زيادة وتيرة مشاريع الحفريات تعطي مؤشراً إيجابياً على عمل دؤوب لتطوير البنية الأساسية سواء أكانت كابيلات للاتصالات أو مواسير لتصريف المجاري ومياه الأمطار أو غيرها من خطوط تمدنا بالخدمات الضرورية مدفونة تحت الأرض. ولست من المتذمرين من كثرة هذه المشاريع على خلاف البعض، فهي تأتي إما للتحسين أو لإصلاح خلل ما، وكلاهما أمران مطلوبان ويعودان بالفائدة على المواطن والمقيم.
ويُظهر حساب وزارة الأشغال على الإنستغرام تعدد المشاريع وكثرتها، فالوزارة في نشاط لا يتوقف وتستحق الشكر على ما تقوم به من أعمال مهمة أهدافها بعيدة المدى. لكن، عندما تستغرق بعض المشاريع «دهراً» من الزمن وتعطل الحركة وتجعل من مرور المركبات أمراً معقداً فالموضوع يصبح مزعجاً. وهذا ما يحصل حالياً في مجمع 915 في الرفاع الشرقي الذي يشهد منذ شهرين عمليات «جراحية» عميقة تطال طرقاته الضيقة نسبياً وتجعل من الحركة فيه أحياناً شبه معطلة وأحياناً صعبة جداً. هذا بالإضافة إلى كثرة تطاير الغبار وكثرة تجمعات الطين تصاحبهما زيادة في الضوضاء جرّاء الحفْر العميق والتي تبدأ من الصباح الباكر وتستمر حتى العصر.
وأعتقد أن على وزارة الأشغال توضيح الهدف من مشروع الحفْر القائم للقاطنين والمدة التي يستغرقها المشروع قبل البدء فيه وذلك لتقليل التذمر والانزعاج الحاصل. حيث يخلو حساب الوزارة على الإنستغرام من التوضيحات حول عمليات الحفْر في المجمع، وإن وجدت فهي ليست بكافية. والأفضل في هذا العصر السريع أن يتم إبلاغ القاطنين عبر الرسائل النصية الجماعية -أو حتى عن طريق ملصقات تلصق على الأبواب- عن أهداف المشروع ومن ثم تزويدهم بالتطورات مثل نسبة الإنجاز والمدة المتبقية على الانتهاء بشكل دوري. فالتواصل وتوضيح الصورة بشكل مستمر سيكون وقعه إيجابياً على القاطنين.
حالياً يلجأ أهالي المنطقة للعضو البلدي للشكوى أو يلجأ البعض منهم إلى الغضب والانفعال في وجوه العمال -الذين لا حول لهم ولا قوة- للتعبير عن عدم رضاهم من استمرار الحفريات. والأحسن أن تكون الوزارة هي مصدر المعلومات الأول وهي من تقوم بعملية التواصل.
الفترة القادمة فترة أمطار شهدنا بعضاً منها قبل أيام، لذلك يتمنى القاطنون في المجمع المذكور ألا يضطروا إلى إيقاف سياراتهم خارج المرآب والمشي مسافات للوصول إلى بيوتهم. كما يتمنون أن تعود تغطية طرقاتهم بالأسفلت بشكل كامل بحيث لا تتضرر مركباتهم في أسرع وقت مقدرين كثيراً جهود التطوير التي تنفذها الوزارة.