مع انتشار المتحور الجديد لفيروس كورونا "أوميكرون"، أوصحى خبراء بضرورة التخلي عن الكمامات القماشية واستخدام كمامات أعلى جودة، وذلك بالنظر إلى سرعة انتشار هذا المتحور وزيادة فهم العلماء لطريقة انتشار فيروس كورونا بشكل عام، وفق تقرير لشبكة "سي أن أن".
ويقول التقرير إنه "حان الوقت" للبحث عن بدائل أفضل، مشيرا إلى أن الدراسات التي أجريت على كمامات الوجه المختلفة، أظهرت أن الكمامات القماشية متعددة الطبقات أفضل من الأحادية، لكنها لا تزال أقل فعالية من الكمامات الطبية الأخرى.
وقالت المحللة الطبية في "سي أن أن" الدكتورة لينا وين، وهي طبيبة طوارئ في كلية معهد ميلكين بجامعة جورج واشنطن: "الكمامات القماشية ليست أكثر من مجرد زينة للوجه. لا يوجد مكان لها مع أوميكرون".
وتوصي الطبيبة بارتداء "كمامات جراحية (طبية) من 3 طبقات على الأقل"، مشيرة إلى أن بلدانا مثل ألمانيا والنمسا "غيرت معاييرها لتقول إن غطاء الوجه في الأماكن العامة يجب أن يكون على الأقل كمامة من الدرجة الطبية".
وتعرف "مايو كلينيك" الكمامات الجراحية بأنها "كمامات فضفاضة أحادية الاستخدام، وهدفها حماية مرتديها من ملامسة القطرات والرذاذ الذي قد يحتوي على جراثيم، وتصفي الكمامة الطبية الهواء من الجُسيمات الكبيرة أثناء الاستنشاق".
ولتحسين ملاءمة الكمامة الطبية للوجه، تقول "مايو كلينيك": "اعقد حلقة الأذن عند نقطة ارتباطها بالكمامة. ثم اطو المادة الزائدة وأدخلها تحت الحواف".
وتنصح الطبيبة التي تحدثت لـ"سي أن أن" بارتداء كمامات N95 في الأماكن المزدحمة. وهذه الكمامات كما تقول "تمنع الجسيمات الدقيقة من الوصول إلى الأنف أو الفم بشرط تركيبها على الوجه بشكل صحيح".
وتوفر هذه الكمامات حماية أكبر مقارنة بالكمامات الجراحية "لأنها قادرة على تصفية الهواء من الجسيمات الكبيرة والصغيرة على حد سواء أثناء الاستنشاق"، وفق مايو كلينيك.
وفي المرحلة الأولى من الجائحة، كانت بعض الجهات الطبية تنصح بقصر استخدامها على العاملين في الرعاية الصحية بسبب النقص في الإمدادات، ومع مرور الوقت، تم التغلب على هذه المشكلة داخل الولايات المتحدة، لكن ربما يختلف الأمر في بلدان أخرى.
وتشير "سي أن أن" إلى أن الكمامات القماشية تستطيع "فلترة" القطرات الكبيرة، في حين أن الأقنعة الأكثر فاعلية، مثل N95، تستطيع التخلص من الجسيمات والصغيرة معا، والأولى تعمل بفعالية 75 في المئة، في حين أن الثانية يمكنها تصفية الفيروسات بنسبة تصل إلى 95 في المئة، وفقا لـ"مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها"، التابعة لوزارة الصحة الأميركية.
وقالت إيرين بروماج، الأستاذة المساعدة في علم الأحياء بجامعة ماساتشوستس الأميركية، إن الكمامات الجراحية أقل فاعلية بحوالي 5 في المئة إلى 10 في المئة من كمامات N95.
وتشير إلى أن سبب انتشار "أوميكرون" بسرعة "غير معروف في الوقت الحالي" لكنه يؤكد الدور الذي يمكن أن تلعبه الكمامات عالية الجودة في مكافحته.
وتضيف: "إذا احتجت إلى 1000 جسيم فيروسي لإصابتك وكنت ترتدي كمامة تمنع 50 في المئة من هذه الأجسام، سيستغرق الأمر ضعف الوقت للوصول إلى 1000. وإذا كنت ترتدي كمامة فعالة بنسبة 90 في المئة، ستحتاج 10 أضعاف الوقت على الأقل حتى تصاب بالعدوى".
وكان الجراح الأميركي العام السابق، الدكتور جيروم آدامز، قد قال الخميس الماضي لشبكة "سي أن أن": "نحتاج إلى الترويج لكمامات عالية الجودة في كل مكان، لأن الكمامات القماشية أحادية الطبقة لا تعمل كما هو مطلوب ضد أوميكرون".
وأدى "أوميكرون" إلى ارتفاع حصيلة الإصابات الجديدة في مختلف أنحاء العالم مؤخرا، مما دعا بعض الدول إلى فرض تدابير إغلاق، بينما تسعى حكومات، من بينها الحكومة الأميركية، إلى زيادة توفير اختبارات كوفيد-19 وتكثيف حملات التطعيم.