وكالات
في اليوم العالمي للمرأة العام الماضي، سارت النساء الأوكرانيات في شوارع كييف يطالبن بالمساواة بين الجنسين، لكن هذا العام تغير المشهد، حيث وقفت النساء إلى جانب الرجال في صد عدو شن الحرب على حين غرة.

بعد أن أصابت قذائف الهاون الروسية نهاية الأسبوع الماضي جسراً كان يستخدمه مدنيون للفرار من بلدة إربين غربي كييف وتقطعت الأوصال بهم، توجهت النائبة الأوكرانية كيرا روديك ( 36 عاماً) بسيارتها إلى هناك ونقلت ومتطوعين آخرين أكبر عدد ممكن من اللاجئين إلى أماكن أكثر أماناً، وقالت: «كان لا بد من المساعدة».

وتضيف المرأة القوية: «في وقت كان يخطط الرئيس الروسي للحرب لم يعتقد أن نساء أوكرانيا سيقفن بالمرصاد ويبقين للدفاع عن منازلهن»، وتابعت: «نحن بحاجة لحماية أرضنا، فلماذا أرحل؟».

ليس هذا فحسب، فقد قررت النائبة المدرجة في قائمة قتل أعدها بوتين التدرب على استخدام السلاح.

دعم وإمدادات

روديك ليست وحدها من قررت البقاء في المعركة، فمنذ بدء الغزو تطوع عدد كبير من النساء في الجيش وقررت أخريات تقديم الدعم على طريقتهن في تأكيد أن المرأة كالرجل تستطيع الدفاع عن أرضها.

فاسيلينا دومان (35 عاماً) صحافية أوكرانية تدير إحدى مواقع التواصل الاجتماعي، ومع بدء الحرب استغلت مهنتها وتواصلت مع أصدقاء في بولندا وجمهورية التشيك لجمع الأموال وشراء العتاد والأسلحة. من ثم تتواصل مع الجيش وتبحث عن سائقين مستعدين لتسليم المعدات.

أما ناديكة سوخة (25 عاماً) فقدمت دعماً من نوع آخر، حيث عملت وآخرين على توصيل الإمدادات الطبية لجميع أنحاء كييف.

قبل الحرب كانت تعمل مديرة علاقات عامة، أما الآن فتقضي أيامها في التواصل مع أشخاص ومؤسسات في أنحاء أوروبا في محاولة لتوصيل المسكنات والمضادات الحيوية والمطهرات إلى كييف.

هذا بلدي

تينا بيريسونكو عالمة وكاتبة (39 عاماً)، لم تستخدم السلاح مطلقاً، لكنها وجدت نفسها تشتري سكيناً صغيراً من متجر محلي والبقاء في كييف تضامناً مع القوات الأوكرانية.

وتعيش المرأة مع زوجها وصديقة أخرى بالقرب من برج تلفزيون كييف، لكنها اضطرت أخيراً للاختباء تحت الأرض بعد قصف البرج، وقالت: «كان من الممكن أن أغادر، لكن هذه مدينتي وهذا بلدي».

وتتابع: «صحيح أن الأيام القليلة الأولى كانت مخيفة وكنا في حالة صدمة نفسية وجسدية لكن خططت للبقاء والاستمرار في العمل»، واليوم تكتب كتاباً وتصر على أن الحرب لن تعترض طريقها.

من جانبها، تقول المحامية أولكساندرا ماتفيتشوك: «أعمل ليلاً نهاراً على توثيق شهادات أشخاص شهدوا قصف المدنيين»، وتتابع: «بالتأكيد، لدي مخاوف لكن هناك الكثير من الأشخاص الذين أحبهم وقرروا البقاء وأنا كذلك».

حتى ننتصر

أما السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكي فتؤكد أن المقاومة في البلاد لها وجه أنثوي خاص، ذلك لأن النساء في أوكرانيا أكثر عدداً من الرجال بنحو مليونين. وأشادت أولينا بالنساء الأوكرانيات: «أنحني لمواطنات رائعات، يعالجن ويطعمن ويواصلن أداء وظائفهن المعتادة حتى تستمر الحياة وننتصر.. وأخريات يأخذن الأطفال إلى الملاجئ دون ذعر ويلدن في الملاجئ».