الحرة
زادت الشكوك في الفترة الأخيرة بشأن فعالية الاختبارات المنزلية السريعة في الكشف عن متحور "أوميكرون"، إلا أن مسؤولين صحيين دعوا إلى مواصلة استخدامها، فيما قدم خبراء نصائح بشأن كيفية الاستعمال لتحقيق نتائج أفضل.
ويمكن لهذه الاختبارات المنزلية، التي يطلق عليها اختبارات المستضدات، أن تكشف عن "أوميكرون" لكنها وفق بعض الدراسات "أقل حساسية" له، مما يعني عدم إعطاء نتائج إيجابية إلا بعد مرور أيام من التقاط المريض للعدوى.
وها الأمر، وفق صحيفة وول ستريت جرونال، يعني أن هذه الفحوصات قد تعطي نتائج سلبية خائطة في الأيام الأولى من الإصابة، في وقت قد يكون الشخص خلاله مريضا ومعديا، وهو ما يستلزم إجراء الاختبار بشكل متكرر على مدى أيام، للحصول على نتيجة دقيقة.
وقالت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (أف دي إيه) في أواخر ديسمبر إن "البيانات المبكرة تشير إلى أن اختبارات المستضدات تكتشف متحور "أوميكرون" لكن ربما تكون أقل حساسية". وقد استند بيان الوكالة الصحية الفيدرالية إلى بيانات معملية غير منشورة من أبحاث في جامعة إيموري بدعم من المعاهد الوطنية للصحة، وفق وول ستريت جورنال.
وتشير الصحيفة إلى دراسة أخرى، غير منشورة، فحصت أداء هذه الاختبار في الكشف عن إصابة أشخاص بالمتحور الجديد وكذلك متحورات أخرى وتوصلت إلى أنها كانت أقل حساسية بالنسبة لـ"أوميكرون".
ووجدت دراسة أخرى أن الاختبارات السريعة تستغرق في المتوسط ثلاثة أيام للكشف عن العدوى بعد نتيجة إيجابية لاختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR). وقال عالم لم يشارك في الدراسة إنه من المحتمل ظهور الحالات الإيجابية في اختبارات "PCR" مبكرا عن الاختبارات السريعة، لأن الأولى تجرى باستخدام اللعاب، بينما تؤخذ في الاختبارات السريعة عينات من الأنف.
وتشير البيانات الأولية من دراسات أخرى إلى أن "أوميكرون" قد يظهر في اختبارات اللعاب في وقت مبكر عن مسحات الأنف.
ويقول أوماي غارنر، عالم الأحياء الدقيقة في مستشفى جامعة كاليفورنيا، إنه قد لا تحدث ذروة "أوميكرون" لدى الأشخاص الذين تم تطعيمهم إلا بعد ثلاثة أو أربعة بعد أيام من الإصابة، وهذا التأخير يؤدي إلى نتائج سلبية كاذبة خلال الأيام الأولى.
وهناك تفسير آخر محتمل هو أن حمولة "أوميكرون" الفيروسية قد تكون قليلة وقت العدوى، وليست بالمستوى المطلوب لكشفها بواسطة اختبار سريع.
ويقول الدكتور آدمسون إن فترة حضانة "أوميكرون"، أي الفترة بين التعرض للفيروس والعدوى، قصيرة وهي ما بين 12 إلى 24 ساعة.
وهذا يعني أن الشخص قد يصبح معديا بعد ساعات من الإصابة دون كشف الاختبار لذلك، بحسب جيجي غرونفال، الباحثة في مستشفى جونز هوبكنز.
وللحصول على نتئاج اختبار منزلي دقيقة، تنصح كاتلين جيتيلينا، الأستاذ المساعد لعلم الأوبئة في مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس بالانتظار يوما أو يومين بعد ظهور الأعراض، وإذا كانت النتيجة سلبية، يجب إجراء اختبار ثان بعد يوم أو يومين، أو الحصول على اختبار "بي سي آر" إن أمكن ذلك.
ومع ذلك، قالت أشيش جها، عميدة كلية الصحة العامة بجامعة براون لقناة "إيه بي سي" إن الاختبارات السريعة تظل "حجر الأساس لاستراتيجيتنا طويلة المدى لإدارة هذا الفيروس".
وأشارت إلى أنه "في اليوم الأول من ظهور أعراض أوميكرون قد يكون الاختبار السريع أقل حساسية، ولكن بعد ذلك سيعمل بفعالية".
وكان مدير المعهد الوطني للتصوير الطبي الحيوي والهندسة الحيوية في المعاهد الوطنية للصحة، بروس ترومبيرغ، قد قال لواشنطن بوست: "حتى مع الأداء المنخفض، ستظل (الاختبارات) تلتقط العدوى، وستساعد الأفراد على العزل أو الحصول على العلاج".