يشعر الكثير من الناس بأنهم وحيدون، يدبرون شؤونهم في هذه الدنيا لوحدهم دون سند أو مساعدة من قريب أو صديق. لا يجدون من يعتمدون عليه، أو من يشاركهم هموم الحياة ومسراتها. ليسوا فرعاً مقطوعاً من شجرة، وليسوا عديمي الصداقات والزمالات. ربما يحاطون بأسطول عريض من البشر، لكنهم يعيشون فعلاً حياة بلا شركاء، ويصرحون بأن المحيطين بهم يتعاملون معهم من كرسي المتفرج، ولا يتقاسمون معهم ظروف العيش ومتغيراته.
هؤلاء أشخاص في الغالب بنوا أنفسهم بقدراتهم الذاتية، لم يتكلوا على أحد للوصول إلى غاياتهم. يفخرون بأن ليس لفرد فضل عليهم فيما أنجزوا، يتميزون بذكاء حاد وطاقة خلاقة تمكنهم من تقديم إنجازات مبهرة. وهم أميل إلى التفكير بتحليل عميق وتفحص دقيق، لا تفوتهم شاردة أو واردة، ويخططون بصورة استباقية لكل طارئ قد يواجههم. إنهم يفكرون أكثر مما ينبغي، ويبنون خططاً بديلة لكل شيء، والنظام في حياتهم هو الحاكم والضابط لكل تحركاتهم، بل.. ومشاعرهم.
المشكلة الاجتماعية التي يعاني منها «الأذكياء الوحيدون» أنهم ليسوا دائماً محظوظين بمن حولهم من جهة، ويفتقدون للذكاء الاجتماعي النوعي الذي يمكنهم من التأقلم مع الشخصيات المخالفة لهم، أو مد جسور التفاهم مع الأفراد الجدد في حياتهم. الذكاء الاجتماعي هو أحوج ما ينبغي لهؤلاء تعلمه، فإنجازاتهم المبدعة تفتقد المذاق المميز في ظل غياب المقربين منهم، لذلك لا تتملكهم الفرحة الكاملة برغم كل ما يحققونه ويمتلكونه.
قابلت الكثيرين منهم. يشكون عدم فهم الآخرين لهم وعجزهم عن التأقلم مع خط سيرهم. الناس بالنسبة لهم ما بين قليل المهارة وعديم الموهبة، أو حقود وغيور، أو متعدد الذرائع. لا أعرف كيف يستطيعون العيش في هذه الأجواء المشحونة بالكم الكبير من الاختلاف والخصامات. أعجز عن فهم نفسياتهم التي تحتمل هذا القدر المعقد من المشاكل، ولا أرى في ذلك قوة أو تمكناً من مواجهة الحياة صعبة المراس. إنه أسلوب حياة يختصر طرق التعب والمشقة ويتوجه إليها مباشرة دون حيدة.
نحن لن نجد من يشبهنا إلا في أحلام اليقظة. لسنا نسخاً معدلة لبعضنا، والتنوع قانون كوني له حكمته، ورسالتنا في الحياة أن نتعارف ونتكامل، أن نقلص مساحات الاختلاف بيننا ونستثمر فيها سمة التنوع والتعدد لما نفتقده نحن. لذلك علينا جميعاً أن نتعلم كيف نتعايش ونتشارك، وأن نغلب منطق التكامل بدل منطق الغلبة، وأن نستبدل حياة الصراع التي نغرق فيها دون وعي منا وتستنزف كل ثمين لدينا بحالة التآخي والإنسانية.
عندها سيتزاحم علينا الشركاء وسيتقاطر علينا من يرغب في تقاسم الفرح والحزن ليسجل حضوره وتفاعله.
هؤلاء أشخاص في الغالب بنوا أنفسهم بقدراتهم الذاتية، لم يتكلوا على أحد للوصول إلى غاياتهم. يفخرون بأن ليس لفرد فضل عليهم فيما أنجزوا، يتميزون بذكاء حاد وطاقة خلاقة تمكنهم من تقديم إنجازات مبهرة. وهم أميل إلى التفكير بتحليل عميق وتفحص دقيق، لا تفوتهم شاردة أو واردة، ويخططون بصورة استباقية لكل طارئ قد يواجههم. إنهم يفكرون أكثر مما ينبغي، ويبنون خططاً بديلة لكل شيء، والنظام في حياتهم هو الحاكم والضابط لكل تحركاتهم، بل.. ومشاعرهم.
المشكلة الاجتماعية التي يعاني منها «الأذكياء الوحيدون» أنهم ليسوا دائماً محظوظين بمن حولهم من جهة، ويفتقدون للذكاء الاجتماعي النوعي الذي يمكنهم من التأقلم مع الشخصيات المخالفة لهم، أو مد جسور التفاهم مع الأفراد الجدد في حياتهم. الذكاء الاجتماعي هو أحوج ما ينبغي لهؤلاء تعلمه، فإنجازاتهم المبدعة تفتقد المذاق المميز في ظل غياب المقربين منهم، لذلك لا تتملكهم الفرحة الكاملة برغم كل ما يحققونه ويمتلكونه.
قابلت الكثيرين منهم. يشكون عدم فهم الآخرين لهم وعجزهم عن التأقلم مع خط سيرهم. الناس بالنسبة لهم ما بين قليل المهارة وعديم الموهبة، أو حقود وغيور، أو متعدد الذرائع. لا أعرف كيف يستطيعون العيش في هذه الأجواء المشحونة بالكم الكبير من الاختلاف والخصامات. أعجز عن فهم نفسياتهم التي تحتمل هذا القدر المعقد من المشاكل، ولا أرى في ذلك قوة أو تمكناً من مواجهة الحياة صعبة المراس. إنه أسلوب حياة يختصر طرق التعب والمشقة ويتوجه إليها مباشرة دون حيدة.
نحن لن نجد من يشبهنا إلا في أحلام اليقظة. لسنا نسخاً معدلة لبعضنا، والتنوع قانون كوني له حكمته، ورسالتنا في الحياة أن نتعارف ونتكامل، أن نقلص مساحات الاختلاف بيننا ونستثمر فيها سمة التنوع والتعدد لما نفتقده نحن. لذلك علينا جميعاً أن نتعلم كيف نتعايش ونتشارك، وأن نغلب منطق التكامل بدل منطق الغلبة، وأن نستبدل حياة الصراع التي نغرق فيها دون وعي منا وتستنزف كل ثمين لدينا بحالة التآخي والإنسانية.
عندها سيتزاحم علينا الشركاء وسيتقاطر علينا من يرغب في تقاسم الفرح والحزن ليسجل حضوره وتفاعله.