سكاي نيوز عربية
مع تعرض مصر لطقس شديد البرودة في الآونة الأخيرة، وانخفاض درجات الحرارة، يثار تساؤل حول كيفية تعامل المصري القديم مع الشتاء، لا سيما وأن معظم الصور الموجودة على جدران المعابد تظهر المصريين القدماء بأزياء خفيفة تناسب الصيف، فكيف تعامل المصريون القدماء مع فصل الشتاء؟
يجيب عن هذا التساؤل المؤرخ المصري بسام الشماغ قائلا "إن المصري القديم عرف الشتاء، والرياح والأعاصير، والثلوج، وذكرها في كتاباته الهيروغليفية، حيث قسم السنة لثلاث فصول موسم "الآخت"، وهو موسم الفيضان وكانت مدته 4 أشهر، وهو أول موسم في العام، ثم موسم "البريت"، والبعض كان يشبه هذه الكلمة بكلمة برد الحالية، والموسم الثالث موسم "الشمو"، وكل موسم 4 أشهر لتكتمل شهور السنة 12 شهرا".
وأضاف أن "رؤية الناس للمصري القديم بملابس خفيفة وشفافة، في الرسومات بالمعابد والمقابر المصرية القديمة، جعل البعض يتساءل لماذا لم يلبس لبسا شتويا ولماذا كان الجو حارا دائما في مصر القديمة؟".
وأكد المؤرخ أن المصري القديم ارتدى بالفعل الملابس الشتوية الثقيلة، الأمر الذي يتضح في رسمة فرعونية تبين 4 سيدات يرتدين الملابس الثقيلة مع "شال" له لون بني مائل إلى الإحمرار، وأخرى بملابس بنية فاتحة مائل للاصفرار، وهذه الألوان الداكنة تناسب الشتاء، ولم يكن يرتدي طوال الموسم الكتان الشفاف الخفيف".
وبين أن "صور ارتداء الملابس الشتوية تظهر في مقبرة لرجل اسمه "ايمين إم إنت" وصاحب هذه المقبرة كاهن، في معبد "بتاح - سكر" للملك "إيمنحوتب الثالث" في الأسرة 18، وهو والد "إخناتون" وجد "توت عنخ آمون"، والمقبرة في البر الغربي للأقصر، وزوجة هذا الكاهن اسمها "نيفرتيري" وهي منشدة دينية للإله "إيمن" وفي صورها في المقبرة كانت تلبس ملابس طويلة مغطاة لونها يميل إلى الأحمر".
وتابع الشماغ بالقول: "إذا ذهبت إلى متحف الأقصر ستجد جوارب مصرية قديمة تم تصميمها بحيث يكون إبهام القدم منفصل عن باقي الجورب، حتى يعطي الحرية للبسه كـ"شبشب" - حذاء خفيف، ليس له كعب، يمكن ارتداؤه ونزعه بسهولة، وكان هذا النوع من الجوارب مصنوع من قماش سميك، يدل على أنه كان يتم ارتداءه في جو البرد وعمره يزيد عن 3300 عام، وهو في حالة جيدة للغاية من الحفظ، وهناك أمثلة كثيرة على الملابس الشتوية التي كان يرتديها المصريون".
لماذا لا نرى صور الفراعنة بالملابس الشتوية؟
وحول السبب في عدم رؤية المصريين على جدران المعابد بالملابس الشتوية يؤكد الشماغ أنه "ما حدث أن الناس تزور المقابر الشهيرة، فربما عدم زيارة المقابر التي تظهر فيها الملابس الشتوية هو سبب تعود الرائي على رؤية الملابس الخفيفة فقط، كما أن هناك عاملا آخر وهو أننا لم نكتشف من الآثار المصرية القديمة سوى 1 بالمئة فقط كما ذكرت العالمة "سارة باركاك" وهي تعمل مع وكالة ناسا وتعتمد على صور الأقمار الصناعية في إخراج الآثار ووضع الإحصائيات وخرجت علينا في عام 2016 بإحصائية غاية في الأهمية تقول فيها إننا لم نكتشف من الآثار المصرية القديمة سوى ما نسبته 1 بالمئة فقط".
وأشار إلى أن "الصور على المقابر تجسد صورة المصري القديم وهو يفلح الأرض بملابس خفيفة من الكتان مع زوجته، لها سبب كان يعتقد أنه يعمل في حقول الجنة، لكن هذه الملابس لا تعبر عن ملابسه في حياته اليومية العادية، وهناك أدلة على وجود ملابس شتوية من أعلى مستوى، مثل جلود الماشية، وجلود الماعز الجبلي، والظباء الأبقار بأنواعها المختلفة، والثيران، وشعر الخيول، وصور هذه الحيوانات مرسومة في المقابر القديمة بامتياز، كذلك فإن ارتداء المصري القديم طبقات مختلفة من الكتان كانت تكفي لتدفئته".
وأردف الشماغ: "تم اكتشاف عدد كبير من الصدريات التي يرتديها الرجال النساء وكانت مزركشة بالنقوش الذهبية والأحجار الكريمة وشبه الكريمة ما يجعلها ثقيلة، وكانت تعلق على الأكتاف مثل الملابس الداخلية في الوقت الحاضر، وهي تستخدم في تدفئة منطقة الصدر بشكل كبير، كما يوجد في متحف ليفربول شيء يشبه الحزام وهو مصنوع من الكتان طوله يزيد عن 5 أمتار، يرجع للملك "رمسيس الثالث" وهو في حالة ممتازة، واعتقد العلماء بسبب طوله أنه حزام عسكري، وكان بسبب طوله يمكن لفه من البطن حتى الصدر ما يجعله يوفر حماية وتدفئة للجسم في نفس الوقت".
التغيرات المناخية في مصر
ولفت المؤرخ إلى أن "مصر منذ آلاف السنين مرت بتغيرات مناخية كبيرة فالطقس استمر لمئات السنين مطير، حيث نبتت حشائش السافانا، وعاشت بعض الحيوانات مثل الزراف، والنعام، والأسود، والنمور، والفهود والفيلة، وظهرت هذه الحيوانات في النقوش الصخرية حيث كان يصطادها المصري القديم باستخدام السهم والقوس، وحدوث تغير مناخي وتصحر جعل هذه الحيوانات تنسحب من مصر القديمة وتتجه جنوبا، حيث تتوفر الماء والخضرة، كما اختفى طائر الفلامينغو والنعام بسبب التغير المناخي".
وتابع المؤرخ المصري بالقول: "عرف المصري القديم الأعاصير وهي موجودة في نبوءة "نفرتي" والتي ذكرت فيها وجود غمامة غطت الشمس كما كانت هناك أعاصير".
{{ article.visit_count }}
مع تعرض مصر لطقس شديد البرودة في الآونة الأخيرة، وانخفاض درجات الحرارة، يثار تساؤل حول كيفية تعامل المصري القديم مع الشتاء، لا سيما وأن معظم الصور الموجودة على جدران المعابد تظهر المصريين القدماء بأزياء خفيفة تناسب الصيف، فكيف تعامل المصريون القدماء مع فصل الشتاء؟
يجيب عن هذا التساؤل المؤرخ المصري بسام الشماغ قائلا "إن المصري القديم عرف الشتاء، والرياح والأعاصير، والثلوج، وذكرها في كتاباته الهيروغليفية، حيث قسم السنة لثلاث فصول موسم "الآخت"، وهو موسم الفيضان وكانت مدته 4 أشهر، وهو أول موسم في العام، ثم موسم "البريت"، والبعض كان يشبه هذه الكلمة بكلمة برد الحالية، والموسم الثالث موسم "الشمو"، وكل موسم 4 أشهر لتكتمل شهور السنة 12 شهرا".
وأضاف أن "رؤية الناس للمصري القديم بملابس خفيفة وشفافة، في الرسومات بالمعابد والمقابر المصرية القديمة، جعل البعض يتساءل لماذا لم يلبس لبسا شتويا ولماذا كان الجو حارا دائما في مصر القديمة؟".
وأكد المؤرخ أن المصري القديم ارتدى بالفعل الملابس الشتوية الثقيلة، الأمر الذي يتضح في رسمة فرعونية تبين 4 سيدات يرتدين الملابس الثقيلة مع "شال" له لون بني مائل إلى الإحمرار، وأخرى بملابس بنية فاتحة مائل للاصفرار، وهذه الألوان الداكنة تناسب الشتاء، ولم يكن يرتدي طوال الموسم الكتان الشفاف الخفيف".
وبين أن "صور ارتداء الملابس الشتوية تظهر في مقبرة لرجل اسمه "ايمين إم إنت" وصاحب هذه المقبرة كاهن، في معبد "بتاح - سكر" للملك "إيمنحوتب الثالث" في الأسرة 18، وهو والد "إخناتون" وجد "توت عنخ آمون"، والمقبرة في البر الغربي للأقصر، وزوجة هذا الكاهن اسمها "نيفرتيري" وهي منشدة دينية للإله "إيمن" وفي صورها في المقبرة كانت تلبس ملابس طويلة مغطاة لونها يميل إلى الأحمر".
وتابع الشماغ بالقول: "إذا ذهبت إلى متحف الأقصر ستجد جوارب مصرية قديمة تم تصميمها بحيث يكون إبهام القدم منفصل عن باقي الجورب، حتى يعطي الحرية للبسه كـ"شبشب" - حذاء خفيف، ليس له كعب، يمكن ارتداؤه ونزعه بسهولة، وكان هذا النوع من الجوارب مصنوع من قماش سميك، يدل على أنه كان يتم ارتداءه في جو البرد وعمره يزيد عن 3300 عام، وهو في حالة جيدة للغاية من الحفظ، وهناك أمثلة كثيرة على الملابس الشتوية التي كان يرتديها المصريون".
لماذا لا نرى صور الفراعنة بالملابس الشتوية؟
وحول السبب في عدم رؤية المصريين على جدران المعابد بالملابس الشتوية يؤكد الشماغ أنه "ما حدث أن الناس تزور المقابر الشهيرة، فربما عدم زيارة المقابر التي تظهر فيها الملابس الشتوية هو سبب تعود الرائي على رؤية الملابس الخفيفة فقط، كما أن هناك عاملا آخر وهو أننا لم نكتشف من الآثار المصرية القديمة سوى 1 بالمئة فقط كما ذكرت العالمة "سارة باركاك" وهي تعمل مع وكالة ناسا وتعتمد على صور الأقمار الصناعية في إخراج الآثار ووضع الإحصائيات وخرجت علينا في عام 2016 بإحصائية غاية في الأهمية تقول فيها إننا لم نكتشف من الآثار المصرية القديمة سوى ما نسبته 1 بالمئة فقط".
وأشار إلى أن "الصور على المقابر تجسد صورة المصري القديم وهو يفلح الأرض بملابس خفيفة من الكتان مع زوجته، لها سبب كان يعتقد أنه يعمل في حقول الجنة، لكن هذه الملابس لا تعبر عن ملابسه في حياته اليومية العادية، وهناك أدلة على وجود ملابس شتوية من أعلى مستوى، مثل جلود الماشية، وجلود الماعز الجبلي، والظباء الأبقار بأنواعها المختلفة، والثيران، وشعر الخيول، وصور هذه الحيوانات مرسومة في المقابر القديمة بامتياز، كذلك فإن ارتداء المصري القديم طبقات مختلفة من الكتان كانت تكفي لتدفئته".
وأردف الشماغ: "تم اكتشاف عدد كبير من الصدريات التي يرتديها الرجال النساء وكانت مزركشة بالنقوش الذهبية والأحجار الكريمة وشبه الكريمة ما يجعلها ثقيلة، وكانت تعلق على الأكتاف مثل الملابس الداخلية في الوقت الحاضر، وهي تستخدم في تدفئة منطقة الصدر بشكل كبير، كما يوجد في متحف ليفربول شيء يشبه الحزام وهو مصنوع من الكتان طوله يزيد عن 5 أمتار، يرجع للملك "رمسيس الثالث" وهو في حالة ممتازة، واعتقد العلماء بسبب طوله أنه حزام عسكري، وكان بسبب طوله يمكن لفه من البطن حتى الصدر ما يجعله يوفر حماية وتدفئة للجسم في نفس الوقت".
التغيرات المناخية في مصر
ولفت المؤرخ إلى أن "مصر منذ آلاف السنين مرت بتغيرات مناخية كبيرة فالطقس استمر لمئات السنين مطير، حيث نبتت حشائش السافانا، وعاشت بعض الحيوانات مثل الزراف، والنعام، والأسود، والنمور، والفهود والفيلة، وظهرت هذه الحيوانات في النقوش الصخرية حيث كان يصطادها المصري القديم باستخدام السهم والقوس، وحدوث تغير مناخي وتصحر جعل هذه الحيوانات تنسحب من مصر القديمة وتتجه جنوبا، حيث تتوفر الماء والخضرة، كما اختفى طائر الفلامينغو والنعام بسبب التغير المناخي".
وتابع المؤرخ المصري بالقول: "عرف المصري القديم الأعاصير وهي موجودة في نبوءة "نفرتي" والتي ذكرت فيها وجود غمامة غطت الشمس كما كانت هناك أعاصير".