سؤال صريح ومباشر، كم منكم يدعو لمسؤوله، وكم منكم يدعو عليه؟!
لا نحتاج لإجابات معلنة هنا؛ إذ تكفي إجابة كل شخص مع نفسه من واقع خبرته.
وهنا حينما نسأل في هذا الجانب، فإننا نضع اليد على «جرح مؤلم» هو نتاج واقع أكثر إيلاماً في بعض قطاعات العمل، إذ بالفعل هناك من يدعو عليه الموظفون ليل نهار، والأسباب كثيرة وعديدة، وكلها ترتبط بـ«أساليب الإدارة» و«اختلال» ميزان العدالة وطريقة معاملة البشر.
لا يوجد أكثر جمالاً من ذاك المشهد الذي يغادر فيه مسؤول موقع عمله، فتجد غالبية الموظفين يتأثرون حزناً على رحيله، تراهم يحاولون بيان حجم الامتنان والتقدير الذي يكنونه لهذا المسؤول، والبعض قد يتعجب من هذا المشهد، ومبعث العجب أنه قد لا يقوم بنفس الفعل تجاه مسؤوله هو بالذات.
حينما تحاول سؤال الموظفين عن هذه التعابير وأسبابها، ستجد أن أبرز الإجابات تتركز بشأن «إنسانية» هذا المسؤول، وكيف أنه «محترم» في التعامل، وكيف أنه «عادل» في التقدير، وكيف أنه «نظيف» سواء إدارياً عبر قيادته المثالية، وكذلك «نظيف مالياً» لأنه أشد المحافظين والحريصين على المال العام للدولة.
هناك نوعيات من المسؤولين، تطرقنا لهم في مرات عديدة، لكن أهم نوعين يبرزان دائماً، وهما نقيضان، أحدهما من يتولى منصباً فينجح في أن يجعل المنصب والكرسي «تابعاً» له، وذلك بأخلاقياته ومعدنه الذي لا يتغير، وعبر سلوكياته السوية تجاه الآخرين واهتمامهم بهم وبتطورهم المهني وبتحقيق رضاهم الوظيفي، وكل هذا طبعاً ينعكس إيجاباً على الأداء والنتائج التي تصب في النهاية لصالح خدمة الوطن والناس.
أما النوع الثاني الذي ندعو دائماً بأن يخلص قطاعاتنا منه، هو ذاك المسؤول الذي يتحول على الفور إلى «أسير للكرسي» وعاشق للبرستيج والمزايا و«القوة» التي منحت إليه، فيطلع كل ذلك في «السيطرة» على البشر والتحكم فيها بطرائق خاطئة ولا علاقة لها بالإدارة الصحيحة. فترى مثل هذه النوعيات تظلم، وتضيع بوصلة العمل معها، بل وتجد المزاج العام للموظفين في حالة من الإحباط واليأس والتذمر، الأمر الذي يدمر الإنتاجية ويقتل الانتماء والولاء المؤسسي، ويتحول الشغل الشاغل لديهم من التركيز في العمل وتحقيق النتائج، إلى ترقب اليوم الذي ينتهي فيه هذا الكابوس، ويحل محله شخص آخر من النوع الأول الذي ذكرناه، شخص إداري يعمل لأجل الوطن والناس ولديه إنكار للذات يجعله «محصناً» عن السقوط أمام سطوة الكرسي.
لذلك ستجدون أناساً تحزن وتذرف الدموع على رحيل أي مسؤول ناجح يمتلك مقومات الإدارة الصحيحة، ستجدون أناساً يدعون له بالخير حتى لو ترك المنصب، وستجدون في المقابل أناساً تدعو على المسؤول السيئ، بل وتذرف الدموع فرحاً حينما يغادر.
هذه رسالة لكل مسؤول: عليك الإدراك بأنك وليت أمانة لخدمة الوطن وأهله، وكذلك منحت الثقة لتقود جهود البشر بإنسانية واحترافية واقتدار. تذكر دائماً بأن المنصب تكليف وليس تشريفاً، وأنك عبر الإدارة الصالحة ستحقق مع موظفيك كل الخير والنجاح المرجو منك. فبالتوفيق لكل مسؤول صالح، فهو من يحتاجه الوطن بشدة.
{{ article.visit_count }}
لا نحتاج لإجابات معلنة هنا؛ إذ تكفي إجابة كل شخص مع نفسه من واقع خبرته.
وهنا حينما نسأل في هذا الجانب، فإننا نضع اليد على «جرح مؤلم» هو نتاج واقع أكثر إيلاماً في بعض قطاعات العمل، إذ بالفعل هناك من يدعو عليه الموظفون ليل نهار، والأسباب كثيرة وعديدة، وكلها ترتبط بـ«أساليب الإدارة» و«اختلال» ميزان العدالة وطريقة معاملة البشر.
لا يوجد أكثر جمالاً من ذاك المشهد الذي يغادر فيه مسؤول موقع عمله، فتجد غالبية الموظفين يتأثرون حزناً على رحيله، تراهم يحاولون بيان حجم الامتنان والتقدير الذي يكنونه لهذا المسؤول، والبعض قد يتعجب من هذا المشهد، ومبعث العجب أنه قد لا يقوم بنفس الفعل تجاه مسؤوله هو بالذات.
حينما تحاول سؤال الموظفين عن هذه التعابير وأسبابها، ستجد أن أبرز الإجابات تتركز بشأن «إنسانية» هذا المسؤول، وكيف أنه «محترم» في التعامل، وكيف أنه «عادل» في التقدير، وكيف أنه «نظيف» سواء إدارياً عبر قيادته المثالية، وكذلك «نظيف مالياً» لأنه أشد المحافظين والحريصين على المال العام للدولة.
هناك نوعيات من المسؤولين، تطرقنا لهم في مرات عديدة، لكن أهم نوعين يبرزان دائماً، وهما نقيضان، أحدهما من يتولى منصباً فينجح في أن يجعل المنصب والكرسي «تابعاً» له، وذلك بأخلاقياته ومعدنه الذي لا يتغير، وعبر سلوكياته السوية تجاه الآخرين واهتمامهم بهم وبتطورهم المهني وبتحقيق رضاهم الوظيفي، وكل هذا طبعاً ينعكس إيجاباً على الأداء والنتائج التي تصب في النهاية لصالح خدمة الوطن والناس.
أما النوع الثاني الذي ندعو دائماً بأن يخلص قطاعاتنا منه، هو ذاك المسؤول الذي يتحول على الفور إلى «أسير للكرسي» وعاشق للبرستيج والمزايا و«القوة» التي منحت إليه، فيطلع كل ذلك في «السيطرة» على البشر والتحكم فيها بطرائق خاطئة ولا علاقة لها بالإدارة الصحيحة. فترى مثل هذه النوعيات تظلم، وتضيع بوصلة العمل معها، بل وتجد المزاج العام للموظفين في حالة من الإحباط واليأس والتذمر، الأمر الذي يدمر الإنتاجية ويقتل الانتماء والولاء المؤسسي، ويتحول الشغل الشاغل لديهم من التركيز في العمل وتحقيق النتائج، إلى ترقب اليوم الذي ينتهي فيه هذا الكابوس، ويحل محله شخص آخر من النوع الأول الذي ذكرناه، شخص إداري يعمل لأجل الوطن والناس ولديه إنكار للذات يجعله «محصناً» عن السقوط أمام سطوة الكرسي.
لذلك ستجدون أناساً تحزن وتذرف الدموع على رحيل أي مسؤول ناجح يمتلك مقومات الإدارة الصحيحة، ستجدون أناساً يدعون له بالخير حتى لو ترك المنصب، وستجدون في المقابل أناساً تدعو على المسؤول السيئ، بل وتذرف الدموع فرحاً حينما يغادر.
هذه رسالة لكل مسؤول: عليك الإدراك بأنك وليت أمانة لخدمة الوطن وأهله، وكذلك منحت الثقة لتقود جهود البشر بإنسانية واحترافية واقتدار. تذكر دائماً بأن المنصب تكليف وليس تشريفاً، وأنك عبر الإدارة الصالحة ستحقق مع موظفيك كل الخير والنجاح المرجو منك. فبالتوفيق لكل مسؤول صالح، فهو من يحتاجه الوطن بشدة.