إرم نيوز
نعى علماء شريعة ونخب دينية سعودية، الداعية البارز، محمد بن حسن الدريعي الذي توفي، يوم الأحد، عن عمر 83 عامًا قضى نحو 6 عقود منها في العمل الدعوي، وتدريس العلوم الشرعية.

وعانى الشيخ المسن خلال السنوات القليلة الماضية من تدهور حالته الصحية، ودخل المستشفى العام الماضي، قبل أن يفارق الحياة متأثرًا بمعاناته مع المرض.

ووُلد الشيخ ”الدريعي“، العام 1939 في محافظة المجمعة التابعة لمنطقة الرياض، وكانت البلاد يومها في بداية طريقها لتأسيس نظام تعليمي متكامل تحت حكم ملكها المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.

والتحق الشيخ ”الدريعي“ في بداية تعليمه بحلقات التعليم التي ينظمها أئمة المساجد، والتي تعرف باسم ”الكتاتيب“، ويتم فيها تعليم القراءة والكتابة، ومبادئ بسيطة في الشريعة الإسلامية، وكان يومها في العاشرة من عمره.

وانتقل بعدها إلى الدراسة في المدارس الحكومية في المجمعة، بدءًا من المرحلة الابتدائية على الرغم من كبر سنه، ثم التحق بالمعهد العلمي في المحافظة العام 1955، وتخرج منه العام 1960.

وغادر الشيخ الدريعي المجمعة بعد التخرج من المعهد، وتوجه نحو الرياض، ليبدأ دراسة الشريعة في كلية الشريعة فيها العام 1961، ويتخرج بعد 4 سنوات حاملًا درجة البكالوريوس في الشريعة.

وخلال مراحل التعليم تلك، التقى الشيخ ”الدريعي“ بعدد من أبرز رجال الدين في السعودية، وتلقى عندهم المزيد من العلوم الشرعية، وبينهم مفتي المملكة الراحل والبارز، عبدالعزيز بن باز.

واتجه الشيخ ”الدريعي“ بعد تخرجه من كلية الشريعة، نحو التعليم، وتم تعيينه في محافظة الأحساء شرق المملكة، ثم انتقل بعدها إلى التعليم في معهد المعلمين، ومن ثم كلية المعلمين.

والمحطة البارزة في عمله الحكومي في التعليم، كانت بانضمامه إلى الكادر التدريسي لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والتي ظل فيها لسنوات طويلة، حتى توقف عن العمل نهائيًا.

وبجانب عمله الرسمي، للشيخ الراحل ظهور كثير في الإعلام، منذ العام 1967، حيث شارك في العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية التي قدمتها محطات التلفزة والإذاعة السعودية في العقود الماضية.

وظهر الشيخ ”الدريعي“، العام الماضي، في لقاء تلفزيوني بثته قناة المجد الحكومية، وكان آخر ظهور له في الإعلام، حيث استمع السعوديون لسيرة الشيخ الذي فقد بصره في سن مبكرة من حياته، وعمله في الدعوة طوال عقود بدأت مع بدايات توحيد المملكة.