يأتي الاحتفال باليوم العالمي للمرأة يوم الثامن من مارس من كل عام، والذي تعود جذوره إلى عام 1908، بخروج ما يزيد عن خمسة عشر ألف امرأة أمريكية بنيويورك احتجاجاً للمطالبة بتقليل ساعات العمل والاعتراف بحق المرأة في التصويت في الانتخابات، حتى أصبح هذا اليوم احتفالاً عالمياً بالمرأة، بيد أنه يأتي هذا العام تحت شعار «الرقمنة للجميع.. الابتكار والتكنولوجيا من أجل المساواة بين الجنسين»، فلطالما كانت قضية المساواة من القضايا التي ناضلت المرأة من أجل الحصول عليها والإقرار بحقها في مشاركة الرجل في تحمل المسؤولية والواجب تجاه المجتمع والوطن والحصول على الحقوق التي تستحقها سواء في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي وغيرها، ولاشك أنها حققت العديد من المكاسب خلال مسيرتها، فهناك نماذج بارزة ومشرّفة للمرأة على المستوى العالمي والعربي، حيث احتلت المناصب القيادية وحصلت على أرفع الدرجات العلمية، وقدمت خدمات جليلة للمجتمع الذي تعيش فيه، لكن اختيار هذا الشعار هذا العام يشير إلى عدة نقاط هامة يمكن قراءتها، يتجلى أولها بأن العالم يشهد ثورة كبيرة في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات التي دخلت جميع مناحي الحياة اليومية للفرد، وأصبحت منصاتها توفر المعلومات وحرية الرأي بشكل أكثر انتشاراً وبسرعة هائلة وكلفة أقل، ومن ثم فهناك فئات تستخدم هذه الحرية في إظهار توجهات تمييزية ضد المرأة، وفي ذات الوقت يلفت الشعار الانتباه إلى أن هناك إمكانية كبيرة للاستفادة من هذه الأدوات التقنية والمعلوماتية في نشر الوعي بأهمية دور المرأة في المجتمع، وبخاصة أن المدافعات عن حقوق الإنسان ومنها الحركات النسوية تستخدم القوة التحويلية للتكنولوجيا الرقمية من أجل التواصل مع الآخرين وتعبئة الموارد وإحداث تغيير اجتماعي وثقافي تجاه قضايا المرأة، وهنا يوفر العالم الافتراضي فرصاً هائلة من أجل دعم مسيرة المرأة للحصول على المساواة، فعلى مدى أكثر من 75 عاماً منذ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تحققت العديد من الإنجازات في مجال حقوق المرأة وترجمت إلى حقائق ظاهرة على المستوى العالمي، وعلى المستوى العربي حققت المرأة العربية ذاتها في العديد من المجالات، وبخاصة في مملكة البحرين في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، والدعم المتواصل والجهود الطموحة من المجلس الأعلى للمرأة بقيادة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، حيث باتت المرأة البحرينية تحتل المناصب القيادية وتشارك الرجل في كافة مجالات العمل إضافة إلى دورها التربوي والأسري، وهو ما جعلها نموذجاً عربياً يحتذى به.