أعلن كبير قائدي الأوركسترا في مسرح "البولشوي" الروسي الشهير، توجان سوخيف، استقالته من منصبه كقائد لأوركسترا في مدينة تولوز الفرنسية، الأحد 6 مارس/آذار 2022، على خلفية ضغوط تعرض لها بسبب موقفه من الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وطُلب من سوخيف أن يدين بلاده روسيا بسبب هجومها على أوكرانيا مؤخراً، أو يغادر منصبه، وهو الأمر الذي رجحه في نهاية المطاف كما يبدو.
وكشف سوخيف عن قراره عبر منشور باللغة الإنجليزية عبر "فيسبوك"، أشار فيه إلى أنه استقال كذلك من منصبه كمدير موسيقي لمسرح بولشوي في موسكو، قائلًا: "أعلم أن الكثير من الناس ينتظرون أن أعبِّر عن موقفي مما يجري حالياً" (في أوكرانيا).
سوخيف أوضح أنه كان بين خيارين وأنه وجد نفسه "مضطراً لاتخاذ خيار، واختيار واحدة من عائلتي الموسيقيتين على الأخرى. ويُطلب مني اختيار تقليد ثقافي على الآخر".
"طلبوا مني تفضيل تراث على آخر"
سوخيف بدا متأسفاً على قرار استقالته ملمحاً إلى أنه خُيِّر بين تفضيل تراث ثقافي على آخر.
وحاول سوخيف توجيه رسالة تفيد بأنه يصطف إلى جانب السلام لا الحرب، حيث قال في المنشور ذاته إنه لم يؤيد على الإطلاق أي نزاع، وإنه سيكون دائماً ضد أي نزاع تحت أي شكل من الأشكال.
وأضاف: "بعض الناس يشككون في رغبتي في السلام، ويعتقدون أنني كموسيقي يمكنني التحدث عن أي شيء آخر غير السلام على كوكبنا، هو أمر صادم ومهين بالنسبة لي".
كما استنكر سوخيف "الطريقة التي يتعامل بها زملاؤه والفنانون والممثلون والمغنون والراقصون والمخرجون" ووصفها بأنها "معاملة غير لائقة ويقعون ضحايا ثقافة الإلغاء".
وفي التأكيد على أنه طلب منه التفضيل بين تراث ثقافي على آخر، تعجب سوخيف فيما لو كان سيُطلب منه في الغد الاختيار بين تشايكوفسكي وسترافينسكي وشوستاكوفيتش وبيتهوفن، وبرامز وديبوسي. وهذا ما يحدث بالفعل في بولندا، الدولة الأوروبية، حيث الموسيقى الروسية ممنوعة.
هذا الاختيار الصعب والترجيح المستحيل بنظر سوخيف دفعه لتقديم استقالته من منصبيه كمدير موسيقي لمسرح بولشوي في موسكو ومدير الأوركسترا الوطنية لمسرح كابيتول بفرنسا.
وختم سوخيف بيانه الطويل بالتأكيد على أنه "نحن الموسيقيين سفراء السلام، وبدلاً من استخدامنا وموسيقانا لتوحيد الأمم والشعوب، نحن منقسمون ومبعدون".
سوخيف على خطى غيرجيف
وعلى غرار سوخيف، كان فاليري غيرجيف المايسترو الروسي الشهير والصديق المقرب من الرئيس الروسي بوتين، قد تعرض هو الآخر لضغوط من قبل السلطات الألمانية قبل أن تلجأ الأخيرة لإقالته.
حيث أعلن عمدة ميونخ الألمانية الثلاثاء 1 مارس/آذار 2022 ، إقالة القائد الروسي لأوركسترا ميونخ الفيلهارمونية، فاليري غيرجيف، بسبب ما وصفه بـ"الدعم الصريح للرئيس فلاديمير بوتين".
كما أوضح عمدة ميونخ في البيان ذاته، أنه أقال غيرجيف بأثر فوري، وأنه لن تقام بعد الآن حفلات موسيقية لأوركسترا ميونخ تحت قيادته.
لكن في المقابل كان العديد من الفنانين الروس أعلنوا تعليق حفلاتهم في بلدهم الأم روسيا، تضامناً مع أوكرانيا بعد الغزو الروسي لها، من بينهم الفنان الروسي فاسيلي بيترينكو المدير الفني في أوركسترا السيمفونية الأكاديمية التابعة للدولة في الاتحاد الروسي.
هذه الخطوات ومثلها الكثير في عالم الرياضة أيضاً، تشير إلى أن آثار الهجوم الروسي على أوكرانيا والعقوبات التي فُرضت على موسكو بسبب ذلك لم تقتصر على مجالات السياسة والاقتصاد فحسب، بل بلغت عالمي الفن والموسيقى أيضاً.
{{ article.visit_count }}
وطُلب من سوخيف أن يدين بلاده روسيا بسبب هجومها على أوكرانيا مؤخراً، أو يغادر منصبه، وهو الأمر الذي رجحه في نهاية المطاف كما يبدو.
وكشف سوخيف عن قراره عبر منشور باللغة الإنجليزية عبر "فيسبوك"، أشار فيه إلى أنه استقال كذلك من منصبه كمدير موسيقي لمسرح بولشوي في موسكو، قائلًا: "أعلم أن الكثير من الناس ينتظرون أن أعبِّر عن موقفي مما يجري حالياً" (في أوكرانيا).
سوخيف أوضح أنه كان بين خيارين وأنه وجد نفسه "مضطراً لاتخاذ خيار، واختيار واحدة من عائلتي الموسيقيتين على الأخرى. ويُطلب مني اختيار تقليد ثقافي على الآخر".
"طلبوا مني تفضيل تراث على آخر"
سوخيف بدا متأسفاً على قرار استقالته ملمحاً إلى أنه خُيِّر بين تفضيل تراث ثقافي على آخر.
وحاول سوخيف توجيه رسالة تفيد بأنه يصطف إلى جانب السلام لا الحرب، حيث قال في المنشور ذاته إنه لم يؤيد على الإطلاق أي نزاع، وإنه سيكون دائماً ضد أي نزاع تحت أي شكل من الأشكال.
وأضاف: "بعض الناس يشككون في رغبتي في السلام، ويعتقدون أنني كموسيقي يمكنني التحدث عن أي شيء آخر غير السلام على كوكبنا، هو أمر صادم ومهين بالنسبة لي".
كما استنكر سوخيف "الطريقة التي يتعامل بها زملاؤه والفنانون والممثلون والمغنون والراقصون والمخرجون" ووصفها بأنها "معاملة غير لائقة ويقعون ضحايا ثقافة الإلغاء".
وفي التأكيد على أنه طلب منه التفضيل بين تراث ثقافي على آخر، تعجب سوخيف فيما لو كان سيُطلب منه في الغد الاختيار بين تشايكوفسكي وسترافينسكي وشوستاكوفيتش وبيتهوفن، وبرامز وديبوسي. وهذا ما يحدث بالفعل في بولندا، الدولة الأوروبية، حيث الموسيقى الروسية ممنوعة.
هذا الاختيار الصعب والترجيح المستحيل بنظر سوخيف دفعه لتقديم استقالته من منصبيه كمدير موسيقي لمسرح بولشوي في موسكو ومدير الأوركسترا الوطنية لمسرح كابيتول بفرنسا.
وختم سوخيف بيانه الطويل بالتأكيد على أنه "نحن الموسيقيين سفراء السلام، وبدلاً من استخدامنا وموسيقانا لتوحيد الأمم والشعوب، نحن منقسمون ومبعدون".
سوخيف على خطى غيرجيف
وعلى غرار سوخيف، كان فاليري غيرجيف المايسترو الروسي الشهير والصديق المقرب من الرئيس الروسي بوتين، قد تعرض هو الآخر لضغوط من قبل السلطات الألمانية قبل أن تلجأ الأخيرة لإقالته.
حيث أعلن عمدة ميونخ الألمانية الثلاثاء 1 مارس/آذار 2022 ، إقالة القائد الروسي لأوركسترا ميونخ الفيلهارمونية، فاليري غيرجيف، بسبب ما وصفه بـ"الدعم الصريح للرئيس فلاديمير بوتين".
كما أوضح عمدة ميونخ في البيان ذاته، أنه أقال غيرجيف بأثر فوري، وأنه لن تقام بعد الآن حفلات موسيقية لأوركسترا ميونخ تحت قيادته.
لكن في المقابل كان العديد من الفنانين الروس أعلنوا تعليق حفلاتهم في بلدهم الأم روسيا، تضامناً مع أوكرانيا بعد الغزو الروسي لها، من بينهم الفنان الروسي فاسيلي بيترينكو المدير الفني في أوركسترا السيمفونية الأكاديمية التابعة للدولة في الاتحاد الروسي.
هذه الخطوات ومثلها الكثير في عالم الرياضة أيضاً، تشير إلى أن آثار الهجوم الروسي على أوكرانيا والعقوبات التي فُرضت على موسكو بسبب ذلك لم تقتصر على مجالات السياسة والاقتصاد فحسب، بل بلغت عالمي الفن والموسيقى أيضاً.