لكل أمة مقومات لهويتها، وثوابت لثقافتها تحافظ عليها الأمم وتتمسك بها كي تحافظ على كيانها الحضاري، ومن هذه الثوابت اللغة والعادات والتقاليد والدين، ويأتي نظام التقويم ضمن ثوابت الثقافات، فكل أمة تعتمد نوعاً من التقويم تؤرخ فيها جميع معاملاتها اليومية، فبعض الأمم تستخدم التقويم الشمسي، والبعض يستخدم الميلادي، والبعض يستخدم التقويم الهجري القمري، والبعض يستخدم التقويم الصيني الزراعي، والبعض يستخدم التقويم الجلالي أو الهجري الشمسي. أما نحن فلم نعد نستخدم التقويم الهجري القمري إلا للتأريخ في مجال العبادات، كتحديد موعد دخول شهر الصيام «شهر رمضان المبارك» وتحديد موعد شهر ذي الحجة، وتحديد موعد استخراج الزكاة بعد مرور حول يحتسب بالسنة الهجرية القمرية.
ويأتي التنازل عن التأريخ بالتقويم الهجري القمري في معاملاتنا اليومية في قائمة التنازلات التي تساهلنا فيها عن بعض ثوابت ثقافتنا منها تنازلنا عن استخدام اللغة العربية، وقد شعرت بهذا التنازل في عدة مواقف شهدتها بنفسي، ففي أحد اللقاءات التي جمعتني بشخص من دول الشرق الأقصى، بدأت بإلقاء التحية والترحيب به باللغة الإنجليزية، ليفاجأني بعتاب شديد وهو يتحدث باللغة العربية الفصحى حيث قال: أنت تتكلمين اللغة العربية وأنا أتكلم بلغة بلدي، فلماذا تتحدثين باللغة الإنجليزية، فأحسست بالخجل لأنني تنازلت عن التحدث بلغتي دون مبرر، ومشهد آخر مر بي عندما كنت في أحد المؤتمرات خارج البحرين دار نقاش بيني وبين أحد الزملاء الأجانب حول دراسة الطب باللغة الإنجليزية، فأنا أرى أنه من الطبيعي أن يُدَرس الطب باللغة الإنجليزية لتوفر المراجع الطبية بتلك اللغة، فنظر إلي باستياء، فقال وماذا عن الدول التي لا تتحدث باللغة الإنجليزية، فالدول التي تعتمد اللغة الإسبانية وعددها عشرون دولة أوروبية تدرس الطب بلغتها، وكذلك تفعل الدول التي تستخدم اللغة الألمانية وعددها ست دول، وكذلك الدول التي تتحدث الصينية، والروسية، فأردت التحقق من صحة قوله فاتجهت لمكتبة كلية الطب في هذا البلد لأرى جميع المراجع بلغتهم وليست باللغة الإنجليزية، والغريب كانت بعض المراجع مترجمة عن كتب الطب العربية القديمة، فأدركت أن تنازلنا عن اللغة العربية في التعليم هي أحد التنازلات عن ثوابت الثقافة العربية، والواقع أن قائمة التنازلات عن ثوابت الثقافة العربية كثيرة منها عزوف الشباب عن اللبس الشعبي، وعزوفهم عن الفنون العربية بأنواعها. تلك أزمة حضارية يجب أن نتصدى لها، وعلينا أن نعيد لشبابنا ثقتهم بأنفسهم وبأمتهم، علنا نحافظ على البقية الباقية من ثقافتنا العربية، ودمتم أبناء قومي سالمين.
ويأتي التنازل عن التأريخ بالتقويم الهجري القمري في معاملاتنا اليومية في قائمة التنازلات التي تساهلنا فيها عن بعض ثوابت ثقافتنا منها تنازلنا عن استخدام اللغة العربية، وقد شعرت بهذا التنازل في عدة مواقف شهدتها بنفسي، ففي أحد اللقاءات التي جمعتني بشخص من دول الشرق الأقصى، بدأت بإلقاء التحية والترحيب به باللغة الإنجليزية، ليفاجأني بعتاب شديد وهو يتحدث باللغة العربية الفصحى حيث قال: أنت تتكلمين اللغة العربية وأنا أتكلم بلغة بلدي، فلماذا تتحدثين باللغة الإنجليزية، فأحسست بالخجل لأنني تنازلت عن التحدث بلغتي دون مبرر، ومشهد آخر مر بي عندما كنت في أحد المؤتمرات خارج البحرين دار نقاش بيني وبين أحد الزملاء الأجانب حول دراسة الطب باللغة الإنجليزية، فأنا أرى أنه من الطبيعي أن يُدَرس الطب باللغة الإنجليزية لتوفر المراجع الطبية بتلك اللغة، فنظر إلي باستياء، فقال وماذا عن الدول التي لا تتحدث باللغة الإنجليزية، فالدول التي تعتمد اللغة الإسبانية وعددها عشرون دولة أوروبية تدرس الطب بلغتها، وكذلك تفعل الدول التي تستخدم اللغة الألمانية وعددها ست دول، وكذلك الدول التي تتحدث الصينية، والروسية، فأردت التحقق من صحة قوله فاتجهت لمكتبة كلية الطب في هذا البلد لأرى جميع المراجع بلغتهم وليست باللغة الإنجليزية، والغريب كانت بعض المراجع مترجمة عن كتب الطب العربية القديمة، فأدركت أن تنازلنا عن اللغة العربية في التعليم هي أحد التنازلات عن ثوابت الثقافة العربية، والواقع أن قائمة التنازلات عن ثوابت الثقافة العربية كثيرة منها عزوف الشباب عن اللبس الشعبي، وعزوفهم عن الفنون العربية بأنواعها. تلك أزمة حضارية يجب أن نتصدى لها، وعلينا أن نعيد لشبابنا ثقتهم بأنفسهم وبأمتهم، علنا نحافظ على البقية الباقية من ثقافتنا العربية، ودمتم أبناء قومي سالمين.