رجل الأكياس، أو العم جوشي، أياً كان ما يطلقه عليه المجتمع الهندي، فهو لا يحتاج إلى مقدمة الآن، وربما أصبح مثالاً ساطعاً على كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لإحداث تغيير إيجابي في حياة الناس الذين تضرروا من أزمة «كورونا»، أو غيرها من الأزمات التي قد تعرقل مسيرة القتال من أجل الحياة.

في الأيام الأخيرة، اجتمع مستخدمو الإنترنت بطرق لم يسبق لها مثيل من قبل، لتغيير حياة بائعي الأغذية على جانب الطريق، وأصحاب الأعمال الصغيرة، الذين تضرروا بشدة من وباء «كورونا» (كوفيد 19).

كل يوم تقريباً تظهر مقاطع فيديو جديدة لأشخاص ضربتهم الأزمة، يبيعون منتجاتهم على سطح الطريق على وسائل التواصل الاجتماعي، مع مناشدات للمساعدة من القائم بالتحميل.

كان «بابا كا دابا» من دلهي، و«كانجي بادي والا» من أغرا، وبائع جهالموري البالغ من العمر 86 عاماً في فريد أباد، وبائع الطعام في دهوبري البالغ من العمر 85 عاماً، مجرد بعض الأشخاص الذين شارك البعض قصصهم على وسائل التواصل الاجتماعي، كمثال حي على المثابرة، حتى ظهرت قصة العم جوشي، أشهر بائع متجول في مدينة مومباي الهندية.

شارك مستخدم «تويتر»، يدعى غوري، قصة العم جوشي، الذي يبيع الأكياس المعاد تدويرها مصنوعة من قماش النفايات، وقال في تغريدة، إن المسن البالغ من العمر 88 عاماً، يبيع سلعه مقابل 40-80 روبية في شارع فاديكي في دومبيفيلي بمدينة مومباي، ومن هنا، بدأت شهرة العم جوشي تتضاعف، ليصبح رمز ومصدر إلهام للعديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب صلابته، وقدرته على القتال من أجل الحياة في هذا العمر.

يقوم العم جوشي بجولة يومية على محلات الملابس أو الستائر، ليجمع القطع التي لا تصلح للبيع، ومن ثم يبدأ مهمته بحياكة تلك الأقمشة على شكل أكياس قماشية بأحجام مختلفة، ويقوم بتصنيفها وترتيبها، قبل أن يخلد للنوم، وفي الصباح الباكر، يحمل أغراضه، ويتوجه إلى مكانه المعروف للمارة، ويبدأ في بيع الأكياس، حتى ينتهي منها في المساء، ليقوم مجدداً بجولته على محلات الملابس، لتبدأ دورة جديدة.

يقول العم جوشي: إن «مواقع التواصل الاجتماعي ساعدته في زيادة نشاطه»، وأضاف في سياق آخر، أنه قام بأداء مهمته كأب على أكمل وجه، فأبناؤه الثلاثة، ينعمون بحياة مستقرة، وأصبح لكل منهم حياة مستقلة.