بدأ محتالو الإنترنت في استغلال رغبة الناس حول العالم في مساعدة الأوكرانيين المحتاجين في ظلّ النزاع بين روسيا وأوكرانيا. ولاحظ باحثو كاسبرسكي على مدار الأسبوع الماضي كثافة في أنشطة الاحتيال بانتشار العديد من صفحات التبرّع الوهمية على الويب. ويمنع هذا النشاط الاحتيالي من وصول التبرعات إلى المنظمات الرسمية والمحتاجين. وتذكّر كاسبرسكي مستخدمي الإنترنت بتوخي الحذر والتحقّق من طبيعة الجهات التي يعتزمون تقديم التبرعات لها.

تحدث عمليات الاحتيال التي تستهدف العمل الخيري على مدار السنة، وغالبًا ما تتخذ شكل الاستجابة لكوارث أو حالات طوارئ واقعية، وهو ما ينطبق على الصراع في أوكرانيا. وأفاد باحثو كاسبرسكي بوجود العديد من صفحات التصيّد التي تنتحل صفات مواقع أصلية لجمعيات خيرية وجهات رسمية عاملة في مجال جمع التبرعات. ولا يقتصر محاولات الاحتيال على سرقة أموال المتبرعين وبياناتهم المصرفية فقط، فإنها تحرم المنظمات الرسمية من التبرعات.

تفتقر معظم صفحات التبرع المزيفة إلى أية معلومات حول منظمي جمع التبرعات أو متلقيها أو أية مستندات أخرى تثبت شرعية عملهم، ولا شيء يمكن فعله عند زيارتها سوى التبرّع. ويُعتبر افتقار هذه المعلومات نذير خطر قد تنتهي بالمستخدمين إلى خسارة أموالهم لصالح المحتالين.

مثال على صفحة تصيد تعرض التبرع بالمال

ويحرص المحتالون من تمكن المستخدمين تحويل الأموال بسهولة، ويتيحون أمامهم خيارات التحويلات المالية الطوعية من بطاقات الائتمان وحسابات العملة الرقمية.

مثال على صفحة تصيّد تعرض التبرع بعملة البيتكوين

وغالبًا ما يستخدم المحتالون تكتيكات "الضغط العالي"، مثل الإلحاح واستخدام لغة شديدة الانفعال. وانتحل المحتالون في رسائل البريد الجماعي غير المرغوب فيه، التي رصدتها كاسبرسكي، صفة ضحايا النزاعات، متظاهرين بالسعي للحصول على مساعدات مالية لأسرهم. وتوسل المحتالون في ظلّ إغلاق البنوك من أجل تحويل الأموال من خلال البيتكوين تاركين عناوين محافظ عملاتهم الرقمية.

كذلك جعل المحتالون جمع التبرعات المالية يبدو أجدر بالثقة، من خلال استغلال أسماء العلامات التجارية المعروفة والمشاهير، نظرًا لمَيل الناس إلى اتباع الأفراد الذين يقتدون بهم والعلامات التجارية التي يثقون بها.

مثال على محاولة جمع تبرعات احتيالية تزعم أنها تتلقى الدعم من إيلون ماسك

وأشار ديفيد إم الباحث الأمني الرئيسي لدى كاسبرسكي، إلى أن الرغبة في مساعدة الآخرين "أمر نبيل"، قائلًا إن المحتالين لا يفوّتون أية فرصة إلا ويستغلونها لصالحهم. وأضاف: "رأينا خلال الأسبوع الماضي محاولة المحتالين في نشر العديد من الصفحات الخيرية المزيفة وسرقة الأموال وبيانات الاعتماد من المستخدمين الراغبين في تقديم العون للمحتاجين، لذا من المهم الحرص على أن يذهب التبرع إلى مستحقيه، وبالتالي، التحقق دائمًا من شرعية حملة جمع التبرعات التي نشترك فيها".

ويوصي خبراء كاسبرسكي المستخدمين باتباع التدابير التالية لحماية أنفسهم من محاولات الاحتيال التي تستهدف المتبرعين للعمل الخيري:

التحقق من سلامة موقع الويب الخاص بالجهة الخيرية من خلال في قاعدة بيانات معروفة للتأكّد من شرعيتها، فالمؤسسات الخيرية مسجلة رسميًا. لذا ينبغي التحقق من بيانات موثوقية المؤسسة.

الاتصال بالمؤسسات الخيرية مباشرة للتبرع. وللتبرع عبر الإنترنت، يوصى بكتابة عنوان موقع المؤسسة الخيرية على الويب بدلًا من النقر فوق رابط.

إذا لم تكن متأكدًا من المنظمة ، فارجع إلى المنظمات العالمية المعروفة التي تقدّم الدعم الإنساني مثل الصليب الأحمر.

من غير المرجّح أن يتصل بك مباشرة الأفراد الذين تأثروا بالأزمة من أجل الحصول على المال، لأنهم غرباء لا يعرفونك، لذا توخَّ الحذر من طلبات إرسال الأموال.

ابقَ يقظًا، فقد يبدو موقع الويب المزيف مطابقًا لموقع خيري حقيقي، فيما تكون تفاصيل مكان إرسال التبرعات هي الاختلاف الوحيد. وغالبًا ما تشير الأخطاء الإملائية أو النحوية إلى كون الصفحة مزيفة.

توخَّ الحذر على وسائل التواصل الاجتماعي، وتُعدّ مفيدة للجمعيات الخيرية للتواصل مع الجمهور وطلب التبرعات. لكن لا تفترض أن طلب التبرع على Facebook أو Twitter أو Instagram أو YouTube يصبح سليمًا لمجرد أن صديقًا لك قد أعجبه أو شاركه، وعليك التأني في التحقق من سلامة الجهة.