عندما تتوارى القضية الفلسطينية عن الأنظار وتتلاشى ملامحها أمام الأجيال، ويخفت صداها في محيط الآمال.. عندما نتناسى المسجد الأقصى الأسير وأحوال المُهّجرين والصامدين في جنباته وجنبات الأرض المبارك.. عندما لا يعرف أبناء المستقبل وذرياتنا تاريخ أمتهم التليد وتاريخ قضيتهم الخالدة وأرضهم المباركة التي حطت فيها قدم خير البرية صلى الله عليه وسلم، وذكر بركتها كتاب ربنا المجيد. بركة تشمل مُباركة المسجد وما حوله ببركة الدين وبركة محراب الأنبياء ومكان عروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء وبركة الشجر. عندما تتلاقى كل تلك الظروف وتستوطن في ذاكرة الزمان «المنسية»، يبعث الله عز وجل مواقف الأمل من جديد.. لعلها تكون قاسية وأليمة تكدر النفس، ولكنها في الوقت ذاته تحيي موات القلوب، وتجدد مواقف العزة والكرامة، وتدفعنا لوقفة أبية شجاعة نقفها جميعاً متحدين غير متفرقين. فهي تجدد محبة الأجيال في تلك الأرض، وتوقظ رقاد النفوس، وتجعل البعض يعيد نظراته تجاه هذه القضية المنسية، ونجدد تربيتنا لجيل جديد لم يفقه بعد بأبجديات «الأرض المباركة» فهو لم يتعلم حُب فلسطين والمسجد الأقصى ولماذا يجب عليه أن يُحبهما؟ وما هو تفسير تلك اللقطات التي يشاهدها لمليونين من أهالينا في غزة يحاصرون في مساحة تشكل تقريباً 1.33% من مساحة فلسطين، بلا ماء ولا كهرباء ولا حياة كريمة!!
إنها ظروف قاسية يقف أمامها المرء حائراً فيما يدور حوله، وعاجزاً عن عمل ما يمليه عليه ضميره، سوى أن يكون له الدور الإيجابي في نصرة القضية ونصرة أهل غزة. الحيرة التي تملأ قلوبنا من هول ما يحدث وهول ما نراه، وهول الألم الذي يعتصرنا ويعتصر قلوب أهل غزة. عندما نتحدث عن أحياء كاملة دُمرت بمنازلها وانمحت أسماء أهاليها، ونتحدث عن أولئك الذين يبحثون عن أحد أهاليهم يتنفس الحياة، فإذا بهم يجدون أشلاء أمام أنظارهم بأجساد غير مكتملة حملوها في أكياس صغيرة. ونتحدث عن أطفال حرموا من أبسط حقوقهم في الحياة ورمتهم فوهة المدافع الحارقة ليتحولوا إلى جثث هامدة وأشلاء ممزقة. ونتحدث عن ضحكات كانوا يتبادلونها هناك في مساحة المستشفى كانوا يظنون أنهم في مأمن عن دمار القصف.. فباتوا ليلتهم آمنين بضحكاتهم، وأصبحوا وقد فارقوا الحياة.. ومن نجا منهم أضحى أسير ذكريات أليمة لن تغادر ذاكرته. هي حكاية مؤلمة لأجيال حبيسة الجدران لم تستمتع بأجواء السفر وأريحية الحياة، ولم تعش طفولتها التي يعيشها أطفالنا، فمساحات لعبهم هي تلك الأحياء الصغيرة وتلك المساحات البسيطة التي يتذكرون فيها قصص آلامهم وفواجع حياتهم حيث فقدوا أحبابهم وأصحابهم. حكاية لأسر انمحت فصول حياتها بكل تفاصيلها الدقيقة. وقصص أبسط أحلامهم الوردية التي يتمناها كل آمن في بلده. حكاية مليئة بالدروس لكل من يتنعم بالأمن والأمان، ولكل من يحظى ببيت آمن يستظل به، ولكل من يجد لقمة عيشة هانئة، ويشرب معها شربة ماء باردة ترويه. حكاية جانبها المُشرق أمل لنصر مشرق جديد -بإذن الله تعالى- سيولد من رحم المعاناة والألم. هناك في غزة العزة وفي كل مساحات فلسطين المباركة، وفي أكناف المسجد الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومهبط الأنبياء
أتعتقدون أننا قمنا بواجبنا اليوم نصرة لأهل فلسطين؟ إننا على ثغرة مهمة من ثغرات الحياة سيُحاسبنا المولى الكريم عن ردة فعلنا تجاه ما يحدث. ولعل أبسطها «فبقلبه وذلك أضعف الإيمان». لنقف جميعاً وقفة إباء وشموخ ونستذكر عزة المسلمين، ونتكافل ونتكاتف نصرة لأهل فلسطين، فالمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً. ولنساهم بكلمة هادفة، وبنصرة قلبية، وبدعوات في رحاب المساجد التي تنطلق منها دعوات المؤمنين المخلصين، وبمساهمات إغاثية إنسانية، وبتوعية أجيالنا الذين لابد أن يثقوا بحقيقة حتمية ستكون يوماً ما لا محالة كما ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومضة أمل
اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس. اللهم ارحم أهلنا في غزة، اللهم كن لهم ناصراً ومُعيناً ومؤيداً وظهيراً، اللهم كن لهم ورحماك بهم فإنهم لا حول لهم ولا قوة إلا بك.
إنها ظروف قاسية يقف أمامها المرء حائراً فيما يدور حوله، وعاجزاً عن عمل ما يمليه عليه ضميره، سوى أن يكون له الدور الإيجابي في نصرة القضية ونصرة أهل غزة. الحيرة التي تملأ قلوبنا من هول ما يحدث وهول ما نراه، وهول الألم الذي يعتصرنا ويعتصر قلوب أهل غزة. عندما نتحدث عن أحياء كاملة دُمرت بمنازلها وانمحت أسماء أهاليها، ونتحدث عن أولئك الذين يبحثون عن أحد أهاليهم يتنفس الحياة، فإذا بهم يجدون أشلاء أمام أنظارهم بأجساد غير مكتملة حملوها في أكياس صغيرة. ونتحدث عن أطفال حرموا من أبسط حقوقهم في الحياة ورمتهم فوهة المدافع الحارقة ليتحولوا إلى جثث هامدة وأشلاء ممزقة. ونتحدث عن ضحكات كانوا يتبادلونها هناك في مساحة المستشفى كانوا يظنون أنهم في مأمن عن دمار القصف.. فباتوا ليلتهم آمنين بضحكاتهم، وأصبحوا وقد فارقوا الحياة.. ومن نجا منهم أضحى أسير ذكريات أليمة لن تغادر ذاكرته. هي حكاية مؤلمة لأجيال حبيسة الجدران لم تستمتع بأجواء السفر وأريحية الحياة، ولم تعش طفولتها التي يعيشها أطفالنا، فمساحات لعبهم هي تلك الأحياء الصغيرة وتلك المساحات البسيطة التي يتذكرون فيها قصص آلامهم وفواجع حياتهم حيث فقدوا أحبابهم وأصحابهم. حكاية لأسر انمحت فصول حياتها بكل تفاصيلها الدقيقة. وقصص أبسط أحلامهم الوردية التي يتمناها كل آمن في بلده. حكاية مليئة بالدروس لكل من يتنعم بالأمن والأمان، ولكل من يحظى ببيت آمن يستظل به، ولكل من يجد لقمة عيشة هانئة، ويشرب معها شربة ماء باردة ترويه. حكاية جانبها المُشرق أمل لنصر مشرق جديد -بإذن الله تعالى- سيولد من رحم المعاناة والألم. هناك في غزة العزة وفي كل مساحات فلسطين المباركة، وفي أكناف المسجد الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومهبط الأنبياء
أتعتقدون أننا قمنا بواجبنا اليوم نصرة لأهل فلسطين؟ إننا على ثغرة مهمة من ثغرات الحياة سيُحاسبنا المولى الكريم عن ردة فعلنا تجاه ما يحدث. ولعل أبسطها «فبقلبه وذلك أضعف الإيمان». لنقف جميعاً وقفة إباء وشموخ ونستذكر عزة المسلمين، ونتكافل ونتكاتف نصرة لأهل فلسطين، فالمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً. ولنساهم بكلمة هادفة، وبنصرة قلبية، وبدعوات في رحاب المساجد التي تنطلق منها دعوات المؤمنين المخلصين، وبمساهمات إغاثية إنسانية، وبتوعية أجيالنا الذين لابد أن يثقوا بحقيقة حتمية ستكون يوماً ما لا محالة كما ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومضة أمل
اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس. اللهم ارحم أهلنا في غزة، اللهم كن لهم ناصراً ومُعيناً ومؤيداً وظهيراً، اللهم كن لهم ورحماك بهم فإنهم لا حول لهم ولا قوة إلا بك.