كنت حريصاً على متابعة مباراة الرفاع مع السيب العماني في نهائي أندية غرب آسيا المؤهلة لنهائي كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بينما كنت في إجازتي الخاصة خارج الديار، وكنت متفائلاً بقدرة السماوي على تجاوز هذه المباراة والانتقال إلى الدور النهائي في ظل ما يتمتع به الرفاع من إمكانيات ميدانية فنية باعتبار جل لاعبيه من نجوم المنتخب الوطني أصحاب الخبرة وما يحظى به الفريق من دعم إداري وقيادة فنية متميزين بالإضافة إلى وجود الدكتور نبيل طه كمعد نفسي ومعنوي للفريق.

كل هذه العناصر الإيجابية التفاؤلية، ذهبت أدراج الرياح داخل ملعب المباراة حين تحول «الأسد الرفاعي» إلى «حمل وديع « في مسقط وخسر برباعية نظيفة في مشهد غريب وسيناريو لم نعتده من «أبناء المدرب الوطني علي عاشور» في السنوات الأربع الماضية، ولكنها في نهاية الأمر كرة القدم التي لا تعترف إلا بهز الشباك!

المباراة انتهت وأصبحت جزءاً من الماضي ولكن تداعياتها تواصلت بسيناريوهات مفاجئة حملت معها استقالة المدرب علي عاشور متبوعة بتصريح جريء جداً من رئيس الكيان الرفاعي الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة الرئيس الذهبي للنادي والرجل المتابع لكل صغيرة وكبيرة للفريق والذي أعلن تحمّله للمسؤولية واستعداده للتنحي عن منصبه والتمسك بالمدرب عاشور.

هذا السيناريو ما لبث أن غير كل التوجهات، فعدل عاشور عن قرار الاستقالة وعاد بقوة لخوض التحديات من جديد وواصل الرئيس الذهبي دعمه للفريق في أول حصة تدريبية بعد الإخفاق الآسيوي وهو ما يؤكد متانة اللحمة الرفاعية واستقرار البيت الرفاعي وروزنامة الإدارة السماوية في مواجهة التحديات.

قرارات مواقف تستحق الاحترام، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الرياضة فوز وخسارة وأن الإخفاقات دروس مستفادة كلما أحسنا تحليلها بتأنٍّ وبعقلانية قائمة على النهج العلمي والدراسة المنطقية بعيداً عن المؤثرات العاطفية!

شخصياً، أرى أن أكثر من سبعين بالمائة من أسباب الخسارة الثقيلة يتحملها اللاعبون الدوليون باستثناء الحارس الأمين عبدالكريم الفردان، وهذا لا يعفي الجهاز الفني من باقي المسئولية، كما أن علينا ألا نغفل دور وضعنا الكروي المحلي في مسببات هذه الخسارة بدءاً من ترهل نظام الدوري عندنا، والمتأمل في روزنامة اتحاد الكرة يعرف ماذا أعني بترهل المسابقات المحلية، وانتهاءً بالعزوف الجماهيري الذي مازلنا عاجزين عن إيجاد الحلول الناجعة له!

كما لا نعفي الإعلام الرياضي من تحمل جزء من المسؤولية، إذا ما أردنا مقارنة حجم الحدث بحجم التغطية الإعلامية وبالأخص الصحفية والتلفزيونية، وقد يكون سبب هذا القصور عدم تواجد وفد إعلامي مرافق للبعثة الرفاعية إلى مسقط.!

وبطبيعة الحال، كان للحضور والدعم الجماهيري العماني دور بارز في التفوق المعنوي والحماسي للاعبي السيب في مقابل الحضور الجماهيري البحريني الخجول الذي كان «ضائعاً» وسط الحشود العمانية!

تحية تقدير واحترام لمواقف الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، والمدرب الوطني عبدالله عاشور، والتي نتوقع أن يكون لها مردودات إيجابية للفريق على الصعيد المحلي في قادم الأيام، كما نأمل أن تتحسن أوضاع مسابقاتنا الكروية المحلية بما يحفز الأندية على المزيد من التنافس ويشجع الجماهير على العودة إلى سابق عهدها من التحشيد والحضور.