عندما ظهر فيروس كورونا المستجد لأول مرة في الصين، أواخر 2019، سارع هذا البلد الآسيوي العملاق إلى فرض إجراءات وصفت بـ"الصارمة" لأجل احتواء العدوى، وذاك ما تحقق فعلا، لأن الوضع الوبائي لم يتفاقم كثيرا، وظل عدد الإصابات الجديدة في حدود متدنية، بفعل انتهاج سياسة "صفر كوفيد 19".
لكن عودة الصين إلى تطبيق إجراءات وقائية مشددة في أجزاء من البلاد، خلال ديسمبر الجاري، في حين يستعد العالم لتوديع سنة 2021، أي بعد عامين من رصد الوباء، تثير أسئلة وشكوكا حول مدى نجاعة مقاربة "صفر كوفيد" التي انتهجتها الصين خلال الفترة الماضية، وأضحت اليوم على المحك في ظل تفشي متحور "أوميكرون".
وبحسب موقع "voanews"، فإن عدة دول كانت قد تبنت هذه المقاربة، أي "صفر كوفيد"، رضخت للأمر الواقع في نهاية المطاف؛ ومن بينها أستراليا ونيوزيلندا وسنغافورة، ولم تعد تطمح لأن تقضي على فيروس كورونا المستجد، بشكل نهائي.
في هذا السياق، أعادت الولايات المتحدة فتح حدودها أمام الأجانب في نوفمبر الماضي، ويوم الجمعة، أعلنت رفع القيود التي جرى فرضها في وقت سابق على دخول غير الأميركيين القادمين من ثماني دول إفريقية.
في المقابل، ما زالت الصين تتمسك بسياسة "صفر كوفيد" وإبقاء الحالات الجديدة في الحدود الدنيا قدر الإمكان، فعادت مؤخرا إلى فرض الحجر الصحي المنزلي على نحو 13 مليون شخص في مدينة شيان.
ولم يعد بوسع سكان هذه المدينة أن يخرجوا من البيت، إلا في حال وجود سبب ضروري مثل اقتناء الأغراض، ويجري السماح لشخص واحد فقط من العائلة حتى يخرج مرة في يومين، فيما أغلقت كافة المحلات التجارية التي توصف بغير الأساسية.
ولم يعد بإمكان سكان المدينة أيضا أن يغادروها دون الحصل على إذن، فيما تعتزم السلطات إخضاع جميع السكان لفحص ضد عدوى "سارز كوف 2".
جدل "صفر كوفيد"
وتباينت الآراء إزاء هذه المقاربة الصينية، فقال مؤيدوها إنها نجحت في حماية أرواح الكثيرين، لأن الصين لم تشهد موجات تفش كارثية على غرار ما حصل في كثير من الدول رغم الكثافة السكانية العالية، وهذا الأمر عائد إلى الصرامة في الإجراءات.
في المقابل، يقول منتقدو هذه المقاربة، إنها غير ناجعة، وليست سوى "تأجيل للمواجهة"، لأن الفيروس سيعود حتما إلى التفشي بمجرد رفع القيود، والدليل على ذلك، هو أن الإصابات ما زالت تسجل في البلد الآسيوي، رغم كل الإجراءات المفروضة.
وثمة خبراء صحة ينبهون أيضا إلى ما يصفونه بـ"ضرر الإجراءات"، لأن الإصابة بكورونا تؤدي إلى حصول الناس على المناعة، عندما يتعافون من العدوى.
ويحصل جسم الإنسان على مناعة ضد فيروس كورونا، عبر طريقتين؛ أولاهما الإصابة بالفيروس ثم التعافي منه، والثانية هي التطعيم الذي يقوم بتوليد أجسام مضادة.
وعندما يجري تلقيح نسبة كبيرة من الناس، أو عندما تصاب فئة عريضة ثم تتعافى، فإن المجتمع يحقق ما يعرف بالمناعة الجماعية ضد كورونا أو "مناعة القطيع".
ويقول الباحث في شؤون الصحة العامة بجامعة جورج تاون الأميركية، لاورنس غوستن، إنه لا محيد عن الإقرار بنجاح الصين في إبقاء مستوى الإصابات منخفضا طيلة العامين الماضيين "لكن في الوقت الحالي، تجاوزنا تلك المرحلة التي نتطلع فيها إلى تفادي حالات الإصابة، ببساطة، لأن الأمر يتعلق بعدوى".
وأضاف الباحث، في تصريح صحفي، أن الصين ستجد نفسها في حاجة إلى الانفتاح على العالم، نظرا إلى عدم قابلية فيروس غير مرئي للتطويق بنسبة 100 في المئة.
في غضون ذلك، ثمة من يرى أن الصين اختارت هذه الدرجة من الاحتراز، لأنها تدرك وجود "نقص" لديها في أسرة الإنعاش بالمستشفيات، لأن معدل هذه الأخيرة في البلد الآسيوي هو 3.6 سرير لكل 100 ألف مريض، في حين يصل هذا الرقم إلى 34.7 في الولايات المتحدة وإلى 29.2 في ألمانيا.
لكن عودة الصين إلى تطبيق إجراءات وقائية مشددة في أجزاء من البلاد، خلال ديسمبر الجاري، في حين يستعد العالم لتوديع سنة 2021، أي بعد عامين من رصد الوباء، تثير أسئلة وشكوكا حول مدى نجاعة مقاربة "صفر كوفيد" التي انتهجتها الصين خلال الفترة الماضية، وأضحت اليوم على المحك في ظل تفشي متحور "أوميكرون".
وبحسب موقع "voanews"، فإن عدة دول كانت قد تبنت هذه المقاربة، أي "صفر كوفيد"، رضخت للأمر الواقع في نهاية المطاف؛ ومن بينها أستراليا ونيوزيلندا وسنغافورة، ولم تعد تطمح لأن تقضي على فيروس كورونا المستجد، بشكل نهائي.
في هذا السياق، أعادت الولايات المتحدة فتح حدودها أمام الأجانب في نوفمبر الماضي، ويوم الجمعة، أعلنت رفع القيود التي جرى فرضها في وقت سابق على دخول غير الأميركيين القادمين من ثماني دول إفريقية.
في المقابل، ما زالت الصين تتمسك بسياسة "صفر كوفيد" وإبقاء الحالات الجديدة في الحدود الدنيا قدر الإمكان، فعادت مؤخرا إلى فرض الحجر الصحي المنزلي على نحو 13 مليون شخص في مدينة شيان.
ولم يعد بوسع سكان هذه المدينة أن يخرجوا من البيت، إلا في حال وجود سبب ضروري مثل اقتناء الأغراض، ويجري السماح لشخص واحد فقط من العائلة حتى يخرج مرة في يومين، فيما أغلقت كافة المحلات التجارية التي توصف بغير الأساسية.
ولم يعد بإمكان سكان المدينة أيضا أن يغادروها دون الحصل على إذن، فيما تعتزم السلطات إخضاع جميع السكان لفحص ضد عدوى "سارز كوف 2".
جدل "صفر كوفيد"
وتباينت الآراء إزاء هذه المقاربة الصينية، فقال مؤيدوها إنها نجحت في حماية أرواح الكثيرين، لأن الصين لم تشهد موجات تفش كارثية على غرار ما حصل في كثير من الدول رغم الكثافة السكانية العالية، وهذا الأمر عائد إلى الصرامة في الإجراءات.
في المقابل، يقول منتقدو هذه المقاربة، إنها غير ناجعة، وليست سوى "تأجيل للمواجهة"، لأن الفيروس سيعود حتما إلى التفشي بمجرد رفع القيود، والدليل على ذلك، هو أن الإصابات ما زالت تسجل في البلد الآسيوي، رغم كل الإجراءات المفروضة.
وثمة خبراء صحة ينبهون أيضا إلى ما يصفونه بـ"ضرر الإجراءات"، لأن الإصابة بكورونا تؤدي إلى حصول الناس على المناعة، عندما يتعافون من العدوى.
ويحصل جسم الإنسان على مناعة ضد فيروس كورونا، عبر طريقتين؛ أولاهما الإصابة بالفيروس ثم التعافي منه، والثانية هي التطعيم الذي يقوم بتوليد أجسام مضادة.
وعندما يجري تلقيح نسبة كبيرة من الناس، أو عندما تصاب فئة عريضة ثم تتعافى، فإن المجتمع يحقق ما يعرف بالمناعة الجماعية ضد كورونا أو "مناعة القطيع".
ويقول الباحث في شؤون الصحة العامة بجامعة جورج تاون الأميركية، لاورنس غوستن، إنه لا محيد عن الإقرار بنجاح الصين في إبقاء مستوى الإصابات منخفضا طيلة العامين الماضيين "لكن في الوقت الحالي، تجاوزنا تلك المرحلة التي نتطلع فيها إلى تفادي حالات الإصابة، ببساطة، لأن الأمر يتعلق بعدوى".
وأضاف الباحث، في تصريح صحفي، أن الصين ستجد نفسها في حاجة إلى الانفتاح على العالم، نظرا إلى عدم قابلية فيروس غير مرئي للتطويق بنسبة 100 في المئة.
في غضون ذلك، ثمة من يرى أن الصين اختارت هذه الدرجة من الاحتراز، لأنها تدرك وجود "نقص" لديها في أسرة الإنعاش بالمستشفيات، لأن معدل هذه الأخيرة في البلد الآسيوي هو 3.6 سرير لكل 100 ألف مريض، في حين يصل هذا الرقم إلى 34.7 في الولايات المتحدة وإلى 29.2 في ألمانيا.