إرم نيوز
يعتبر المطرب والمغني اللبناني العالمي سامي كلارك، الذي توفي اليوم الأحد عن عمر ناهز 74 عاما، من أعلام الغناء الغربي والعربي، حيث أسس لنفسه شخصية فنية مختلفة عن فناني عصره، وانطلق للغناء بلغات عدة.

ورفع سامي كلارك اسم لبنان عاليا في الكثير من المحافل الدولية، لكنه لم يأخذ حقه في الإعلام الحديث، وبمجرد ظهور القنوات الفضائية التي صنعت نجوما جددا، انتهت حقبة ممتدة لفنانين لامعين، ظهروا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وكان من بينهم سامي كلارك، حيث اقتصر ظهوره على بعض الحوارات التلفزيونية القليلة، ليعيد غناء أغانيه القديمة.

صوت أوبرالي

تميز الفنان سامي كلارك بصوته الأوبرالي الواسع المدى، والشديد الخصوصية في التحكم بدرجات الصوت، ما جعله من أهم الفنانين اللبنانيين المعاصرين، وسهل من وصوله للعالمية، حيث قدم الكثير من الأغنيات الناجحة، والتي انتشرت عبر أرجاء العالم.

ولد الفنان الراحل يوم 19 مايو/ أيار 1948، في قرية ضهور الشوير، ونشأ وتعلم في مسقط رأسه في قضاء جبل لبنان شمالي البلاد، واسمه الحقيقي سامي حبيقة، لكنه لقب نفسه بسامي كلارك، ليعزز من هويته الفنية التي انطلق من خلالها بالغناء باللغات الأجنبية خلال أواخر ستينيات القرن الماضي.

وكان لنشأته في بيت ينقسم بين الفن والعسكرية، سبب رئيس في ابتعاده عن عالم الفن، حيث عزفت والدته البيانو في طفولته، لكن ممانعة والده العسكري لاحترافه الغناء، أدت لاتجاهه لدراسة الحقوق في جامعة القديس يوسف في بيروت، وفي عامه الدراسي الثالث في الجامعة، هجر الكلية، وتفرغ للغناء والموسيقى.

غنى سامي كلارك بالإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، والأرمنية، والألمانية والروسية، وتمكن من المزج بينها وبين اللغة العربية في الغناء، وسخر خامة صوته الواسعة للأداء بشكل أوبرالي مميز، ما جعله يأخذ مكانة رفيعة بين أبرز نجوم الغناء العالمي، واشتهر بأغنية ”موري موري“ والتي غناها بالإنجليزية، ولحنها له الملحن اللبناني إلياس الرحباني، وساهمت في سطوع اسمه في الغناء العالمي.

المهرجانات الغربية

بدأ كلارك رحلته مع النجومية العالمية في عام 1970، بالغناء في مهرجان فني في اليونان، عبر الأغنية الفرنسية ”جاميس جاميس“، ومن ثم شارك في العديد من المهرجانات الغربية، وكرست هذه المشاركات من مكانته بين أقرانه من الفنانين العالميين.

وفي عام 1980، شارك كضيف شرف في فيلم ”آخر الصيف“، وقدم خلاله أغنية ”موري موري“، وبين عامي 1970 و1988، انطلق كلارك للمشاركة في المهرجانات العالمية، وحاز على المرتبة الأولى في مهرجان ألماني فني، عام 1979، وفي النمسا عام 1980، وفي بلغاريا عام 1981.

مشوار فني طويل

ذاع صيت سامي كلارك لسنوات طويلة من خلال ما قدمه من أعمال فنية لافتة، فقد وصل عدد أغانيه إلى 712 أغنية متنوعة ما بين العربي والأجنبي، وتشكلت موضوعات أغانيه بين الوطني والصلوات والأغاني الخاصة بالأطفال.

فغنى بالعربية ”قومي تنرقص يا صبية، بتتذكريني، أنا جاي من الأحزان، موطني موطني، خبي عيونها خبيها، الليلة بدي أتزوج، أمي، أرضنا أرض البطولة، يا أم الخلخال الدهب، البنت الحلوة، في سبيل المجد وغيرها“.

كما غنى الراحل أغنية الشارة للمسلسل الكرتوني الشهير ”جزيرة الكنز“، وكذلك أغنية المسلسل الكرتوني ”غراندايزر“، وغنى خلاله أغنية ”علي علي بطل فيلد“. كما قدم كلارك العديد من الألحان الخاصة به خلال مسيرته الفنية.

وفي سنواته الأخيرة، اتجه كلارك للعمل الخيري مع جمعية ”مار منصور“، بتعليم الدروس الموسيقية، وقام بإحياء عدد قليل من الحفلات.