شارك الفنان التشكيلي الدكتور خلدون أباحسين بخمسة لوحات فنية في المعرض التشكيلي المقام على هامش فعاليات المؤتمر الدولي السابع لنخيل التمر والذي عقد في قصر الإمارات بأبو ظبي في الفترة ما بين 14-16 مارس، وذلك بتكليف من الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، حيث نالت اللوحات اعجاب واستحسان كافة الحضور والمشاركين في المؤتمر.

وقد أعرب الدكتور خلدون عن سعادته البالغة بالمشاركة في هذا الحدث العلمي الهام، موجهًا الشكر للقائمين على جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي وعلى رأسهم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش رئيس مجلس أمناء الجائزة والدكتور عبد الوهاب زايد الأمين العام على إتاحة الفرصة له للمشاركة في هذا الحدث الهام.

وأضاف: إن اللوحات الخمسة مستوحاة من أقوال أصحاب السمو حكام وشيوخ الامارات الكرام حيث تجتمع في أقوالهم (أعطوني زراعة أضمن لكم حضارة) للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، ومقولة (الإنسان هو الثروة الحقيقية لهذا البلد قبل النفط وبعده) لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ومقولة (عبقرية الشيخ زايد في الزراعة تكمن في تحدي المستحيل) لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومقولة (نسعى لترسيخ مفهوم التنمية الزراعية المستدامة وضمان الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية الزراعية) لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الداعم الأول لزراعة النخيل وإنتاج التمور، ومقولة (التسامح والتعايش منهج حياتنا) لمعالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، وهي كلها من الأقوال السديدة لحكام وشيوخ الإمارات الكرام والتي يجتمع فيها عمق حكمتهم وحنكتهم وتتطابق فيها عظيم أقوالهم وأفعالهم، لتشكل دربًا ومنهجًا يسيرون عليه أبناءً بعد آباء، وأحفادًا بعد أجداد، وحكامًا بعد حكام، يتوارثون فيه القيم والمبادئ السامية، ويحملون أمانة الراية وعزم الرجال، ويحفظون العهد والهوية، ممهدين السبيل إلى الأحسن والأفضل ضمن جنبات المستقبل الأجمل.

فحين تدنو الأعين لتدقق النظر في اللوحات، تجدها تأسر الإحساس وهي الصموتُ، حيث تتمازج فيها جمالية مفردات العمارة وتفاعلها مع الفن التشكيلي في ظلال أشجار النخيل المباركة، لتلقي الضوء على العلاقة المتأصلة ما بين العمارة والتشكيل في البيئة الإماراتية العربية الأصلية ذات التفاصيل الرائعة الممتدة عبر السنين، والتي تجسد أنموذجًا فريدًا لذوبان العمارة في بوتقة ألوان متألقة للوحاتٍ تتمايل تفاصيلها على دفق المشاعر ورهفة الإحساس المتوغل في عمق الموروث الحضاري العريق، لتغدو اللوحات تجربة بصرية شيقة وممتعة، متزينة بحلة جميلة متفردة، تتيح للعين رؤية باقات غير التي ألفت رؤيتها، والتمتع بسحر الفن المتناغم والأبداع المتناسق مع حروف الخط العربي الأخاذة، الذائبة مع القباب والأسطح والجدران والأقواس والنوافذ والشرفات، لتروي عطش الجوارح وتدنو إلى المنبع الأحلى حيث النخلة المباركة التي يكتنفها سر الحياة بمختلف مراحلها، ويغلفها الشوق والحنين ويتغنى بها الأمل والتفاؤل المنبثق من البيئة الإماراتية وخصوصية مفردات الحياة فيها؛ والتي تشكل شجرة النخلة المعلم الأكثر حضوراً وتميزًا في ماضيها وتاريخها وحاضرها الذي تتجسد من خلاله جذور الأصالة وعمق الوفاء لكل ما رفدت به النخلة الإنسان الإماراتي من أسباب للعيش، والممتدة على مدى أجيال متعاقبة وعصور مديدة تحكي عفوية وتفاصيل ووجوه خصوصية النخلة وبقاءها حية في الذاكرة والوجدان، وذلك انطلاقًا من تراث الإمارات الأصيل والمتغلغلة جذوره في عمق التاريخ الذي يستمد منه حكام وشيوخ الإمارات الكرام الطاقة الملهمة للمضي قدمًا بخطى واثقة نحو مستقبل زاهر وواعد، كما ويعكس تشكيل اللوحات في عين الوقت مضمون مقولة كل شيخ من الشيوخ الكرام وبالكيفية التي تتلاءم مع مدلولات هذه الأقوال وعمق تأثيرها على منهج التطور الحضاري في الإمارات العربية المتحدة، فضلًا عن أهمية حجم المنجزات التي تم تحقيقها وفقًا لعمق مدلولات هذه الأقوال وعراقة تأثيراتها وذلك من خلال جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي...