أثار انتشار متحوّر "أوميكرون" قلق صناع السينما العالمية، وأبدت بعض شركات الإنتاج الفنّي قلقها من عودة موجة الإغلاق التي حدثت مع انتشار فيروس كورونا في ربيع 2020.
ومع الأخبار المنتشرة بشأن متحوّر "أوميكرون" أعلنت الولايات المتحدّة، وبريطانيا، ودول الاتحاد الأوروبي، وأستراليا، فرض قيود على السفر، وأما اليابان وإسرائيل فقد أعلنت غلق حدودها بالكامل أمام الأجانب.
إغلاق جزئي
ومع انتشار اللقاحات، وانخفاض أعداد الإصابة بفيروس كورونا، بدأت تتعافى السينما العالمية قليلا، إلا أن تلك الأخبار بشأن "أوميكرون" جعلت صُنّاع السينما يحبسون أنفاسهم مجددا، وترتعش أياديهم بشأن إنتاج محتوى فنّي أو ترفيهي لحين وضوح الرؤية.
وأعلنت عدد من الدول أيضا، غلق دور السينما والمسارح والمطاعم والأماكن العامّة، من بينها النمسا، وسلوفاكيا، وهولندا، في محاولة للسيطرة على انتشار المتحوّر الجديد.
ويرى البعض أن الإغلاق الجزئي لدور السينما، والمسارح، هي خطوة تمهيدية لإغلاق كامل، حيث طالبت السلطات في عدد من المقاطعات الألمانية المترددين على السينما إثبات تلقيحهم ضد كورونا.
وبحسب موقع "هوليوود ريبورت" المهتم بحركة السينما العالمية، فإنَّ أرقام الحضور في السينمات الألمانية بنهاية الأسبوع الماضي وصل لـ 505 ألف تذكرة، بانخفاض 37 بالمئة على الأساس الأسبوعي، خاصّة بعد انتشار الأخبار بشأن "أوميكرون".
موسم العطلات
ويرى مدير الإحصاءات في "جوير ستريت" ببريطانيا، روب ميتشل، أن مُحصّلة بيع التذاكر في جميع أنحاء أوروبا في الأسابيع الثلاثة الماضية تراجعت بشكل كبير، معبرا عن مخاوفه من أن "أوميكرون" قد يؤدي لضرب الموسم الفنّي في العطلات المقبلة من بينها عطلة رأس السنة.
ويقول ميتشيل: "الشيء المؤسف الآن هو أن شهر أكتوبر كان أول شهر اقتربنا فيه بشكل معقول من متوسط عائدات شباك التذاكر قبل كورونا".
وأشار إلى أن شباك التذاكر العالمي لشهر أكتوبر كان أقل بنسبة 7 بالمئة فقط من متوسط ثلاث سنوات لنفس الشهر من 2017 لـ 2019.
21 مليار دولار
ويثير قرار إلزام البريطانيين ارتداء قناع الوجه في المتاجر ووسائل النقل العام، بمخاوف أخرى من امتداد القرار لدور العرض السينمائي، وهو ما سيكون له تأثير "قوي" على السينما.
ويشير أحد المسؤولين التنفيذين البريطانيين، بحسب "هوليوود ريبورتر"، لم يذكر اسمه، أنَّ مثل هذه الإجراءات تشكل "قلق للبريطانيين المترددين على دور السينما".
وبحسب موقع "جوير ستريت" البريطاني، الذي يحلل بيانات السينما العالمية، فإن حصيلة شبّاك التذاكر العالمية في جميع أنحاء العالم قُدِّر بنحو 18.4 مليار دولار أميركي.
تقرير "جوير ستريت" الذي صدر في 29 نوفمبر الماضي قال إنّ هذا الرقم يمثّل 65 بالمئة فقط من نفس الشهر في العام الماضي، مشيرا إلى أنّه أقل من متوسط الثلاث سنوات من عام 2017 لـ 2019.
إغلاق بعض دور السينما العالمية أجبر "جوير" على تعديل توقعاته لنهاية العام بشأن إيرادات شبّاك التذاكر في جميع أنحاء العالم من 21.6 مليار دولار لـ 21.0 مليار دولار.
وعلى الرغم من ذلك فإنّ الموقع يشير إلى أنّ تلك الأرقام "أفضل مما كان عليه الحال من قبل"، خاصّة أنّ عدد قليل فقط في المناطق المحلية أغلقت دور السينما الخاصّة بها.
لكن شركات الإنتاج الكبرى حول العالم حتى الآن لم تفعل ذلك، وإذا حدث سيكون أسوأ سيناريو تشهده دور السينما، وما يسببه من تراجع في إيرادات شباك التذاكر.
وقال الموقع إنّ الخريف الماضي بسبب كورونا قررت شركة "إم جي إم" بالتوقف عن عرض "لا وقت للموت" لجيمس بوند، مما أدى لمد مدّة الإغلاق ومزيد من التأجيل.
المهرجانات السينمائية
ويلقي متحوّر أوميكرون بظلاله أيضا على مهرجانات الأفلام والمعارض الفنيّة المقرر إقامتها في الأشهر المقبلة.
وألغى القائمون على مؤتمر البث الدولي، الذي كان من المقرر إقامته في 3 ديسمبر المقبل في العاصمة الهولندية أمستردام، المهرجان الذي يهتم بصُنّاع المحتوى واليوتيوبرز، بسبب "أوميكرون".
ومن المقرر، أيضا، أن يُقام مهرجان البحر الأحمر السينمائي بالمملكة العربية السعودية، في السادس من ديسمبر الجاري، وبعد اكتشاف إصابة واحدة بمتحوّر "أوميكرون"، فإنّ الشك يلقي بظلاله على إمكانية إقامة المهرجان.