هسبريس يحقق مكتب المدعي العام الإسباني في قضية وفاة قاصر مغربي في ظروف غامضة بأحد شوارع جزر الكناري، عقب تقارير عن تعرضه وأطفال مغاربة آخرين لسوء معاملة بمراكز إيواء بالمنطقة.ونقلت صحيفة "هسبريس" المغربية الإلكترونية عن صحف إسبانية أن مكتب المدعي العام يحقق "في شكايات مجموعة من الحقوقيين والمستخدمين سابقا بمؤسسة إيواء القاصرين المعنية بقضية الوفاة، فيما تواصل الشرطة استجواب أقارب الطفل وأصدقائه بهذه المؤسسة التي تستقبل الأطفال القاصرين غير المصحوبين بذويهم".وأشارت في هذا السياق صحيفة "El Cierre Digital" إلى أن الطفل المغربي "كان قاصرا إلى حدود تاريخ الوفاة، بخلاف ما يروج بخصوص بلوغه سن الرشد، مؤكدة أنه طلب من إدارة المؤسسة الاجتماعية إعادته إلى مدينة الداخلة المغربية بعد اكتشافه واقع التعذيب، لكنها لم تتجاوب معه بسبب ما وصفته الصحيفة بـ(البيروقراطية الإدارية)".وكان الطفل الضحية، حسب وسائل الإعلام الإسبانية، قد اشتكى من تعرضه لـ"التعذيب" و"التجويع" في مركز إيواء للقاصرين، وأنه كان قد نجح في الوصول إلى "لاس بالماس" في ظل موجة الهجرة غير النظامية المكثفة التي عرفتها السواحل الجنوبية للمملكة في الأشهر الفائتة.وذكرت "هسبريس" أن مجموعة من الفعاليات الحقوقية شككت في سبب وفاة الطفل الذي أرجعته إدارة تلك المؤسسة الاجتماعية إلى تناوله جرعة زائدة من المخدرات، حيث تترقب المنظمات المتتبعة للموضوع نتائج تشريح الجثة الذي قامت به الشرطة المحلية. وفي ظل ذلك، دعت الفعاليات عينها إلى فتح تحقيق بخصوص وضعية المركز الذي كان يقيم فيه الطفل المتوفى.وتنظر الشرطة المحلية في عدة احتمالات بشأن أسباب وفاة القاصر المغربي بمركز الاستقبال الإسباني، حيث تتوزع بين الانتقام والتسمم وتصفية الحسابات والغرق، دون أن تحسم التحقيقات الحالية في تحديد الدافع النهائي للجريمة.وكان هذا القاصر المغربي قد "أبلغ بعض الفعاليات الحقوقية في جزر الكناري بأن بعض مستخدمي المركز الذي أقام فيه كانوا يوزعون المخدرات على القاصرين دون أدنى مراقبة"، مشيرا في مقطع فيديو، قالت الصحيفة المغربية إنها اطلعت عليه، إلى أن "الشباب أصبحوا يبيتون في العراء بسبب سوء التغذية والتعذيب".وكان الموقع الإخباري الإسباني "El Cierre Digital" قد أفاد بأن شرطة جزر الكناري عثرت على الفتى المغربي ميتا بأحد الشوارع في الأسابيع الماضية، وأن "مؤسسات الرعاية الاجتماعية تخلت عنه بعدما بلغ 18 سنة بأيام قليلة، دون أن توفر له أي مأوى".ورأت "هسبريس" أن هذه الوفاة الغامضة تضاف إلى قضية القاصر المغربي الآخر الذي قُتل في مركز الأحداث "تيراس دي أوريا" بمدينة ألميريا الإسبانية؛ وهو ما قالت إنه "يثير العديد من الاستفهامات بخصوص أوضاع القاصرين المغاربة في مراكز الإيواء بالأراضي الإسبانية".