في علم الإدارة، وتحديداً عند الحديث عن «إدارة التغيير» وما تهدف إليه من عمليات «إصلاح وتطوير»، يكون عامل «الفشل» هو الأساس في كل شيء.
نعم؛ فالقاعدة الأساسية هنا تقول بأن «الفشل» يجب أن يكون بمثابة نقطة البداية لتحقيق النجاح، لكن وفق شرط مهم جداً لا يمكن تجاوزه، ويتمثل بأن يكون هناك «اعتراف صادق» بالفشل.
من لا يعترفون بالفشل، وهنا لست أعني من «يتحدون الصعاب» و«يعملون دون يأس» لتحقيق النجاح، بل أعني من «يفشلون فعلياً» في أعمالهم أو أداء مهماتهم بالأخص من يمتلكون زمام القيادة والإدارة، ومن لا يقرون في مقابلها بأنهم «فشلوا»، هؤلاء لا يمكن اعتبارهم «أدوات تصحيح»، أو أفراداً قادرين على الإصلاح، إذ المعادلة في أساسها كما بيناها أعلاه، وكما يعرفها العالم بأسره ضمن أدبيات علوم الإدارة، هذه المعادلة تقوم على أساس وجود «من يعترفون بفشلهم» بغية تصحيح المسارات التي أدت إليه.
لذلك كتبت سابقاً بأن خبراء العلوم الإنسانية يصفون «الفشل» بأنه خبرة إنسانية بحتة؛ إذ لولاه لما عرف الإنسان ما هو الصحيح في تلك المواقف التي مر بها، وعليه تقبل الفشل يعني البحث عن ماذا أخطأنا به، وما الذي يجب فعله، وما الذي يجب تجنبه.
الفشل لا يعني وجود أشخاص سيئين أو غير مؤهلين بالضرورة، إذ قد يكون عائداً إلى سوء في تسيير الأعمال، أو سوء في اتخاذ القرارات، أو سوء في تقدير الأمور المرتبطة بإدارة القوى البشرية والمالية، وهذه أمور قد يقع فيها أشخاص يمتلكون لربما المؤهلات وسنوات العمل وغيرها من أمور تجعلك تتوقع منهم الأفضل، لكن المشكلة بأنهم يعجزون عن تحقيق النجاحات، ويفشلون في الاستفادة من الفشل.
الاستفادة من الفشل أمر لازم في عمليات التغيير والتصحيح، وهو ما يعني تغيير الطرائق والأساليب، والكارثة تكون لدى البعض، أنه برغم الفشل فإنه يتم تكرار استخدام نفس الأساليب مع توقع تغيير النتائج، هنا لا توجد استفادة من الفشل، بقدر ما هو تكريس للفشل ذاته، بل تأصيل له وجعله سمة غالبة.
هنا لا يوجد أصدق من مقولة واضع نظرية النسبية العالم ألبيرت أينشتاين: «الغباء، هو فعل نفس الشيء مرتين، بنفس الأسلوب، ونفس الخطوات، وانتظار نتائج مختلفة».
لاحظوا بأنه قال «مرتين»، وعليه ماذا يمكن توصيف من يقوم بفعل نفس الشيء عشرات المرات، بنفس الأسلوب، ونفس الخطوات، وفي كل مرة ينتظر نتائج مختلفة، بل لربما يخرج ويعلن عن تحقق نتائج مختلفة بالفعل؟!
البعض يعتبر الفشل انتقاصاً من قدراته وأهليته في موقعه أو منصبه، وهو أمر غير صحيح، إذ ليست المصيبة بأن تفشل وأنت تعمل وتحاول وتجتهد، بل المصيبة أن تفشل وتصر على إقناع الآخرين بأن فشلك ليس سوى نجاح، وأن من يشير إلى فشلك ما هو إلا مغرض أو كاره أو مستهدف أو صاحب أجندة.
لدينا للأسف معادلة غريبة عجيبة، يمكن تلخيصها في عنوان قصير جداً، لكن مكنونه وتحليله يقودنا لتفكير أعمق بالضرورة، إذ في مجتمعاتنا قد تسود جملة: لدينا «مسؤول فاشل لكنه ناجح»! وهنا التفسير يحتمل اتجاهين، الأول بأنه فاشل في تحقيق بعض الأهداف، لكنه ناجح في تحويل الفشل إلى نجاح بعد دراسة أسبابه والتعلم منه. أما الاتجاه الثاني وهو الكارثي، فقد يفيد بأنه فاشل في عمله لكنه ناجح في تغليف فشله بهالة أو بهرجة إعلامية تصوره كنجاح باهر يخدع عيون من يرى دون تدقيق أو دراية بما يدور خلف الكواليس.
{{ article.visit_count }}
نعم؛ فالقاعدة الأساسية هنا تقول بأن «الفشل» يجب أن يكون بمثابة نقطة البداية لتحقيق النجاح، لكن وفق شرط مهم جداً لا يمكن تجاوزه، ويتمثل بأن يكون هناك «اعتراف صادق» بالفشل.
من لا يعترفون بالفشل، وهنا لست أعني من «يتحدون الصعاب» و«يعملون دون يأس» لتحقيق النجاح، بل أعني من «يفشلون فعلياً» في أعمالهم أو أداء مهماتهم بالأخص من يمتلكون زمام القيادة والإدارة، ومن لا يقرون في مقابلها بأنهم «فشلوا»، هؤلاء لا يمكن اعتبارهم «أدوات تصحيح»، أو أفراداً قادرين على الإصلاح، إذ المعادلة في أساسها كما بيناها أعلاه، وكما يعرفها العالم بأسره ضمن أدبيات علوم الإدارة، هذه المعادلة تقوم على أساس وجود «من يعترفون بفشلهم» بغية تصحيح المسارات التي أدت إليه.
لذلك كتبت سابقاً بأن خبراء العلوم الإنسانية يصفون «الفشل» بأنه خبرة إنسانية بحتة؛ إذ لولاه لما عرف الإنسان ما هو الصحيح في تلك المواقف التي مر بها، وعليه تقبل الفشل يعني البحث عن ماذا أخطأنا به، وما الذي يجب فعله، وما الذي يجب تجنبه.
الفشل لا يعني وجود أشخاص سيئين أو غير مؤهلين بالضرورة، إذ قد يكون عائداً إلى سوء في تسيير الأعمال، أو سوء في اتخاذ القرارات، أو سوء في تقدير الأمور المرتبطة بإدارة القوى البشرية والمالية، وهذه أمور قد يقع فيها أشخاص يمتلكون لربما المؤهلات وسنوات العمل وغيرها من أمور تجعلك تتوقع منهم الأفضل، لكن المشكلة بأنهم يعجزون عن تحقيق النجاحات، ويفشلون في الاستفادة من الفشل.
الاستفادة من الفشل أمر لازم في عمليات التغيير والتصحيح، وهو ما يعني تغيير الطرائق والأساليب، والكارثة تكون لدى البعض، أنه برغم الفشل فإنه يتم تكرار استخدام نفس الأساليب مع توقع تغيير النتائج، هنا لا توجد استفادة من الفشل، بقدر ما هو تكريس للفشل ذاته، بل تأصيل له وجعله سمة غالبة.
هنا لا يوجد أصدق من مقولة واضع نظرية النسبية العالم ألبيرت أينشتاين: «الغباء، هو فعل نفس الشيء مرتين، بنفس الأسلوب، ونفس الخطوات، وانتظار نتائج مختلفة».
لاحظوا بأنه قال «مرتين»، وعليه ماذا يمكن توصيف من يقوم بفعل نفس الشيء عشرات المرات، بنفس الأسلوب، ونفس الخطوات، وفي كل مرة ينتظر نتائج مختلفة، بل لربما يخرج ويعلن عن تحقق نتائج مختلفة بالفعل؟!
البعض يعتبر الفشل انتقاصاً من قدراته وأهليته في موقعه أو منصبه، وهو أمر غير صحيح، إذ ليست المصيبة بأن تفشل وأنت تعمل وتحاول وتجتهد، بل المصيبة أن تفشل وتصر على إقناع الآخرين بأن فشلك ليس سوى نجاح، وأن من يشير إلى فشلك ما هو إلا مغرض أو كاره أو مستهدف أو صاحب أجندة.
لدينا للأسف معادلة غريبة عجيبة، يمكن تلخيصها في عنوان قصير جداً، لكن مكنونه وتحليله يقودنا لتفكير أعمق بالضرورة، إذ في مجتمعاتنا قد تسود جملة: لدينا «مسؤول فاشل لكنه ناجح»! وهنا التفسير يحتمل اتجاهين، الأول بأنه فاشل في تحقيق بعض الأهداف، لكنه ناجح في تحويل الفشل إلى نجاح بعد دراسة أسبابه والتعلم منه. أما الاتجاه الثاني وهو الكارثي، فقد يفيد بأنه فاشل في عمله لكنه ناجح في تغليف فشله بهالة أو بهرجة إعلامية تصوره كنجاح باهر يخدع عيون من يرى دون تدقيق أو دراية بما يدور خلف الكواليس.