض مفاجئ، وقد يظهر ذلك بعد عامين أو ثلاثة من التجارب السريرية، لكن لو تم الموضوع دون مشاكل يمكن أن يتم إنتاج الدواء في مدة زمنية تتراوح من عامين لثلاثة أعوام".
مصر المستفيد الأكبر
وأكد أن: "مصر ستستفيد من هذه التوأمة للحصول على الدواء بمميزات لأنهم في الولايات المتحدة يعلمون أننا مرتبطين ارتباطا كاملا بالجامعة في مصر، وبالتالي سيوضع اتفاق يضمن تماما حق الجامعة والكلية والدولة المصرية في أي نتائج للأبحاث يصل لها الجانبان، كما نقوم بإحضار طلبة من مصر للتدريب في المعمل بالولايات المتحدة ونقل ما اكتسبوه من خبرات إلى مصر وهو ما يعطي ميزة كبيرة لهذا للتعاون".
ويبين الباحث في جامعة هارفرد أن مصر يمكنها الاستفادة من تصنيع الدواء والتحكم في سعره، وجذب دخل قومي من إنتاجه، عبر التخلص من بعض التعقيدات الإدارية، وإتاحة الفرصة لشباب الباحثين للقيام بأبحاث، وعدم اقتصار الأمر على المعيدين في الكليات، لأن ذلك يجعلنا نهمل مواهب كثيرة لديها أفكار ممتازة في الخريجين لمجرد كونهم ليسوا من أعضاء هيئة التدريس.
ويؤكد أن "مصر مليئة بالباحثين العلميين بمجرد إعطائهم الفرصة والإيمان بأفكارهم ومساندتهم، سيصلون إلى مكانة كبيرة جدا، فمجموعتنا العلمية حصلت على تمويل من صندوق تنمية العلوم والتكنولوجيا التابعة لوزارة البحث العلمي وهو تمويل مصري 100 بالمئة، وهو ما عمق ولاء المجموعة العلمية لمصر، وقرروا العودة لها وجلب الخبرات التي تعلموها بما يعود بالنفع على وطنهم، وبالتالي أنصح الباحثين بحسن استثمار الأموال التي تقوم الحكومة بتقديمها، في تدريب الطلاب وإخراج أبحاث علمية متميزة.