بين 1.6 ليتر و2.1 ليتر للنساء و2 إلى 3 ليترات للرجال، هذه هي كمية الماء التي يجب شربها بشكل مثالي يومياً. والسبب هو أن الجسم يحتاج إلى إعادة شحن مخزونه من الماء، لأنه طوال اليوم يفرغ بالتعرق والبول والتنفس وما إلى ذلك.

ووفقاً لدراسة حديثة، نُشرت في مجلة القلب الأوروبية، فإن الحفاظ على رطوبة الجسم بشكل جيد يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بقصور القلب في المستقبل.

يعاني %2.3 من الفرنسيين البالغين من قصور في القلب، وفقاً للتأمين الصحي الفرنسي. ويتميّز هذا المرض بعدم قدرة عضلة القلب على أداء دورها الطبيعي في دفع الدم عبر الجسم، مما يؤثر على الأعضاء الأخرى، التي لم تعد تتلقى ما يكفي من الأكسجين أو العناصر الغذائية لتعمل بشكل صحيح.

وعندما يعاني المريض من قصور في القلب، فقد لا يعاني من أي عارض في البداية. ويتجلى تطور هذه الحالة المرضية بعد ذلك في التعب وضيق التنفس التدريجي (أولاً أثناء الأنشطة البدنية ثم في الأنشطة اليومية وحتى أثناء الراحة) والخفقان وما إلى ذلك.

ومع ذلك، بفضل الرعاية المناسبة، من الممكن إبطاء تقدم قصور القلب.

مستويات الصوديوم في الدم

تقول الدكتورة ناتالي ادميتريفا، أحد مؤلفي دراسة القلب الوطنية التي قادها معهد الرئة والدم في بيثيسدا (الولايات المتحدة): «تشير دراستنا إلى أن الحفاظ على الترطيب المناسب يمكن أن يمنع، أو على الأقل يبطّئ التغيرات في القلب التي تؤدي إلى قصور القلب».

وبالتالي، فإن الشرب الكافي للماء طوال الحياة يمكن أن يمنع ظهور هذا المرض.

ولكن لماذا؟ يعود السبب إلى مستويات الصوديوم في الدم، التي تكون مرتفعة لدى الأشخاص الذين لا يحصلون على ما يكفي من الماء، فيحاول جسمهم الحفاظ على القليل من الماء، مما ينشط العمليات التي تعزّز تطوّر قصور القلب.

للوصول إلى هذا الاستنتاج، قام العلماء بتحليل بيانات أكثر من 15000 مشارك، وكانت أعمارهم في بداية الدراسة بين 44 و66 عاماً، وفي النهاية تراوحت أعمارهم بين 70 و90 عاماً.

من الناحية المنهجية، قسم الباحثون المشاركين إلى أربع مجموعات بناءً على تركيز الصوديوم في دمهم، ثم سجلوا أولئك الذين أصيبوا بفشل القلب خلال حياتهم أو بتضخم البطين الأيسر بعد 25 عاماً، أي عندما يكون البطين الأيسر للقلب (الذي يلعب دوراً مهماً في ضخ الدم) سميكاً بشكل غير طبيعي.

وبينت النتائج أن الأشخاص الذين كان لديهم مستوى مرتفع من الصوديوم في الدم حول سن الأربعين، أي الذين لا يشربون ما يكفي من الماء، عانوا أكثر من قصور القلب أو تضخم البطين الأيسر في المستقبل.

لذلك يعتقد المؤلفون أن هناك صلة بين تركيز الصوديوم في الدم وتطور أمراض القلب هذه.