تكتسي أرض قاعة الصلاة الرئيسة في جامع الشيخ زايد الكبير السجادة الأكبر في العالم، التي تبهر ناظريها كتحفة فنية فريدة بما تمتاز به من عناصر من الجمال والإتقان في التصميم، لاسيما أنها تمثلُ عملًا يدويًا أبدعته أنامل مجموعة من أمهر الفنانين، وأفضل خبراء النسيج اليدوي في العالم.

نُسجت السجادة باستخدام الصوف والقطن الطبيعي، بأيدي نحو 1200 من أمهر الحرفيين، بمساحة تصل إلى نحو 5.400 متر مربع، تضم حوالي 40 عقدة لكل 6.5 سنتيمتر بمجموع 2.5 مليار عقدة لكامل السجادة، ليبلغ وزنها بعد اكتمالها حوالي 35 طنًا، وعلى ضخامة حجمها صُممت السجادة كقطعة واحدة كاملة، وهو ما أهلها عام 2017م لدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية، كأكبر سجادة في العالم، وقد استغرقت حياكتها ونسجها حوالي 12 شهرًا.

وتفترش السجادة أرضية قاعة الصلاة الرئيسة في الجامع؛ لتضفي عليها المزيد من الروعة، من خلال التناغم والتكامل الفريد لعناصرها الجمالية، حيث تميزت السجادة المحاكة يدويًا بتصميمها المبهر، الذي يبدو كانعكاس لتصميم الثريا التي تعلوها مباشرة، وكلوحة فنية فقد تمت المحافظة على جمالية التصميم باستخدام تقنية حلاقة السجادة لتحديد صفوف المصلين عليها دون تأثير على تفاصيله، التي ازدادت روعة باستخدام أكثر من 25 لونًا طبيعيًا مستخلصًا من الأعشاب التقليدية متعددة المصادر، ومنها: جذور المدر المزروعة محليًا، وقشور الرمان، وعروق أوراق الشجر، وغيرها، ويغلب على السجادة اللون الأخضر الذي يبعث في المكان نوعًا من الهدوء والراحة.

ومما يجدر ذكره أن حياكة السجادة تمت في 3 ورش ضخمة تحتل مساحة مبنية قدرها 5 آلاف متر مربع، ولما تتميز به السجادة من جودة في المواد والألوان، وإبداع في التصميم، يجعلها واحدة من أرقى مقتنيات جامع الشيخ زايد الكبير؛ فإنها تحظى بعناية خاصة من قبل إدارة مركز جامع الشيخ زايد الكبير، حيث يتم صيانتها بشكل دوري، وفق خطط مدروسة، على يد فرق متخصصة، حيث تستغرق أعمال الصيانة ما يزيد عن 12 يومًا.