« قدها» لم يكن برنامجاً عادياً وإنما هو منهاج أسُس وقيم أخلاقية تبني وطناً بدءا من الفكرة، والطرح، والمحتوى، وطريقة البث، «قدها» لم يكن عنواناً لبرنامج وإنما نهج وطن، ورؤية إستراتيجية لبناء الشباب بطريقة مبتكرة وأسلوب مبدع.
«قدها» كلمة مختصرة لمنهج تربوي، وتعليمي، وقيمي يعني «المسؤولية» ومعنى كبيراً.. مسؤولية أن تكون قادراً على التحمل، مسؤولية أن تكون مقتنعاً بالتغيير، مسؤولية أن تكون صبوراً قادراً على التحديات متخطياً كل المصاعب لتحقيق المنال، مسؤولية أن تفهم معنى النعم، مسؤولية أن تتحدى الظروف، وتبرز القدرات والإمكانات والمهارات لتصنع الأمل وترسم التفاؤل، مسؤولية أن تتخطى آلامك بالإيجابية لتحقيق الأمل، مسؤولية أن تكون متفهماً أن النجاح لا يتحقق إلا بوجود الحزن والفرح، مسؤولية أن تعرف معنى الأسرة والحياة الاجتماعية، وقيمتها المجتمعية، مسؤولية أن تكون مسؤولاً عن نظام وبناء ذاتك ومهاراتك، مسؤولية أن تعرف معنى الجدية ووقت الاستعداد، مسؤولية أن تعرف قيمة المكافأة وأثرها بعد الإنجاز، مسؤولية أن تكون قيادياً تحمل رسالة وطن.
قدها عنوان «لدورة عسكرية» لمتطوعين من مختلف المستويات والفئات الشبابية جاؤوا من أوساط المجتمع كشفت الستار عن إمكانية قدراتهم ومستوى طاقاتهم ومهاراتهم وأشعلت حماس الذات فيهم ليتعرفوا على أنفسهم، دورةٌ بسيطة سهلةٌ في العرض ولكنها عميقة في الطرح والمحتوى والرسالة فكرتها نوعية، قادها مدربون متمرسون جادون في الخبرات التدريبية العسكرية ومتقنين لها بكل تفاصيلها استطاعوا أن يكشفوا لأول مرة على المستويين المحلي والدولي عن مستوى التدريب العسكري ودوره في صناعة الرجال من خلال سبع حلقات تم بثها على برنامج شاهد من أقوى وسائل البث الإعلامي الحديث لتصل الرسالة إلى كل فرد في أي زمان ومكان على المستويين المحلي والدولي بقيادة فريق إعلامي متمرس استطاع أن يسلط الضوء على مواقع الأثر من الكلمات العميقة، والتعابير الجاذبة الجادة والمؤثرة على الإحساس والعاطفة، والمواقف المعززة لهدف ورسالة كلمة « قدها»، فريق استطاع بخبرته إنتاج ومونتاج مشاهد غاية في الإبهار، والإمكانات التقنية التي جعلت كل فرد على مستوى واسع النطاق أن يبحث ليشاهد هذا العمل المتكامل الهادف الصادق المعبر بكل معاني القيم والمبادئ التي يطمح لها كل فرد، ومجتمع، وقيادة لتتحقق لأبناء وطنه ويكونوا خير مثال وصف عتاد لبناء الأوطان.
« قدها» منهاج مبني على ثلاث إستراتيجيات بنائية أولاها البناء المهاري الذي يحقق كيفية مواجهة التحديات المادية في الحياة وتخطيها في أصعب الظروف بكل إمكانات القوة والقدرة الجسدية، وثانيتها البناء النفسي الذي يساهم في تخطي حالات التعب والظروف النفسية في ظل الأزمات والمفاجآت المهلكة لتكون هي النظرة الإيجابية لتحقيق التفاؤل والانتقال إلى مرحلة تنموية جادة مليئة بالحماس، وثالثتها البناء الذهني الذي يساهم في تنمية الفكر وتعزيز القدرات المعرفية والاستفادة منها في التخطيط والتكنيك والدقة واختيار القرارات الصائبة المجدية لتحقيق الهدف المنشود.
برنامج «قدها» مدرسة جمعت كل المدارس التربوية والتعليمية والأسرية والحياتية لتحقيق أهداف عظيمة في سبع حلقات إعلامية في بث حقق أعلى مشاهدة دولية، وأوصل أقوى رسالة تربوية وإنسانية، وحقق أكبر وأوسع هدف شمل مجموعة كبيرة من الأهداف في وقت احتاجت فيه المجتمعات إلى إعادة شبابها إلى بوصلتهم الحقيقية ليساهموا في بناء أوطانهم بكل مسؤولية من خلال قدراتهم التي يمكن اكتشافها وإبرازها تحت مختلف الظروف الصعبة والخارجة عن الإطار التقليدي العام.
« قدها» هذا البرنامج الذي طرح بتوجيه من سمو الفريق الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي وبمتابعة من قائد الحرس الملكي العقيد الركن سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، وبإدارة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وبرؤية من جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد حفظهم الله ورعاهم لم يكن فكراً سطحياً أو نهجاً عابراً، وإنما كان فكراً عميقاً متأصلاً بجذور راسخة عميقة من عادات وتقاليد وقيم وأخلاق عظيمة شملت كنوز القدرات البشرية والإنسانية من الاحترام، والتعاون والتفاهم، والتواضع، والنزاهة، والعدل والشجاعة والتسامح والتعاطف والصداقة والمساواة والصدق، والنظام، والطاعة، والتحمل والصبر والمثابرة والعزم والشدة، والرضا وأكثر بكثير. برنامج ترجم الكثير في مشاهده المتنوعة والمواقف المختلفة التي من المؤكد أنها لم تكن عفوية أو بمحض الصدفة وإنما جاءت من نهج علمي مدروس ومتقن ومقنن من القيادة الرشيدة معبراً بصدق عن المحتوى لتكون هي الرسالة الحقيقية الصادقة التي وصلت بكل أمانة إلى كل فرد ولامست كل راعٍ مسؤول عن رعيته.
« قدها» والمراحل التي تدرج فيها لعرض البرنامج التدريبي الإعلامي التوعوي الثقافي التربوي البنائي جامعة شملت مجموعة علوم عسكرية وتربوية وإنسانية وقيادية وعلمية وغيرها فكان الشباب الذي أصبح قدوة لمن يقتدي، حيث استطاع الفريق الإعلامي بقيادة المخرج أحمد الشيخ من خلال فهمه للرسالة الحقيقية لقدها بنطاقه الواسع والشامل والعالمي أن يهتم بإسقاط الضوء على أعمق الكلمات والتوجيهات القيادية وأفضل التعابير والإِشارات التعبيرية والمواقف المؤثرة حيث الأحاسيس والعواطف التي ترتبط بالعامل الإنساني، وأكبر القيم التي جمعت وشملت العناصر البنائية لتحقيق الهدف ليكون الشخص «قدها» من المتدربين والمشاهدين حيث الهدف في البناء المهاري والنفسي والذهني.
«قدها» والمحتوى الذي تضمنه هو المنهج الذي رسخه جلالة الملك المعظم في تربية أبنائه أصحاب السمو والذي حمل نهجاً قيادياً وكانت نتائجه فاعلة في بناء الوطن جاء اليوم برؤية مستنيرة وبحكمة رصينة وبخبرة ناجعة ليكون مطبقاً على نطاق واسع وشامل لكل الشباب من أبناء الوطن وغيرهم وذلك بنشره الفكر الأصيل والمتين ليكون هناك شباب صلب قادر على مواجهة أصعب التحديات في الوقت الذي سادت فيه آفات المجتمع التي أضاعت بوصلة الشباب، حيث حان موعد العودة إلى مركز القيم والمبادئ والأسس الراسخة التي تبنى جيل متمكن قادر على بناء الوطن وتنميته.شكراً فأنتم قدها.
شكرا للقيادة الحكيمة من رأس الهرم جلالة الملك المعظم وولي عهده الأمين وسمو الشيخ ناصر بن حمد وعضيده سمو الشيخ خالد بن حمد فأنتم «قدها»، وشكراً لكل مدربي الدورة العسكرية الجامعة الشاملة لمختلف القيم والأسس الراسخة للتربية الرصينة على قدراتهم ومهاراتهم وخبراتهم العتيدة ورصانتهم الموزونة ما بين الشدة والرخاء واختيارهم الأمثل لمواقع تحفيزها، شكراً للمتطوعين الأفاضل الذين ترجموا الحقيقة لمعنى المسؤولية وعرفوا حقيقة أنفسهم وقدراتهم وأصبحوا خير مثال لخير قدوة، فأنتم رمز للوطن والأمة العربية والدولية فأنتم «قدها» باختلاف أرقامكم التي لا تنسى وكلماتكم التي هزت المشاعر وحركت العواطف وأبكت القوة لينهض شباب الوطن وينفض غبار الزمن ليصطف ويكون خير مثال للوطن حيث العمر مجرد رقم، وشكراً للطاقم الإعلامي والمخرج أحمد الشيخ الذين استطاعوا أن يفهموا الرسالة وينقلوها بطريقة إخراجية معبرة أوصلت الرسالة بكل صدق إلى كل متلقٍّ شاهد المحتوى الموزون بالرقم والزمن في المسافات وأداء المهارات فأنتم «قدها»، وشكراً لكل من شاهد واستوعب الرسالة وبدأ التطبيق فأنتم «قدها».